المحامي ادوار حشوة : كلنا شركاء
من نتائج الحرب في سورية والتي دخلت على خط ثورتها الديمقراطية كل مخابرات دول الجوار والعالم انها تحولت الى حرب
دولية لها اهداف تتجاوز الحالة السورية فالروس حصلوا من موقفهم مع الصين على تحويل العالم من نظام القطب الواحد الذي ساد بعد سقوط الاتحاد السوفياتي الى نظام تعدد الاقطاب فلم تعد الولايات المتحدة شرطي العالم وحدها وعليها ان لاتنفرد في المسائل المهمة.
في سورية حقق الاتفاق الدولي نجاحا مدهشا حين جرد سوريا من سلاحها الكيماوي الرادع بسهولة وسرعة ادهشت العالم
وفي اجتماعات جنيف حول الملف النووي الايراني حقق الاجماع الدولي نجاحا آخر مهما هو تجريد ايران من امكانية صنع قنابل نووية وقصر طاقتها النووية على انتاج الكهرباء فقط وتحت الرقابة الدولية.
وعلى الطريق تفاهمات اخرى اهمها مؤتمر جنيف الذي سينعقد وما سيتم فيه من انتقال للسلطة تحت الرقابة الدولية هو حصيلة
اتفاق دولي يتم اخراجه عربيا وسوريا شبيها باتفاق الطائف بعد الحرب الاهلية في لبنان والذي وضع اسسه الاميركيون
واخرج عربيا ووقع عليه اللبنانيون تحت الضغط العالمي بعد ان تعب الجميع من حرب لانهاية لها غير الحل السياسي .
في سورية اتعبت الحرب النظام الذي يقاتل المعارضة في 416 نقطة اشتباك دون اي احتمال للسيطرة وكذلك اتعبت المعارضة التي قدمت مئات الالوف من الشهداء والمعتقلين وملاين المهجرين ولم تحسم المعركة بعد مما يجعل الحل
السياسي المتفق عليه دوليا هو الطريق لتحقيق السلام الداخلي.
وعلى طريق التفاهم مع ايران سيكون الايرانيون اقرب الى القبول بنتائج مؤتمر جنيف وسيحضرونه ويساعدون على نجاح الحل السياسي الدولي على عكس ما توقع الكثيرون لان الصفقة الدولية مع ايران تستلزم لنجاحها ان تساعد ايران الاتفاق الدولي لا ان تعرقل خططه لان التوافق السياسي لايحتمل سياسة الوجهين .
وعلى طريق التفاهم الدولي هناك تجريد توافقي لسلاح حزب الله في لبنان الذي هو صناعة ايرانية تمويلا وتحريضا
وتدريبا ولا بد ان يتأثر بالصفقة الدولية مع ايران ويتحول الى حزب سياسي فقط ويسلم اسلحته للجيش اللبناني
لان استمرار وجوده المسلح يتناقض مع التفاهم الدولي مع ايران وقد يعطله وهذا غير متوقع لان ايران تعبت من اعباء
تدخلها في لبنان وسورية ومجتمعها مهدد بالانفجارات ما لم تهتم بداخلها وتوقف شعارات ثورتها للا متداد خارج حدودها لان ذلك من ممنوعات العالم .
ايران دولة مهمة في المنطقة ولكن امتداد ثورتها الى المحيط العربي لايلقى قبولا من العالم في منطقةالمصالح الكبرى
وعليها ان تقنع بدور مهم وان تحترم حقوق جوارها وما عدا ذلك سيجعل الصفقة الدولية معها في خبركان .!
ان عوامل نجاح مؤتمر جنيف 2 اصبحت بعد التفاهم الدولي مع ايران كثير ة ومن كان يعتقد ان ايران اذا حضرت المؤتمر ستعرقل نجاحه سيصاب بخيبة امل لان حضورها سيساعد على تعويم الحل الدولي المتفق عليه في جنيف 1 وليس العكس فهل آن الاوان لفهم الدور الدولي التوافقي في وقف لعبة الدم التي لامثيل لوحشيتها في كل التاريخ الانساني هذا هو السؤال