لم يكن اعلان البرزاني انه سيدعو الى استفتاء على تحويل اقليم كردستان الى دولة مستقلة عن العراق أمرا غير متوقع ولا مفاجاة فيه غير التوقيت فقد سبق للبرزاني ان لوح به سابقا ومرارا.
كلما توسعت الخلافات مع حكومة بغداد وخاصة في مطالب الاكراد بالمزيد من المخصصات المالية او في نفقات قوات البشمركة فان الاستفتاء كان ورقة ضغط ليس من أهدافها العجلة في الانفصال بل في تحقيق ضغط تفاوضي مع المركز.
الإقليم يعيش استقرارا وأمنا هو الأفضل في العراق وحتى الحريات السياسية والإعلامية هي ايضا مقبولة وحتى العرب في الإقليم لا يعانون من التمييز وشكل الإقليم مكانا مفضلا للتنفس السياسي والعمل الحر .
المشكلة ان الإقليم يعاني من تفاقم نفقات البشمركةوضرورة زيادة عدديها وهي تطالب المركز بحصة مالية توازي على الأقل ما قررته بغداد للحشد الشيعي وبغداد ترفض لذلك فان احد أسباب. اعلان الاستفتاء هو هذا الامر .
الامر الاخر ويتعلق بالمزايدات في الساحة الكردية ففي سورية وتركيا ينشط الشعور القومي والدعوة لإقامة دولة كردية يعتقدون ان اميركا وعدت بها وعلى أساس هذا الوعد انخرطت قوات حزبي الاتحاد الديمقراطي السوري وقوات حزب العمال الكردستاني في الحرب بجانب الاميركين وتحت أمرتهم ولذلك وجد البرزاني نفسه متخلفا عن مسيرة الاخرين القومية الذين يزاودون ويضغطون عليه لإعلان. الاستقلال كمقدمة ونواة لدولة الاكراد القومية.
البرزاني يتفهم واقع المنطقة ويعرف بالعمق ان مشروع الاميركين هو أقاليم كردية في العراق وسوريا وتركيا تتمتع بحكم ذاتي شبيه بما هو قاىم في العراق وفي إطار وحدة الجميع في الدول كلها وفي حدود دولية لم يتفق بعد على اي تغيير فيها بعد الحرب العالمية الثانية ولكنه يريد احتواء الشعور القومي الضاغط فدعا الى الاستفتاء ومن الان الى أيلول يخلق الله في المنطقة ما لا تعلمون .
العصا والجزرة مع حكومة بغداد والمزايدة على اكراد في داخل الإقليم وفي ساحة الاكراد في الخارج يبقى الاستفتاء اداة لتحسين التفاوض مع بغداد ولاحتواء الضغط القومي بدلا من مواجهته وما عدا ذلك من إمكانية التنفيذ هو بيد المجتمع الدولي الذي لم يحسم أمره بعد في التحول الكردي من الإقليم الى دولة وهذا هو السوال
٧-٦-٢٠١٧