مع اشتداد القصف الروسي على قوى المعارضة دون تفريق وعلى السكان المدنين والمستشفيات
والافران والاسواق في وحشية لا مثيل لها في التاريخ فان جميع الفصائل ستتجاهل خلافاتها العقائدية
وارتباطاتها وتتوحد داعش والنصرة اولا ليشجعا الفصائل الاخرى للانضمام اليهما لان
الذين جاءوا الى سورية والشرق لم يدرسوا تاريخ المنطقة ولا فكرها العشائري ولا عاداتها ومنها
ما تعارفنا عليه في سورية ومن كل تعددياتها( انا واخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب)
وتطبيقا لهذا الفهم العرفي قد يتوحد المختلفون فيما بينهم اذا واجههما عدوا غريب خاصة من خارج النسيج الوطني والديني ويقتل عشوائيا الجميع ولا يفرق.
داعش والنصرة اذا توحدتا فسيكون ذلك ناتج عن لا معقولية الروس في تعاملهم مع الوضع عسكريا وبدلا من تفتيت الفصائل سيتم توحدها وبذلك ستكون سياسة النظام والروس في النظر الى جميع
الفصائل على انها ارهاب من الاخطاء الشنيعة في الحرب .
2- على الجبهة السياسية ستؤدي الطريقة الروسية الى اغلاق الاتصالات مع المعارضة السياسية
توحد الجميع على اختلاف مصادر التمويل والتوجيه والخلاف العقائدي
في كلا الحالتين السياسية والعسكرية سيعتبر الوجود الروسي احتلالا غير مشروع وسوف يتعامل المعارضون معه كما النظام وتتكرر تجربة الروس في افغانستان .
3- الاميركيون مشغولون في الانتخابات هذا صحيح ولكن الموقف في سورية ومع الروس يشكل
اهم مصادر الخلاف السياسي بين الحزبين فالديمقراطيون متهمون بسياسة التخاذل والضعف
والهرب من استحقاقات الزعامة ومن المسؤولية الاخلاقية ازاء الاعمال الوحشية في العالم
الامر الذي شجع ايران على التمدد والتدخل والروس على ضم القرم واحتلال شرق اوكرانيا
ثم احتلال سورية وقد تسبب ذلك في تفكيك تحالفات كثيرة في المنطقة مع الولايات المتحدة
وفقد الجميع ثقتهم بالحليف واعادت هذه السياسة الحرب الباردة ودعمت الديكتاتوريات
وساعدت على الصعود الهائل للارهاب.
4-عبر ترامب ونائبه يدعون الى اعادة دور اميركا في قيادة العالم وعدم
الهرب والتخلي عن الحلفاء وعن المسؤولية الاخلاقية لاميركا ويدعون الى موقف حاسم ضد النظامين السوري والايراني واعادتهم مع الروس الى حجومهم الطبيعية وبالموجز يدعون الى اميركا القوية بمواجهة اميركا الضعيفة التي تتسول بعض فتات المطالب من عناترة تسلقوا على درجات هذا الضعف
6- الديمقراطيون بحاجة لسياسة القوة في الشرق الاوسط ليرفعوا عنهم تهمة اضعاف اميركا
بمواجهة الروس وقد يجازفون بتغيير سياستهم في الايام القادمة ليغيروا صورتهم المتخاذلة والضعيفة
وفقدان الزعامة الدولية وذلك عن طريق التدخل العسكري المباشر او عن طريق تزويد المعارضة في سورية باسلحة مواجهة في الارض والجو وتحت الاشراف المباشر لمستشاريهم بحيث يدفع
ذلك النظام الى طاولة المفاوضات مع القبول المسبق بالتخلي الكامل عن السلطة الى هيئة حكم انتقالي
يخرج منها كل شخص لا يتم التوافق على وجوده من الطرفين من فوق الى تحت .
7- الجمهوريون هم الاقوى انتخابيا لان الذين يؤيدون ترامب يمتلكون عصبية قوية ويذهبون للانتخابات ولا يكتفون بحضور الاجتماعات في حين ان من يحضر اجتماعات الديمقراطين ويؤيدهم نصفهم ليس لديه الحماسة للمشاركة في الانتخابات بالاضافة الى ان العرب والمسلمين الذين عادة يصوتون للحزب الديمقراطي اغلبهم اليوم يعاني من الشعور بالغدر ولا يريدون الذهاب الى الانتخابات
والمثليون الذين حصلوا على حقوق اغلبهم لن يذهب للانتخاب بعد ان حصل عليها وليس في التاريخ
الاميركي من سابقة تلغي حقا تقرر وحصل على الشرعية
بالاضافة الى كل ذلك فان شعار التغيير يلقى قبولا كاسحا لان كل الشعوب تميل للتغيير وتبادل السلطة ويرون ان دورتين للديمقراطي تكفي والجمهوريون يدعون الى رجل قوي لا الى امراة جربوها في وزارة الخارجية وكانت جزءا من منظومة الضعف والتخاذل .
وللجمهورين سياسة قوية ضد الارهاب ومن يموله ويساعده ويعطف عليه من افراد ودول ومع سياسة سريعة كاسحة ولو بالحرب ضده والتسويف الديمقراطي والمماطلة والمفاوضات ليست من اساليب
مرشحهم ترامب .
ان المعارضة السورية على مفترق طرق والولايات المتحدة على مفترق طرق والروس والنظام وايران على مفترق طرق ولا بد من نهاية لكل هذا العبث في العالم واختيار الطريق الجيد هو مفتاح
السياسة في الشرق الاوسط والعالم وهذا هو السؤال
5-10-2016