ماهذه العريشة
التي تتسلق الأشجار ويتولى منها عنب مختلف الألوان وَالنَّخْل يحوم فوقها هابطا
وصوت يصدح بالغناء!؟
تخيلت انه صوت فيروز وتخيلت انني رايتها تحت العريشة وسمعت في الخيال صوتها وهي تغني يا كرم العلالي عنقودك لنا .!
وتخيلت انني أراها في الجنة. ودار بيننا الحوار التالي :
قلت. ؛ يافيروز. لقد رافق صوتك شبابنا حتى الكهولة وفِي كل صباح يرش علينا احلى النغم وأجمل الأداء وأقرب الكلمات الى القلوب
قالت :حين كنت أتمرن على اَي أغنية كنت أفكر بالمتلقي لها واضع نفسي مكانه وانا اسمع التسجيل فاذا شعرت بالفرح تكون الاغنية جيدة .
قلت : كنّا في الجامعة شبابا نختلف فيما بيننا في السياسة ونتضارب ولكن حين يحضر صوتك فكلنا على وفاق ولا احد يرمي عليك نقدا
كنّا نحب فيروز كأنها الجامع الوحيد لوطن تتقاسمه الخلافات الى درجة كنّا نفرح حين يسمينا البعض حزب الفيروزين !
قالت: تلك هي قمة السعادة عندي ولكن اَي نوع من أغنياتي الأحب اليكم الشعر ام الزجل ام الكلمات المنثورة من العامية ؟
قلت: العبرة لما تحمله الكلمات من المعاني
والحس الشعبي وحده يختار على اَي حال كيف اختارك الله للجنة ولماذا ؟
قالت : لا اعرف يوم الموازين كنت اغني القدس لنا فوجدت ازهار الياسمين ترش طريقي وتفرضه وحمامة المسيح ترفرف فوق راسي فدخلت الجنة ولم يعترض سبيلي احد !
قلت : هو الخالق اختارك وفتح الطريق لك لأنك نشرت الحب ورفضت العدوان وغنيت كما العصافير ولم يدخل الحقد قلبك !
قالت: نعم قال لي الملاك ( … لقد عشت يا فيروز تعبرين عن إنسانية مفقودة في مجتمع التخلف الذي يجعل الحياة صعبة)
قلت: نعم انت كذلك ووحدك تمثلين الجانب المشرق في حياتنا اما الآخرون فكانوا يمثلون دور الشيطان !
وكلما تكاثرت علينا شياطين الهموم لا ندخن لها سيكارةًفتطير بل نسمع صوتك فنهدا وننسى ونأخذ جرعة من التفاؤل لنستطيع متابعة يومنا !
قالت : كان اخناتون يُؤْمِن ان الله موجود في الأزهار والموسيقى ومختلف أشكال الجمال والنماء في الطبيعة وانا والرحابنة كنّا نمثل هذا الجانب من الاعتقاد !
قلت : في صوتك شىء رباني وفِي سلوكك ما يدعو للاحترام وغنيت الانسان كما اراده الله حراوفرحا فاستحقيت الجنة !
وفكرت ان الله سيغفر لي انني استبقته
في اختيار الجنة لفيروز امد الله في عمرها . ٢٠٠٧