تابعت بالامس باهتمام حديث البطريرك الماروني على قناة”أوه تي في” اللبنانية وكان مقنعا في أمور عديدة .
كنت سابقا قد نددت بتصريحاته في أوروبا. في بداية التظاهرات السلمية الديمقراطية في سوريا والتي دعا فيها الى دعم النظام لانه يحمي المسيحين واستغربت ان يعطي للخلاف طابعا دينيا في وقت لا دلالة على وجوده ولا على صحةًما استنتجه . في حديثه اليوم تحدث عن فصل الدين عن الدولة مؤيدا وقال انه يعني اهتمام رجال الدين بالأخلاقيات في حين تكون السياسة من اختصاص الدولة وقال انها الصيغة الأفضل لأي بلد تعددي, على خلاف ما يشاع من انها ضد الدين, وقال ان فصل الدين عن الدولة لا يعني التضاد بينهما, بل التعاون في إطار استقلال كل منهما في مجاله.
وقدم فهمه لموضوع الناي بالنفس في مواجهة الخلافات على الساحة العربية منوها ان ذلك لا يتحقق (الا بحياد لبنان
بين المحاور العربية) وخلافاتها في مطلق الأحوال. كسياسة ثابتة تحفظ للبنان دوره في المنطقة وتبعد عنه امتداد الخلافات اليه وتخريب تعايشه الوطني .
في كتابي (لبنان والراي الاخر ) في تحليل الوضع اللبناني والثورة الأهلية, والممنوع تداوله في سوريا ذكرت ان لا حل في لبنان للثورات فيه غير حياده بين العرب اذا اختلفوا وذكرت تفصيلا لفكرتي التي عرضتها على فخامة الريس سليمان فرنجية
في اثناء عشاء دعانا اليه في قصره في زغرتا في كانون الاول عام ١٩٨٥. يومها طرحت الفكرة عن حياد لبنان كما يلي ( لبنان عربي دوليا ومحايد عربيا ) وقلت حين يكون هناك خلاف بين العرب والأجانب فلبنان مع العرب له ما لهم وعليه ما عليهم اما اذا كان الخلاف بين الدول العربية فموقف لبنان هو الحياد مبتعدا عن الاصطفاف مع هذا الفريق أو ضده و بذلك يصبح لبنان أرضا للحوار بين المختلفين وربما مركزا لجامعة الدول العربية وقلت ان لبنان اذا تحول الى ( الجمهورية ألعربيه اللبنانية المحايدة ) سيكون سويسرا الشرق سياسيا واقتصاديا ومنارة للثقافة والعلم وجسرا حضاريا بين العرب والغرب .
وقلت ان هذا الحياد يمكن إقراره بقانون لبناني وان يتوج بقرار من الجامعة ألعربيه. يومها لم يتقبل فخامته الفكرة لانه سياسيا كما قال هو مع سوريا في كل الأحوال. ولا يقبل الحياد واستطرد انه مع حتى الوحدة مع سوريا فأغلقت الحديث عن الحياد الى مواضيع وذكرياته في حمص.
الان وبعد هذه السنوات من عام ١٩٨٥ الى هذا العام يسرني ان ما طرحته من حل لمشاكل لبنان صار مقبولا وصار هدفا تبناه
زعيم الموارنه الروحي لإنقاذ الديمقراطية والتعايش ومنع امتداد الحروب العربية اليه . ان يكون تحليلي صحيحا هذا ما افخر به وهذا هو السؤال
٢٧-١٢-٢٠١٧
المحامي ادوار حشوة: البطرك الراعي وحياد لبنان!
