المحامي ادوار حشوة: كلنا شركاء
النرجسية مرض عربي بامتياز والحكام العرب يطربون للمديح بديلا عن الشعب لذلك
اندفع المنافقون الي ساحتهم وصاروا مقربين واسبغوا على الحكام القداسة وحولوهم الى انصاف آلهة.
مهمتهم تمجيد الحاكمين ومدح اعمالهم حتى القبيحة منها و تقديسهم كرسل من الله يجب اطاعتهم ولو كفروا ..
في سورية كان يوجد أكبر سوق للمنافقين الى درجة ان جميع قادة حزب البعث الذي يقال انه دستوريا قائد الدولةوالمجتمع تحولوا الى منافقين ورقاصين ومداحين ليس لرئيس النظام وحده بل لقادة الاجهزة الامنية ايضا ومن ثم لكل من هب ودب من افراد العائلة المالكة..
وانتشر هذا الوباء الى جميع مؤسسات الدولة فصار الموظفون ينافقون لمرؤسيهم على نفس الطريقة فتحولت سورية الى دولة منافقين لاتعرف فيها من ينصحك ولا من يورطك ولم يعد فيها كلام اللسان هو كلام القلب وصار الكذب من شيم الجميع من تحت الى فوق كلهم يكذبون وكلهم يصدقون الكذب الشعب يكذب على حكامه والحكام يكذبون على شعبهم في سمفونية لم تتوقف لنصف قرن.
لم يعد في سورية رجال دولة لانهم ابعدوا ولم تعد الكفاءة مطلوبة ولم يعد ضروريا وجود الرجل المناسب في المكان المناسب وصار طبيعيا ان يعين طبيب بيطري من المنافقين عميدا لكلية طب الاسنان في جامعة البعث بحماة وان يكلف طبيب بيطري بتدريس طلاب الطب في جامعة الللاذقية مادة التشريح البشري والامثلة في هذا المجال كثيرة.
دولة المنافقين هذه لم تقدم مشورة صالحة للحاكم بل قدمت الطاعة وبررت كل خطا ولو ان الخطأ قد يقود الى كارثة كما فعلوا حين وافقوه على الحل الامني المشين الذي دمر الدولة والوطن .
خطر المنافقين هؤلاء تجاوز كل حد معقول ولان الامر كذلك فان القرأن الكريم خصهم بثلاثماية أية ومنع السير في جنازاتهم واودعهم جهنم وفي سورية صار الناس يعتبرون الخلاص منهم واجبا قبل الاستعمار والصهيونية لانه بسببهم ينتصر اليهود ويجد الاستعمار ملاذا في بلدنا .
اما الانتهازيون في المعارضة السورية فالامر يحتاج لتفصيل لكي لاننتقص من حق اي احد في وطنه
كان في سورية معارضون حملوا من سجون النظام ومن اجهزة القمع فيه اوسمة تؤهلهم لحمل صفة المعارضة وهم كثر والحمد لله ويتمتعون باحترام الناس ولا يستطيع أحد ان يشطبهم من ذاكرة الناس
بعد ان قاد الشباب التظاهرات السلمية وكسروا جدار الخوف وبعد ان تم تحويل الاحتجاجات الديمقراطية السلمية الى صراع طائفي استدرجت اليه السلطة الناس بالاكراه والتخويف صار ضروريا لدى البعض ان يشكلوا في الخارج قيادة مستعجلة لتخاطب من خلالها المجتمع الدولي وكان هناك ما يسمى ( المجلس الوطني) وضم فريقين معارضين هما الاخوان المسلمون وحزب الشعب الديمقراطي وكلاهما كانا من المعارضة فالاخوان قدموا الكثير وقتلوا و اعتقلوا وكذلك حزب الشعب الذي اعتقل شبابه وزعيمه الاستاذ رياض الترك لربع قرن في السجن
وضم المجلس احزابا كردية عارضت واعتقلت وعذبت واختار هؤلاء رئيسا هو الاستاذ الجامعي المعارض ومهندس التظاهرات الشبابية في حمص برهان غليون وكان من اخطاء العجلة استبعاد معارضين من الداخل واهمهم الاتحاد الاشتراكي الناصري وحركة الاشتراكين العرب وحزب البعث الديمقراطي وغيرهم من الاكراد في حين تم ضم اشخاص الى المجلس من مقيمين في الخارج لا احد يعرفهم ولا تاريخ نضالي معارض لهم ودعم وجودهم رجال اعمال انتهازا لدور مستقبلي لهم ثم مع تدخل دول المنطقة اضيف الى المجلس آخرون لايمثلون اي معارضة معروفة وعند هذا حدث اول اختراق انتهازي غير مقبول لشرائح المعارضة وقد ادى ذلك الى خلل في تمثيل المعارضة بين الداخل والخارج واستغل النظام ذلك ليفرق معارضة الخارج عن الداخل مدعيا انه يعترف بالداخل ويرفض الخارج والهدف هو القضاء عليهم جميعا عندما تحين الفرصة .
الانتهازيون الذين اندفعوا الى ساحة المعارضة لا يختلفون في شىء عن المنافقين وربما هم وجه آخر لهم يدعون معارضة لم يكونوا يوما فيها خلال نصف قرن من معاناة الداخل واذا ببعضهم يتربعون على شاشات الفضائيات
ويزاودون كما لو انهم حملة السلاح المعارض هؤلاء اربكوا فعلا المعارضة الحقيقية في المجلس الوطني وفي الائتلاف الجديد ولا بد من موقف يعري هؤلاء ويبقي القضية بمتناول المعارضين الحقيقين الذين يجب توحدهم فورا وبدون جدل عقيم حول الحصص التي لا وقت ولا معنى لها وعلى الائتلاف ان يفتح صفحة وفاق تقفز على الانتهازين والمتدخلين بالمال والنفوذ لكي يكون وفد التفاوض ممثلا صادقا مهمته وقف العنف والقتل والتهجير ولو بتنازلات املتها الاوضاع العسكرية لان الوطن اهم من الاحزاب والاشخاص وفي سبيل انقاذه يجب استحضار رجال دولة لا يلعب بهم منافقون او انتهازيون فهل نحن من كل الاحزاب جاهزون لتلبية نداء انقاذ الوطن هذا هو السؤال.