قرات حديث الاستاذ رياض الترك في جريدة( القدس العربي). ما اريد قوله اولا ان لا احد يحق له المساس في التاريخ النضالي للرجل .
في الحزب الشيوعي السوري فاد شباب الحزب ضد استبداد خالد بكداش الذي حول الحزب من قوة شعبية الى اداة تابعة
للاتحاد السوفياتي واقترب بذلك من الأحزاب الشيوعية الأوروبية التي فكت ارتباطها بالسوفييت وتصرفت كأحزاب وطنية .
نحن في العربي الاشتراكي وفِي فترة وحدتنا مع البعث في الخمسينيات كنّا نعاني من احتجاجات شباب الحزب على التحالف السياسي مع الحزب الشيوعي لانه بنظرهم حزب غير وطني وتابع لدولة اجنبية . لذلك استقبلنا حركة رياض الترك بترحاب كبير وشجعنا الكثيرين من أصدقاء لنا داخل الحزب الشيوعي على إنجاح هذه التجربة لإقامة حزب شيوعي عربي وسوري غير مرتبط بالسوفييت .
رياض الترك ورفاقه وقفوا ضد الاستبداد العسكري ورفضوا اَي تعاون مع نظام الأسد في حين ان الجناحين الآخرين في الحزب الشيوعي (بكداش) و( لفيصل) تعاونا وتشاركا مع النظام تحت الضغط السوفياتي فكلاهما كانا تابعا ووحده رياض الترك بقي حرا يغرد خارج السرب !
أودع حافظ الأسد رياض الترك في السجن بدعوة ومباركة من السوفييت ومن جناحي الحزب الشيوعي. واتُهم النظام رياض الترك بانه متعاون مع الاخوان دون ان يقدم دليلا ودون ان يقدمه للمحاكمة وبقي في السجن الانفرادي ما يزيد على عشرين عاما على ما اذكر .
توالى الضغط الاوروبي من اجل إطلاق سراحه خاصة من مؤتمرات الأحزاب الاشتراكية في أوروبا فقرر الأسد بعد انهيار صحته الى إطلاق سراحه.
بعد ان تم توريث بشار الأسد. وفِي مقابلة تلفزيونية قال الرجل ( الديكتاتور مات) ودعا الى متابعة النضال من اجل الحرية .!
بشار الأسد امر بإيداعه السجن مجددا وقيل ان ذلك تم بسبب مقابلته مع قناة الجزيرة وقيل تفكها لانه قال ان الأسد مات في حين ان النظام يعتبره خالدا لا يموت !
بعد إطلاق سراحه مجددا بحجة مرضه وكهولته حاول الاستاذ رياض استىناف حياته كمواطن فتقدم بطلب اعادة تسجيله في نقابة المحامين بحمص التي رفضت الطلب وبناء على مراجعة الاخً رياض قمت بالطعن بالقرار الى النقابة المركزية وأجريت اتصالات مع أعضاء مهمين فيها وتم إلغاء القرار وأعيد تسجيله محاميا أستاذا وساعدناه في تأمين متطلبات صندوق التقاعد.
كنت التقي الاستاذ رياض في مقهى الروضة وأحيانا يزوروني في مكتبي وكنا نهرب من إمكانية المراقبة فنتحول في سيارتي ونتحدث . كان وطنيا بامتياز واحد ابطال الحرية في عصر الاستبداد .
عندما انفجر الشارع السوري ضد الاستبداد كان رياض الترك في قلب الحدث موجها ولَم يكن صانعا له والتقى كما التقينا مع قيادات 11 تنسيقية في حُمُّص وكان موقفنا الواضح هو تغيير النظام لا إسقاط الدولة وسوريا بدها حرية
وإعادة دستور الخمسين الامر الذي عارضه المشايخ الذين يقودون تنسيقتين فقط في باب السباع وبابا عمر .
رياض الترك وقف بحزم ضد جبهة تحرير سوريا التي عقدها مرشد الاخوان المسلمين (صدر الدين علي البيانوني وهو حلب الأكثر اعتدالا ورغبة في الحل السياسي من اخوان حماة من الطليعة العنيفة). مع عبد الحليم خدام بعد انشقاقه عن النظام الامر الذي أدى الى إلغاء الاتفاق .
شخصيا كنت ضد ان ننهال بالهجوم على من ينشق لان ذلك يجبر حتى المعارضين. من داخل النظام على البقاء معه خوفا من
ان تستقبلهم المعارضة بالسباب والاتهام .!
في المجلس الوطني كان هناك تحالف سياسي بين حزب رياض الترك والجناح الحلبي المعتدل وبعض المستقلين وتم على عجل ودون استشارة احزاب الساحة وخاصة التجمع الديمقراطي المعارض منذ عقود .
بعد ان ذهب النظام للحل الأمني وذهب الاخوان الى التماس السلاح تغيرت قيادة الاخوان وحلت كتلةًالطليعة في حماة محل البيانوني وصار محمد رياض الشفقة مرشدا ونائبه محمد طيفور .
بعد ان توسع المجلس الوطني الى ما يسمى الاىتلاف بقيت سيطرةًالاخوان مع وجود رمزي لحزب رياض الترك ممثلا بجورج صبرا الذي مع الوقت صار للأسف بنظر الكثيرين من الوفد المفاوض ناطقا باسم الاخوان عبر الاىتلاف وصار وجوده رمزيا وتحت السيطرة.
وفِي جنيف حاولت تنبيهه الى مخاطر اغلاقه مع الاخوان كل المعلومات عن سير المفاوضات ولكن لم يتغير .!
ما هو المهم الان هو الفصل بين تاريخ الرجل وبين ممارسته السياسية بعد الثورة حيث ان احتمال الخطا في السلوك السياسي لم يكن وقفا عليه ولا على حزبه فهناك كثيرون أخطأوا وليس الان وقت الحساب .!
نحن في حركة الاشتراكيين العرب في سورية نحترم بشدة تاريخه النضالي وندعوه الى ممارسة سياسيةًجديدة وتحالفات
تشجع الجهود الوطنية لعقد مؤتمر وطني واسع الطيف يضع الأيدولوجيات جانبا ويركز على خطة سياسية لإنقاذ سوريا
في إطار وحدة البلد والحريّة وإقامة دولة القانون عبر انتخابات حرة وطرد كل الغرباء ففي السياسة ليس عيبا مغادرة التحالفات
اذا تغيرت الشعارات والمصالح .
هذا هو السؤال
٦-٩-٢٠١٨