اول من استخدم ( الله) في السياسة هو كمال بشير الدمشقي الذي أسس حزبا سماه ( حزب الله) وهو الوحيد الذي تجرا على ترشيح نفسه ضد حسني الزعيم عام ١٩٤٩ والذي اعتقله في سجن المزه العسكري بداعي انه مجنون !
استخدمت الجماعة الاسلامية في طرابلس ( الله) على شكل مختلف حين اجتاحت اهم ساحات طرابلس واقامت بدلا عن نصب لعبد الحميد كرامه نصبا حجريا اسمه ( ساحة الله)!
وهكذا تحول الله من اسم لحزب سياسي الى اسم تاريخي لساحة بحيث صار يفهم من ذلك ان الله موجود ومقيم فقط في هذه الساحة !
في مرحلة لاحقة استخدمت ايران الله في السياسة حين أطلقت على التنظيم العسكري الشيعي الممول منها اسم (حزب الله) بحيث يصبح الله مختصا بالانتماء لهذا الحزب وتصبح باقي الأحزاب في لبنان خارج الله وربما ضده !
في اليمن استخدمت ايران لحزبها الشيعي اسم ( أنصار الله ) فصار من يعادي هذا الحزب من أنصار الشيطان !
في الحرب الاهلية السورية صار استخدام الله منتشرا ومتنوعا من( فصاىل الله اكبر) الى فصيل ( عُبَّاد الله) الى ( المعتصم بالله) الى( جند الله) الى غير ذلك الكثير!
وفي ليبيا صار الله موجودا في المعركة تحت اسم أنصار الشريعة.
في سوريا بقي الله في المعركة ضمن مفهوم جيش الاسلام وكتائب الصحابة وجند الرسول اَي توسع الاستخدام من الله الى الشريعة الى الدين الحنيف !
كل هذه المسميات تعكس استخدام الدين في العنف السياسي والتستر به في عملية تحويل الصراع من السياسة الى الدين (والتي بدأها النظام بالحل الامني ) وتحويل الدين او الطاىفة من الموقع الاخلاقي الى الوحشي ومن الطرفين!
كانت الغاية من هذا الاستخدام من كل الأطراف في الساحة السورية والعربية هي لاصطياد السذج من الناس وتوظيفهم عبر المشاعر الدينية وحقنهم بالعصبية الدينية من اجل أهداف سياسية ومصالح لا علاقة لها بالدِّين في اَي مقياس وبعيدا عن قيمه وأخلاقه !
في الشرق استخدم الحكام العرب رجال الدين لتحقيق الاستقرار بنفقات تقل عن نفقات اَي جهاز للشرطة وصارت هذه الوسيلة جزءا من منظومة الحكم العربي !
من التاريخ ان الله أرسل عشرات من أنبيائه من ارضنا ليس لانها مقدسةًكما يشاع بل لاننا في الشرق الأكثر وحشية.
ترى وبعد ازدياد الوحشية هل يخترق الله قاعدة خاتم الأنبياء بنبي جديد يرمي مستخدمي الله من كل الأطراف بحجارة من سجيل ويخلص البشرية منهم ويعيد السلام للأرض ؟
هذا هو السوءال
١٩-٤-٢٠١٨