المحامي ادوار حشوة :ما وراء الغموض في قرار مجلس الامن حول الكيماوي السوري ؟

المحامي ادوار حشوة : كلنا شركاء

قرار مجلس الامن الدولي رقم 2118 الصادر بالاجماع (بدون البند السابع ) بتاريخ 27-9-2013 احتوى على قسمين الاول يتعلق بالاسلحة الكيماوية والثاني بالحل السياسي للازمة السورية .

في القسم الكيماوي تضمن تنديدا باي استخدام للا سلحة الكيماوية وخاصة ماتم في سورية في 21-8-2013ويعتبره تهديدا للسلم العالمي ويجب محاسبة المسؤلين عن المجزرة التي راح ضحيتها حوالي 1454 مدنيا ودعا الى تجريد سورية من هذا السلاح.

في القرار ما هو جيد وواضح حيث نص على (سيادة سورية واستقلالها وسلامتها الاقليمية)وهذا يعني رفض اي تقسيم او اقتطاع للارض السورية.

في القرار غموض في الحل السياسي يسمح للا جتهادات والتفسيرات ان تعطل

فاعليته او تفرغها من مضمونها .

النص الحرفي هو التالي ( انشاء هيئة حكم انتقالية تمارس كامل الصلاحيات التنفيذية

ويمكن ان تضم اعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة ومن المجموعات الاخرى وتشكل على اساس التوافق ).

1- لم يرد في النص ما يدل على كيفية انشاء الهيئة هل بقرار من مجلس الامن ام من الحكومة السورية ؟ هل يحق للرئيس بموجب دستوره نقل السلطة الى غيره لانه في حال وفاة الرئيس او استقالته تنقل الصلاحيات الى رئيس مجلس الوزراء وليس لاحد نوابه ولا يوجد نص يجيز للرئيس نقل السلطة او الصلاحية وهو موجود .

2- لم يحدد القرار ما هي الصلاحيات التنفيذية هل هي صلاحية الحكومة بموجب دستور النظام وهي عمليا صفر ولا تتمتع باي مشروعية تتجاوز الادارة تحت الاشراف المباشر لقصر الرئاسة ام هي صلاحيات يحددها مجلس الامن وما هي وفي اي مجال.

3- من يصدر قرار انشاء الهيئة مجلس الامن أم الرئيس السوري؟والفرق كبير بين الحالتين لان من يخول بانشاء الهيئة يملك حق الغاءها.

4- لم يحدد القرار مهام الهيئة لانهاء الحرب ولا اي شكل للدولة في المستقبل

مما قد يعطي المجال للادعاء بانها فقط محاولة دولية لاشراك المعارضة في الحكم دون اي تغيير في دستور البلا د وفي شرعية الرئيس واجهزته.

5-لم يتضمن القرار اي بند يتعلق بوقف العمليات الحربية ولا بعودة المهجرين ولا بالتعويض عليهم ولا بمحاسبة المسؤلين عن المجازر ما عدا من استخدم الكيماوي

6-لم يتضمن القرار اي بند حول اعادة هيكلة الجيش وقوى الامن بحيث لاتكون لطائفة او دين وهو اساس المشكلة السورية وبدون وضوح ذلك ستظل الازمة بدون افق للحل السلمي .

7- لم يرد في القرار اي نص على وجود مراقبين او قوات دولية للتنفيذ وهل اذا

لم يتم الاتفاق الرضائي سيفوض مجلس الامن المراقبين او الدول بذلك ؟ خاصة وان الاطراف ما تزال بعيدة عن تقديم تنازلات صعبة وتحلم بانتصار على الآخر.

8- لم يتضمن القرار اي بند حول مصير الرئيس هل هو رئيس يملك صلاحياته الدستورية ام يجب ان يستقيل ام يجب بقاؤه مجردا عن الصلاحيات حتى انتهاء ولايته ؟

هذا الغموض وربما المتعمد سيجعل الحل السياسي مرهونا بما يقرره مجلس الامن لانه لايبدو في الافق ولا في الوضع العسكري على الارض ان الطرفين يمكن ان يتوافقا على حل سياسي لا يتضح فيه مصير الاسد او سلاح المعارضة .

وربما ان الغموض متعمد لكي تطول المفاوضات الى الوقت الذي يتم فيه تدمير السلاح الكيماوي الذي يفترض ان يتم في حزيران عام 2014 وهذا التاريخ يتوافق مع انتهاء ولاية الرئيس ؟؟!!

لذلك فان البلد اذا استمر التوافق الروسي –الاميركي سوف تواجه وضعا قريبا من الانتداب الدولي لتأهيل سورية على حكم نفسها ولسنوات وهذا قد يستلزم ارسال قوات من القبعات الزرق لحكم سورية والعياذ بالله.! .

( حتى الآن لا أحد يعرف تفاصيل الحل المتفق عليه دوليا حول مستقبل سورية والى ان تظهر هذه التفاصيل اثناء الجدل الطويل في مؤتمر جنيف سيبقى الشك في كل شئء سيد الموقف ولا سيما أن هناك من يؤكد ان تحت طاولة جنيف 2 مشروع حل سياسي كامل الاوصاف متفق عليه دوليا ويراد اخراجه سوريا وعربيا واقليميا ولكن بعد الانتهاء من صفقة الكيماوي ) .

فهل نحن على ابواب حل توافقي جدي ام ترانا على الطريق الذي قد يؤدي تدخل وانتداب دولي لتأهيلنا لحكم بلدنا ؟ هذا هو السؤال .

10- 12-2013

About ادوار حشوة

مفكر ومحامي سوري
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.