ليس وحدهما وجيه البارودي ولا بدر الدين الحامد من الشعراء الذين تعتز بهم حماة
فهناك ظاهرة شعرية لم تأخذ حقها في الحضور ربما لانها امراةً في مجتمع لا يحبذ كثيرا شعر النساء !
الظاهرةً الشعرية الحموية في (رباب الحسني الكيلاني ) شىء مختلف تماما
لانها اتجهت الى الشعر الصوفي خادمة للقران الكريم .
الشعر الصوفي ترافق مع الحركات الصوفية
التي كانت عبر الطقوس والحركات تعبر
عن الإيمان وتمجد الخالق واليه ترسل الدعوات في اجواء روحية .!
شخصيا لا اعرف السيدة رباب ولكن باكرا قرأت لها وتوقعت نبوغها ففي عام ١٩٥٢ كانت اول قصيدةً نشرت لها كانت على صفحة فجر الطلبة التي كنت احر رها في جريدة العاصي وكانت بعنوان ( الى ابنة بلادي ).
بعد ان تابعت السيدة رباب دراستها وتخرجت من الجامعة من كلية الآداب وصارت مدرسة مرموقة للأدب العربي في ثانوية السيدةً عاىشة اتجهت في شعرها الى
الصوفية الإيمانية .!
لم يكن اتجاهها مفاجأة فهي امتداد للنسب الصالح الشيخ عبد القادر الحسني الكيلاني
الأشهر من رجال الدين والسياسة في فترة
الثورة العربية الكبرى ( ١٨٧٦-١٩٤٨)
تسلم مشيخة السجادة القادرية واليه ينسب عيد الربيع في حماة عام ١٩٣٥
قالت رباب في الشيخ:
يا باني المجد يبكي مجد بانيه
انظر عيون المعاني كيف تنهمر
ابا الفقير ابا الأيتام كم تركت
وفاتك اليوم قلبا وهو ينفطر
وكم حشاشة نفس كنت منعشها
في الطوى بها الأفكار والعسر
هيات للقوم بشرى المجد لو بلغت
بك الحياة مداها كانت البشر
سيعلم القوم بعد البين اَي فتى
سميدع فقدوا وأي امرء خسروا
في قصيدة لها قالت:
تغادرين الدنى ليلا فيحزنني
اتهجرينً وانت السمع والبصر
يا فتنة الكون عودي انني وجل
اخشى المحامد اذا ما مسك الضرر
يا أية المبدع الخلاق لا تدعي
صبا باحزانه الأشواق تستعر
اني ترحلت في ليلي رأيت به
ذُل الشعوب على الأيام تستعر
اهوى السكينة في ليل تضاء به
شموع حق بها الأخلاق تزدهر
ذهبت الى القران الكريم تلتمس منه السكينة وقالت :
هو القران لحي وللميت به يعلو نصيب
فاحذر ان تخالف يا تقي وحقق ما تبلغ
يا حبيب
في ذكرى الإسراء والمعراج قالت :
بعث الاله يستضيف محمدا
وينيله مجدا أصيلا سوءددا
اسرى به الملك الجليل بليلة
غراء اضحى الخافقان لها صدى
جِبْرِيل يحضنه ويخترق المدى
حفت به الرسل الكرام جميعها
كالهدب حف بمقلة وتنهدا
هذا سراج الحق موءتمن على
نور به أضاء الوجود وغردا
ما ليلةًالمعراج الا روءية
حقت ومعجزة تبارك احمدا
وصلاة ربي داىما وسلامه
تهدى لمن حفظ الحدود وسددا
اشتهرت الشاعرة بالتعقيب على بعض الآيات شعرا
من وحي سورة البقرة قالت :
نظر الأمين الى السماء طويلا
متشوقا متلهفا وذليلا
حول بفضلك يا الهي قبلتي
للكعبة الغراء واهد سبيلا
فيها تلقيت الهدى وتنزلت
رحمات ربي في الحمى تنزيلا
حمدا الهي قبلتي ومحجتي
بيت الحرام وما سواه بديلا
كان الدعاء التقليدي سجعا فصار عندها شعرا:
لبيك تهتف والقلوب تردد
والكون سبح والإله يوحد
جاءوا لمكة قضهم وقضيضهم
والدهر خوان وعيش انكد
لبيك من فج عميق أتوا
وذنوبهم سيل عمي مزيد
لبيك أهداها الخليل لامة
شرفت بقدر واصطفاها احمد
وهناك إشعار كثيرة لها رافقت الطقوس والصلوات كما في مزامير النبي داوود
التي هي إشعار تمجد الخالق فكانت الشاعرة اقرب اليه في أشعارها .
ولم تكن الشاعرة بعيدة عن هموم الناس وآلامهم ولكن بقي مخزونها الشعري في هذا المجال ممنوعا او محرما.
وحين استقبلت ألمانيا الذين هجرهم الاستبداد قالت في ( ميركل) زعيمة ألمانيا الإنسانة العظيمة :
أرأيت ميركل تنسج للحب دفء المحسنين
أرأيت من جبلت من الاحسان برد البائسين ؟
فتحت ذراعيها لآلاف الضيوف اللاجئين
وكذلك النمسا لها القامات عالية الجبين
اني احبك ميركل والحب للنمسا مكين
لا عنصرية تحتويها لا ولا حقد دفين
ما اريد ه من هذا البحث هو الحفاظ على هذا التراث الشعري الصوفي وطبعه في كتاب لان المراة العالمة في الدين
وترتل صلواتها وأدعيتها شعرا هذ ظاهرة يجب ان تعتز بها حماة لانها الوحيدة التي
تجاوزت احتكار الرجال للشرح والتفسير الديني والدعاء عبر شعر صوفي يسبح الخالق ولا يجوز ان يبقى محرما على الناسبون يجمع وينشر في ديوان للاجيال .!
وفي مختلف الاحوال تظل الشاعرة ابنة بلدنا وكما نعتز بالبارود ي والحامد وإشعارهما .
لم لا نعتز بها في الشعر الصوفي ؟
وهذا هو السوال
١٦-٥-٢٠١٨