في الخمسينيات من القرن الماضي ضرب القحط سوريا ولم تعد مواسم القمح كافية وتم رفع سعر الرغيف فثار الناس غضباً, واستغل البعثيون الاشتراكيون ذلك فقادوا تظاهرة شعبية ضد اصحاب المطاحن, لان اصحاب الافران عزوا السبب الى المطاحن التي رفعت ثمن الطحين .
كان يوجد في حمص مطحنتان على طريق حماة بعد جامع خالد بن الوليد احداهما لال الاكشر والابعد لال اللبابيدي وهم من تجار الحبوب المعروفين . اجتاح المتظاهرون مطحنة الاكشر واخرجوا اكياس الطحين ورموها في الشارع وفروا قبل ان تحضر الشرطة. الاكشر زعم انهم سرقوا الطحين ولكن ذلك لم يكن صحيحا لان الذين نظموا التظاهرة ارادوا فقط الاحتجاج ولكن يمكن ان يكون بعض الناس قد اخذ من الشوارع الاكياس المرمية احتجاجاً.
الاكشر غادر حمص الى بيروت واوقف المطحنة والشرطة اعتقلت بعض المتظاهرين فاخلاهم القضاء لعدم توفر الدليل على السرقة .
في بيروت كان يوجد مقهى على الميناء اعتاد تجار الحبوب الجلوس فيه حيث تعقد صفقات شراء الطحين من البواخر وبيع القمح السوري الاصلح للمعكرونة لقساوته. صدف ان باخرة طحين وصلت وتجمع التجار البيروتيون لشرائها فوجدوا الاكشر وظنوا انه جاء ليزاحمهم ويزيد السعر عليهم, ولم يكن ذلك في باله فعرضوا عليه مبلغ مئة الف ليرة لبنانية لكي لا يزاود, فزعم اولا انه بحاجة للطحين لان مطحنته متوقفة بسبب التظاهرة, ثم مع الحاحهم قبل وقبض المبلغ وعاد الى حمص واعاد العمل في المطحنة واصلح ماتم تخريبه واعاد سعر الطحين للافران وعاد سعر الرغيف لان ما قبضه في بيروت يغطي الاضرار ويزيد واسقط الدعوى عن المعتقلين وكان يقول الله اخذ والله اعطى !
اثناء الحرب الاهلية في لبنان كانت احدى اهم المطاحن ملكا لال اللبابيدي من حمص تقع في بيروت في المنطقة التي يسيطر عليها مسلحو الكتائب والقوات, فعقد معهم اتفاقا بان يسلمهم حاجة القوات العسكرية من الطحين وللمدنين بسعر معقول مقابل ان يوافقوا على امداد المطحنة لبيروت الغربية بالطحين بسعر يزيد عن سعره في الشرقية وبهذا الفرق يتم تسديد ثمن القمح للمسلحين وما يزيد مناصفة بين اللبابيدي والكتائب!
بموجب هذا الاتفاق انقذ اللبابيدي مطحنته وحال دون الاستيلاء عليها كما صار وجوده مع عائلته في الشرقية آمناً .!
بعد هذا يقولون الكثير عن بساطة الحماصنة واهملوا ذكاء تجارهم !
وهذا هو السؤال
19-12-2017
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- ** ما علاقة حبوب الكبتاغون … بانتصارات نعيم قاسم وحزبه **بقلم سرسبيندار السندي
- ** فوز عون وسلام … صفعة أخرى لمحور المتعة والكبتاغون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل جحيم كاليفورنيا … عقاب رباني وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- ** ما علاقة حبوب الكبتاغون … بانتصارات نعيم قاسم وحزبه **
أحدث التعليقات
- تنثن on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- Hdsh b on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح