المحامي ادوار حشوة : الزيدية اليمنية و خلافاتها مع الشيعة

edwarhachwaترجع الزيدية الى زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب وفي اليمن ينسب الزيدون الى امامته وهم يتشيعون الى الامام علي والى ولديه الحسن والحسين والى كل ولد من نسل فاطمة
زيد بن علي قاتل الاموين في الكوفة في ولاية هشام بن عبد الملك وقد خذله اهلها لانه لم يتبرأ من ابي بكر وعمر ولم يلعنهما وقد قتل عام 122 ه.
زيد بن علي هو اول من اطلق عبارة الرافضه على الذين رفضوا بيعته وخذلوه لانه لم يلعن عمر وابي بكر وشبههم بالخوارج الذين خرجوا على الامام علي .
الزيدية اليمنية تتوزع الى عدة فرق اهمها الجارودية والصالحية والبترية والسليمانية وتعتبر الجارودية هي الاكبر في تعداد الاتباع وكل هذه الفرق تقول بامامة علي بن ابي طالب وحقه في الخلافة ومن ثم بامامة زيد بن علي .
الزيدية متفرعة عن الشيعة وكانوا سابقا في نجد ثم ادخلها الى اليمن الامام يحيى بن الحسن بن القاسم الرسي المعروف بالهادي وذلك في نهاية القرن الثالث الهجري .
استمرت الامامة الز يدية حاكمة في اليمن حتى قيام الجمهورية في انقلاب السلال .
يختلف الزيديون عن الاثني عشرية ولم يشذوا عن طوائف المسلمين .
الجارودية : اسسها زياد بن ابي زياد بن المنذر الهمزاني المتوفي عام 150 هجري .
كان زياد من اتباع محمد الباقر وابنه جعفر ثم التحق بالزيدية وهم يقو لون بووجود نص نبوي بامامة علي بن ابي طالب والحسن والحسين ثم هي شورى في نسل الحسن ثم الحسين .
تقول الزيدية بصحة ولاية عمر وابي بكر على اساس ان الامة اختارت المفضول لظروف راعتها مع وجود علي وهو الافضل ويرون ان الامامة مستحقة في اولاد الحسن والحسين ومن يرفض بيعتهم يكون كافراً وتنتقل الامامة حتى تصل الى زيد بن علي بن الحسين ثم الى محمد بن عبدالله بن الحسن (النفس الزكية ).
ترى الزيدية ان علم الحسن والحسين واولادهما كعلم النبي متساون منذ المهد ثم تراجعوا عن ذلك
واعتبروا العلم مكتسباً مشنتركا بين اهل النبي وبين غيرهم ويؤخذ عنهم وعن غيرهم .
الصالحية او البترية : هم اصحاب الحسين بن صالح الهمزاني الملقب بالابتر وكان ناسكا فقيها زاهداً وله كتب في التوحيد ووامامة علي وهم يثبتون امامة ابي بكر وعمر فقط لان الامام علي رضي بامامتهم مع انه الافضل ولم يقروا امامة عثمان ويقولون ان كل من خرج من ولد فاطمة شاهراً سيفه
يجب نصرته ويرون انه لايكون اماماً من يتقي بالباطل مبررا ذلك بالتقية لانه يجب ان لايخشى في امر الله لومة لائم .
السليمانية: هم اصحاب سليمان بن جرير الرقي كان تابعا لجعفر الصادق ثم انفصل عنهم وكان عالماً ً
ويرى ان الامامة شورى بين الخلق وتصح الامامة في المفضول مع وجود الافضل ويرون ان الامة اخطات في امامة ابي بكر وعمر مع وجود الافضل علي وهو خطأ اجتهادي ولكن كفروا عثمان
يعتقد الزيديون كلهم ان ان اماميهم مطلعين على الغيب ولا يخفى عليهم شيء كما انكروا الاثني عشرية والتقية واجازوا الخروج على الحكام الظالمين وولا طاعة لهم.
الاجتهاد عندهم مفتوح وتقليد اهل البيت افضل من تقليد غيرهم ويرفضون عصمة الائمة ما عدا اربعة من اهل البيت هم علي والحسن والحسين وفاطمة ولا يوجد عندهم مهدي منتظر ولا تأتي الامامة بالنص بل بالبيعة اي ليست وراثية واقروا بوجود اكثر من امام في وقت واحد في قطرين.
معظم فرق الزيدية يقرون بامامة ابي بكر وعمر ولا يلعنوهما كما يفعل الشيعة الايرانية
ويعتقدون ان علم الله ازلي غير متغير وكل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ ويؤمنون بالقضاء والقدر
مع اعتبار الانسان حرا في ايمانه او عصيانه ويرفضون التصوف رفضا قاطعاً واركان الفرق الزيدية كلها هي )( التوحيد والعدل والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والخروج على ائمة الجور والظلم جائز ).
يتفق الزيديون مع اهل السنة في العبادات والفرائض ما عدا امور صغيرة وشكلية (حي على خير العمل بدلا من حي على الفلاح وفي صلاة الجنازة خمس تكبيرات وصلاة العيد تصح جماعة وفرادى وصلاة التراويح بدعة ولا تجوز الصلاة خلف امام جائر وفروض الوضوء عشره بدلا من اربعة عند السنة
ويرفضون زواج المتعة عند الشيعة ويستنكرونه ويتفقون مع الشيعة في زكاة الخمس وفي جواز التقية اذا لزم الامر ويعتبرون مصادر الايمان هي القرآن وسنة الرسول ثم القياس ثم المصالح المرسلة ثم العقل.
من كل هذا فان الزيدية هي مذهب وسطي بين الشيعة والسنة وخلافاتها مع السنة فرعية وغير جوهرية ويختلفون مع الشيعة اكثر في اجازتهم لخلافة ابي بكر وعمر لان الامام علي رضي بهما ولا يلعنانهما كالشيعة كما يرفضون زواج المتعة ويستنكرونه وياخذون برأي المعتزلة في جواز خلع الحاكم الجائر الظالم ولايقبلون فكرة ان الله وحده يحاسبه في الآخرة ويجب طاعته كطاعة الله والرسول ولو كان ظالماً
و بالنتيجة فان التعايش بين الزيدية واهل السنة في اليمن والجزيرة امتد لقرون عديدة مستقرا ومحترمنا مما يدل على ان التدخل الايراني حاليا هو وراء تسعير الاحقاد والتعصب وتوريط الزيدية في حرب مع اهل السنة دون مبرر ديني معقول وهذا هو السؤال .
27-7-2016

About ادوار حشوة

مفكر ومحامي سوري
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.