المذبحة التي جرت في السويداء وعدة قرى شرقها ليست حدثا مقطوعا عن أسباب سبقتها .
في كل مكان في سورية هناك من يوالي النظام ومن يعارضه وامتد ذلك الى رجال الدين من مختلف المكونات وأغلب كبارهم كانوا في خدمة النظام!.؟
احد اهم مشايخ العقل في جبل العرب
تجاوز موضوع الموالاة والمعارضة وطرح
ما صار يسمى (الناي بالنفس) عن الصراع
الذي تحول من السياسة الى الدين ومن الدين الى الطاىفية والذي أخذ شكل حرب بين أهل البيت ومكونات الوطن وسفكت دماء كثيرة واستدعت كل الأطراف قوات من الخارج الأجنبي .!
الشيخ وحيد البلعوس ومعه مشايخ اخرين اطلق عليهم أهل الجبل اسم( مشايخ الكرامه) دعوا شباب الجبل المطلوبين لخدمة العلم الى الامتناع عن الالتحاق بشعب التجنيد !
استشعر مشايخ الكرامةخطر إرسالهم ليقاتلوا اخوتهم في مناطق سورية
وضد مكونات البلد .!
لم يقتنع البلعوس بأسباب الحرب لانها صراع على كرسي في الوطن لا على الوطن نفسه لذلك أفتى بحرمة خدمة العلم التي لم تتوجه للعدو الصهيوني بل لقتل وقتال
الإخوة السورين من اجل حكم من مجموعة تسند الاستبداد .!
أدت الفتوى الى امتناع شباب الجبل عن
الالتحاق بخدمة العلم في هذه الظروف
لانها تتعارض مع سبب تشريع هذه الخدمة لحماية الوطن وليس للقتال بين مكوناته .!
بلغ تعداد المتخلفين حوالي ٥٣ الفا
وهو رقم يمثل حاجة حقيقية للنظام
الذي فقد الكثير من قواته وازدادت إعداد الهاربين من الخدمة في جميع المحافظات .!
الشيخ البلعوس مثله مثل غيره من الوطنين ذهب اغتيالا على يد النظام عن طريق سيارة مفخخة قتلته مع عدد من مرافقيه .
حاول النظام كعادته السير في جنازته وجنازة مرافقيه ولكنه فشل لان الصرخات بوجه ممثلي النظام جعلتهم يهربون !
عملية اخضاع الجبل للمشاركة في هذه الحرب القذرة وعملية تفكيك جماهير
الكرامة فشلت وزادت جماهير الكرامة مع الاغتيال اكثر .!
غير النظام أسلوبه منتقلا من السيارات المخففة تصطاد شباب الكرامة وشيوخهم الى عملية نوعية كبيرة تستهدف زرع الخوف من ارهاب داعش يكون من نتاىجه إسقاط سياسة الناي بالنفس الى الاصطفاف مع النظام والانتقال من الحياد الى الوحدة بالاكراه مع النظام .
خططوا لاغتيال اكبر عن طريق نقل المقاتلين من داعش والنصرة من مخيم اليرموك والحجر الأسود من جنوب دمشق الى الحدود الشرقية للجبل تمهيدا وتهديدا .
كان في ذهن الذين اختاروا لهم هذا المكان
ان يستبدلوا (السيارة المفخخة ) بقوات
من داعش للقضاء على خط الكرامة ولإجبار الجبل تحت عامل التخويف من الاٍرهاب على الاصطفاف مع النظام طاىفيا وارسال ابناء الجبل الى الحرب .!
ترك النظام الجبل بلا أدنى حماية من
الوجود الإرهابي وسحب الأسلحة قبل ايّام من قوات الدفاع المدني ثم دفعوا بالروس ليهددوا الجبل بانه سيتعرض لخطر الاٍرهاب اذا لم يعلن اصطفافه مع النظام ويرسل المجندين اليه !
كان التهديد الروسي اذا لم ترسلوا ابناء الحبل المتخلفين عن الخدمة فلن نحميكم من ارهاب داعش التي تنتظركم شرقي السويداء بكل وحشيتها!
رفض شيوخ الكرامة التهديد متمسكين برغبتهم في الوقوف على مسافة من أطراف الحرب فكانت المجزرة التي حدثت!
فهل بالاكراه سيذهب الحبل الى بيت الطاعة الأسدي او الروسي لافرق؟
هذا هو السوال
٢٧-٧-٢٠١٨