( احد الأحفاد سألني عن الدين في التاريخ فكانت هذه الدراسة التي وجدت فيها ما يفيد غيره )
في القديم القديم كان سبب ظهور الدين هو الخوف من الموت ولم يصدقوا انه ظاهرة طبيعية بل عزوه للمرض الغريب او من فعل كاىنات خارقة للطبيعة . وكذلك الدهشة من الحوادث غير المفهومة ومن الأحلام التي يرى فيها الانسان في منامه اشخاصا سبق موتهم . كانوا يعتقدون بان في كل كاىن حي روحا وحياة دفينة في جوفه يمكن انفصالها عن جسده في حالات المرض والموت والاحلام . كانوا يقولون لا توقظ نائما. فجاة فقد تضل الروح طريقها فلا تعود للجسد . في اليونان اعتقدوا بان الحياة عامرة بالجن
والشياطين . في الكاميرون كانوا يعتقدون بوجود آلهة الشر فقط ولم يحاولوا كسب رضاها لان ذلك لا يجدي . في سيلان اعتقدوا بوجود آلهة ولكن لا يعرفون أين توجد هل على صخرةًام على جبل النمل الأبيض فهم لم يروا الها قط .! في قباىل الزولو اعتقدوا ان الظواهر الطبيعية من شمس وقمر ونجوم ومن شجر يثمر جاءت من تلقاء نفسها ولم يعزوها لخالق .
توزعت المعبودات القديمة الى معبودات سماوية وأرضية والهية وحيوانية وبشرية كان القمر اول المعبودات وحين حلت الزراعة صارت الشمس تعبد كاله . وَعَبَد الأقدمون الارض ومثّلوها بام ترضع طفلها فالارض هي الام . وبعضهم عبد الشجر اعتقادا ان فيها روحا وهنود اميركا حرموا الضجيج بجانبها في موسم الأزهار كما حرموا إشعال النار قربها.
الزلازل بنظر الأقدمين هي من آلهة الغضب وَعَبَد الأقدمون الجنس لان به يتوالد الانسان وفيه روح اله يجب عبادته لان منه
معجزة الخصوبة . وَعَبَد الأقدمون الحكام الأقوياء بعد موتهم وعبادة الأسلاف في الصين جزء من هذا الاعتقاد . ثم جاء التجريد الالهي في الأديان السماوية ردا على عبادة الأوثان وصار الاله الله في السماء يراك ولا تراه وله رسل وأنبياء يبلغوننا على طرق عبادته ومحرماته. ومن هذا الباب جاءت الحاجة الى الكاهن والشيخ.
ظل الناس يشككون بوجود اله لا يروه فجاءت المسيحية حلا وسطا ظل معه الله الأب مجهولا ولكن أرسل ابنه المحسوس
فصارت المسيحية وسطية بين الاله المجهول وبين الاله المجهول الذي أرسل ابنه كمحسوس عرفه الناس فكانت نصفها محسوس ونصفها الاخر تجريدي !.
كانوا في مصر يضحو ن برجل لكي الله يتكرم في وقت البذار لتخصب الارض ثم استبدلوه بحيوان . في مصر كانوا يضحون بصبية يغرقونها في النيل لكي يستمر النهر في جريانه.
في الهند كانوا يعتقدون بموت الاله ثم عودته ظافرا كدليل على موت الشتاء وعودة الربيع . في هذا المجال لا يمكن تاريخ تطور الحياة الدينية بمعزل عن الهند فمنها جاءت فكرة الاعتقاد بتناسخ الأرواح وفكرة ان المراة جاءت من احد أضلاع الرجل كما جاءت فكرة الجنة ( الروح بعد الموت اما تلاقي عذابا او نعيما فإما يلقيها ( فارنا) في هوة عظيمة او جهنم حارق او يتلقاها ( ياما )
فيرجعها الى الجنة مع الطيبات البشرية .!
ثم من الهند جاءت فكرة ان الدماغ لا يستطيع فهم العالم ولكي يصل الى ذلك يحتاج الى روح العالم عن طريق التطهر الكامل لمدة ١٤ يوما ولا يتناول غير الماء فتسكن روحه ويصبح قادرًا على تطهر يوصله الى روح العالم .
اما التناسخ فيرتبط بالصلاح او الشر فيتحول الصالح الى إنسان اخر والشرير الى حيوان. بوذا كان يقول انه لولا الموت لما كان للآلهة عندنا وجود ودعا الى الاستنارة ولم يدع الالوهية وركز على العقل والحكمة .
كونفوشيوس. اعتمد على فكرة الاستدلال مطبقا مباديء الفلسفة على السلوك والحكام وتجنب البحث فيما وراء الطبيعة
وركز على إصلاح المجتمع منطلقا من الاسرة ودعا الى الوسطية في التعامل وقلل من المحرمات
وبالموجز من الهند جاء ت فكرة اللاهوت بدون اله .!
هذا التطور يدل على ان الدين لم يكن نسخة واحدة بل جاء تعدديا مرتبطا بتطور الحياة الانسانية وتلبية لحاجاتها ولا تتوقف مسيرته وكما انتقل وتطور في البدايات سوف يتابع إمداد الحياة الروحية بما يحقق مصالح الناس وإدراكات عقولهم والوحي الالهي لن يتوقف على الارض لإمداد الحياة الروحية التي جاءت في البدايات من فكرة الخوف من الموت ثم تطورت وتعددت وستتوالي هذه المسيرة
وهذه هي الحقيقة ،!
وهذا هو السوال
٢٤-٤-٢٠١٨