في كتابي ( حوارات في عالم الغيب ) الصادر والممنوع تداوله عام ٢٠٠٨
كان عبارةًعن رحلة في الخيال السياسي الى الجنة حيث وجدت سياسين ومفكرين وغيرهم وعددهم٤٤ وأجريت الحوار معهم لأعرف لماذا اختارهم الخالق يوم الموازين
للجنة !
بين هولاء كان هذا الحوار مع سلطان الاطرش أعيد نشره في هذا الزمن الصعب
وفي السويداء مذبحة مع التحية لشهدائها .!
ولاحقا صورة الكتاب والإهداء
المشهد رقم ٩-
قامة مهيبة وشوارب مكللة بالشيب وعينان تقدحان شررا وعقالا عربيا وعصا .
عرفته فورا هو سلطان باشا الاطرش زعيم الثورةًالسورية عام ١٩٢٥ على الاستعمار الفرنسي .
كان في الارض رجلا ولا ككل الرجال عربيا
صافيا يأنف الذل ويرفض الطاعة والعدوان
الذي لا يستند الى اَي مشروعية اخلاقية .
قلت : يا ابا منصور سررت لوجودك هنا فلم تكن في الارض زعيم ثورة مسلحة ترد الظالمين فقط بل كنت أمثولة لا تتكرر في الوفاء والوطنية
قال: لم أكن وحدي كل الذين قاتلوا معي كانوا أمثولة ايضا
قلت: نعم ولكنك يوم انهزم الفرنسيون
وتم الجلاء لم تتقاسم مع الآخرين السلطة في الوطن ولا بحثت عن حصة لك من المغانم كما فعلوا وحتى لم تسع اليها !
قال: نعم أويت الى بيتي في القريا كمواطن أدى واجبه الوطني ولم يعتبر ذلك تضحية تستوجب اجرا !
قلت : كلهم تباهوا بما فعلوا وأخذوا المناصب والوزارات واغتنوا ووحدك بقيت أنوفا كبيرا وكما كنت تأنف الذل وتحتقر المال كذلك احتقرت المناصب ولم تتصرف كانتهازي !
قال: أخذت حب الناس واعتزازهم واحترامهم وفِي شرعي وهويتي يتقدم هذا
على كل شىء وأعطيت درسا للاجيال ان النضال الحق لا يستوجب اجرا .!
قلت : هل عن هذا يوم الموازين سألوك ؟
قال : نعم والخالق الذي يمثل العدل
ولأنني لم أكن انتهازيا ولا طلبت اجرا لقاء الدفاع عن المستبدين والمظلومين اختارني للجنة
قلت : يا ابا متصور كنت في بيتك في القريا
بلا حرس ويحميك ويحرسك حب الناس وغيرك لا يتحرك الا بحراسة عسكرية !
قال : احمد الله انني عشت حرا ومحبوبا ومحترما فصرت هنا لان الله لا يحب الفاسدين والانتهازيين والمنافقين ولا الذين الى المال الحرام يسعون!
قلت بعض الناس اخذوا لقب الباشا من الحاكم كمنحة وطنية اما انت فقد توجك السوريون بطلا وأخذت من قلوبنا محبة تفوق كل منحة وبها تبقى في قلوبنا للتاريخ.!
عام ٢٠٠٨