يواجه المسيحية المشرقية خطر الاٍرهاب المتطرف الذي يريد إلغاء دورها وحتى تهجيرهاو استعبادها وسبي نسائها وداعش والقاعدة نموذجا.
والخطر الثاني هو الاستبداد الذي يريد استخدام خوفها من داعش والقاعدة لكي تقاتل
معه وتغادر دورها الوطني في دعم الحريات والتعايش لتصبح اداة لخدمة الاستبداد الذي
خنق انفاس الناس وفَرض الأحكام العرفية لنصف قرن!
الموقف الثابت للمسيحية المشرقيةهو إعطاء الاولوية للتعايش مع كل المكونات والاندماج في المشروع الوطني ضد اَي احتلال اجنبي ومع الحرية ومن يدافع عنها .
لذلك كان اَي صراع بين المكونات يشكل خروجا على هذا الثابت الذي حقق لها الامن والحريّة في مجتمع حر ووطن سعيد .
الانحياز الى طرف ديني أو طاىفي أو عنصري ومساندة اَي حرب بينها يهدد التعايش ويخلق عداوات لا مبرر لها وليس لها مصلحة في الانحياز الى احد طرفيها.
دخلت المسيحية المشرقية الى التعايش من الباب الوطني ورفضت العزلة وصارت جزءا من المشروع الوطني لا تعطله ولا تمنعه ولا تقف
في صف من يعاديه .
من هذا الباب أخذت المسيحية المشرقية الأمان من التعصب والكراهية متضامنة مع قوى التعايش ومع المتنورين وحيثما كانت الحرية وحيثما كان التطور وحيثما كان القتال من اجل الوطن والدفاع عنه كانت في قلبه .
في المرحلة العثمانية كانت المسيحية المشرقية مع العروبة ومع القوى الوطنية المطالبة باللامركزية والاستقلال عن الأتراك. وكان بين من شنقهم جمال باشا السفّاح في سوريا ولبنان في السادس من أيار مسيحيون وفِي حمص كان الى جانب الشيخ الزهراوي المسيحي رفيق رزق سلوم معا على حبل المشنقه .
في مرحلة الانتداب وقف البطريرك الأرثوذكسي ضده ولم يتعاون وحين تم طرد الملك فيصل كان البطريرك في وداعه متحديا سلطة غورو .
وخلال الانتداب برز فارس الخوري المسيحي القادم من جنوب لبنان الى دمشق كواحد من رواد الاستقلال واهم قيادات الحركة الوطنية
وصوتها .
من هذا الباب أخذ مكانته في الوطن
والأكثرية المسلمة سلمته رىاسة الحكومة في نظام برلماني كان فيه شكري القوتلي رمزا وكان الخوري حاكما لم يأخذ البلد الى طاىفته ولا ميز ولا فرق ولا تعصب ولا غرد خارج السرب الوطني فدحر بموقفه كل متعصب ومفرق وعدو للتعايش وقدم للمسيحية المشرقية النموذج الذي يحقق لها الأمان والمحبة والتعايش
تحت شعار. (الوطن هو الكرامة وحيثما يكون لكم كرامة يكون لكم وطن والكرامة لا تأتي من معونة الخارج بل من قلب المجتمع ومن قلب التعايش ولا بديل عن. ذلك أبدا .)
الصراع الحالي الذي بدا سياسيا. ثم حوله الشيطان في الجانبين من السياسة الى الدين
ودعم تحوله استعمار خارجي وفكر متخلف غريب عن اعتدال البلد وتاريخه الوطني هو سرطان يأخذ الجسد الوطني الى الخراب والموت .
كل محاولات جرالمسيحية المشرقية لتكون طرفا في حرب قذرة كلها وحشية وجنون وتدخل خارجي هي اعتداء على فكر وسلوك مدرسة الوطنية التي أسسها فارس الخوري.
وانا حين وقفت مع شباب وعقلاء المسيحية المشرقية ضد توريطها في هذه الحرب وضد. بعض رجال الدين المأجورين أو الاغبياء الذين لا يستشرفون المستقبل فان ذلك هو للدفاع عن مدرسة فارس الخوري. ومن لم يفهم ذلك عليه
ان يقرا التاريخ اولا.
وهذا هو السؤال
١٩-٩-٢٠١٧
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر