سورية بحدودها اليوم وليدة معاهدة سيفر ١٩٢٠ واتفاقية سليكس-بيكو التي وضعت سورية تحت الانتداب الفرنسي وتحت إشراف الامم المتحدة والغاية تدريب الشعوب على حكم نفسها.
في الشمال كانت كيليكيا ولواء إسكندرون واصنه ومرسين و ديار بكر وعينتاب وكلس ومرعش وأورفه وحران وماردين ونصيبين وجزيرة ابن عمر أرضا سورية بموجب صك الانتداب .
عام ١٩٢٣ قام الفرنسيون بانتزاع كل هذه الاجزاء من سورية وأعطوها لتركيا بموجب معاهدة لوزان
اما لواء إسكندرون فأعطاه الفرنسيون لتركيامقابل ان يتوقف الأتراك عن دعم الثورة السورية عليهم.
لم يكتف الفرنسيون بذلك بل اقتطعوا اربع الويةمن سورية وضموها الى لبنان فصار كبيرا .
وذهبالفرنسيون اكثر من ذلك فقسموسوريةالى عدة دول هي دولة حلب والشمال ودولة دمشق والجنوب ودولة علوين في الساحل. ودولة للدروز في جبلهم.
قاوم السوريون التقسيم الفرنسي واستعادوا وحدةسورية على مراحل عام١٩٣٦وهو الشكل الحالي لسورية.
في التقسيم الفرنسي لم يرد اي ذكر للأكراد في الجزيرة يستدعي قيام دولة لهم لأنهم كانوااقلبيةوتعدداهم في احصاء عام ١٩٢٢ لم يتجاوز ال١٢ ألفا.
استخلاصا من كل ذلك فان لو كانت للأكراد في الشمال اكثرية كردية كانت فرنسا ستقيم لهم دولة كما فعلت في باقي المناطق .
سوريةاذن بلد تعددي في مكوناته ولا احد يستطيع ان يدعي ملكيته ولا ان يحتكرالسيطرة عليه.
التنوعات السوري احتوت في كل مكون منها على تعدديات فالعلويون مثلا علويون ومرشديون ومواخسه وغببيون. وشماليون وكلازيون وخياطيون وحداديون ورشاونه وغيرهم. من المذاهب والعشائر .
.
والمسيحيون توزعوا الى ارثوذكس وكاثوليك و بروتستانت والى سريان ارثوذكس وسريان كاثوليك وأرمن ارثوذكس وأرمن كاثوليك والى كلدان واشورين والى موارنه.
والمسلمون توزعوا الى سنه وشيعه والى علوين وإسماعيلية ودروز .وفي سورية يوجد مواطنون من الشركس والداغستان والتركمان والارناووط والاتراك والايزيديون وغيرهم . هذا التنوع الفريد من نوعه في العالم وان توفرت فيه أعلبية مسلمه سنيه الا انه في في توزعه الجغرافي المتداخل مع باقي التعدديات يجعلها بمثابة الأب لا حاكما ولا مسيطرا وكان هذا الدور محترما من الجميع .
مثل هذا التنوع في سورية والذي يدور معها في الوجود والعدم لا يصلح للحكم فيه غير النظام الديمقراطي الذي تأخذ من خلاله كل المكونات حق الحضور الوطني .
المشكلة جاءت من حكم العسكرين الذين التمسوا الدعم من طوائفهم ثم طوفواالجيش والبلد واعتدوا على التنوع المقيم وخلقوا حالات قهر وغربه وكانوا سببا في الانفجارالحالي .
بعدهذه المقدمة التاريخية ومن خلالها اذهب الى الحوارمع الإخوة الاكراد في الشمال .
.
١-الأكراد في سورية موزعون داخل الجغرافيا السورية وخصوصا في دمشق وحلب وحماه وقرى عديدة في ريف حُمُّص ودير الزُّور والرقه وحول قلاع الساحل وفي ألجزيره تقاسم الأكراد الارض مع السريان والاشورين والكلدان
ومع. وجود عشاىري. مقيم اهمه شمر وغيرهم وعلى امتداد نهر الخابور ولم يكونوا وحتى الان اكثرية. الا حين جاء أكراد من العراق هربا من استبداد صدام واكراد من تركيا هربا من قمع الأتراك .
في سورية لا يوجد ارض كردية لان كل سورية هي ارضهم كما هي ارض كل المكونات وحتى في الجزيرة ليست. لهم وحدهم وعلى امتداد التاريخ.
٢-انه لامر خطير. على سورية وعلى الأكراد أنفسهم الدعوةالانفصالية والادعاء بان الشمال السوري هو ارض كردية لان ذلك لا يعكس الحقيقة التاريخية ولا ينفي في الوقت ذاته بان للاكراد حقا في الارض مثل غيرهم والادعاء بان كل مكان يوجد فيه اكراد هو ارض كردية سوف يقود الى صدامات دامية قد يصعب منع امتدادها الى كل أماكن تواجدهم على الارض السورية التي عاشوا فيها وحكموا جمهوريتهاووزاراتها ومشايخها وكانوا نعم المواطنين و والزعماء.
٣-لقد توافقنا مع الاخوةالاكراد في غمار نضالنا ضد الاستبداد على ان للمكونات كلها الحق في الاعتزاز بأصولها وتعليم اللغة القومية واعتبار هذه اللغة في مناطق الكثافة لغةرسمية اضافيه كما توافقنا على ضرورة تخفيف المركزية واتاحة الفرصةلكل المناطق ان تتحكم بشؤونها الداخلية وقلنا ان تجربةالادارة المحليةخطوة يجب تطويرها وفشلها في سورية. هو لان انتخاباتهاكانت مزورة وتتم بطريقة التعيين وتصويب العمليةالانتخابيه سيخلق كادرامحليا حاكما ولا حاجة للفيدرالية ولا لانفصال .
على هذا التوافق كان وجود الاكراد من المجلس الوطني الكردي ومن حزب الاتحادالديمقراطي ضمن حركة مقاومة الاستبداد متوفرا وشريكا فاعلا .
٤- الأميركيون ما يهمهم هو محاربة داعش والنصرة واوهموا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. انهم يؤيدون قيام دولة كردية في الشمال لكي يجندوهم. في القتال ضد الاٍرهاب لا ضد نظام الاستبداد الذي قمعهم ويبقى اي وعد سري مثل وعود الحلفاء لشريف مكة بدولة للعرب ذهبت ادراج الرياح.
اخيراندعوالاخوة الاكراد في الشمال ان يتصرفوا بوعي وحكمة ووطنية وحدوية وان يحترمو مجتمعا. تعدديا احتواهم كمواطنين في دعم حركة الحريات كما كانوا في الماضي وان يستعينوا بحكماء من اكراد الداخل وان ينشروا ثقافة ان كل سورية هي ارضهم حيثماوجدواوان يحتكموا للديمقراطيةوسيجدون شركاء حقيقين معهم من كل احزاب الساحة
فهل يعود حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الى موقعه في المعارضه السورية وضد التدخل الأجنبي وألطاىفيه وهذا هو السؤال
١-٧-٢٠١٦