كتاب ( أسس التوتاليتارية ) للكاتبة حنة آرندت الصادر عام ١٩٥١ وفِي طبعته العشرين بالعربية ترجمة أنطوان ابو زيد
والصادر عن دار الساقي في بيروت
صفحاته ٣٧٤.
هذا الكتاب مع إغراقه في التفاصيل يبدو انه اقرب الى السرد التاريخي لقصص هذا النظام وما أنتجه من مخاطر على الحياة الانسانية .
اعتمد الكتاب على نموذجين أساسين. لهذا
النظام هما فترة حكم ستالين في الاتحاد السوفياتي وفترة حكم هتلر .
هذا النظام بلغ من الفظاظة حدا لا يمكن وصفه في الاعتقالات والابادةوالاغتيالات
.
ترى الكاتبة ان الفرق في هذه الفظاظة بين نظام هتلر ونظام ستالين هو ان الناس في معسكرات هتلر يموتون حرقا في حين في معسكرات ستالين يموتون من الاهمال والجوع ولكن القاسم المشترك بينهما هو الموت .!
هذا النظام التوتاليتاري هو الاستبداد الكلي المنفلت من اَي قيد اخلاقي او قانوني .
ما ان يشعر القائد التوتاليتاري بالقوة التي تبعده عن الخوف حتى يبدأ اعمال التطهير
.
في هذا النظام نجد غيابا كليا لوجود اَي معارضة.
ونجد ان ذراع القائد ليس في الحزب الحاكم الشكلي بل في الشرطة السرية .
هذا النظام يتحجج بالرغبة في حرق المراحل للتقدم ولكن لم ينتج التقدم الصناعي وأدى الى تراجع الزراعة والإنتاج الغذائي والجوع والى نقص السكان .!
في هذه الأنظمة يتم انشاجبهة شعبية كرتونية وهيكلية برلمانية بمثابة واجهة
مع تصفية كل القيادات الفعلية بمختلف طرق الاذلال والاعتقال والقتل .
هذه الأنظمة تحتاج الى تفعيل قصة المؤامرة الخارجية هتلر اختار اليهودواحرقهم وستالين اعتقلهم وحرر الحزب الشيوعي منهم وكلاهما هتلر وستالين اعتبرا اليهود صهاينة يخدمون مصالح الإمبريالية الأميركية !
في نظام ستالين وهتلر في متناول الزعيم جهاز سري ضخم للدعاية مهمته في نظام ستالين تخليد اسمه وفِي نظام هتلر نشرالاعتقاد بجعل نفسه مو ضع افتتان مزعوم لا يقاوم.
في النظامين يبسطون سيطرتهما على الجماهير ويستخدمون الدهما ءوالرعاع
ويوظفون الأسوأ من الناس في الشرطة
السرية.
في هذا النظام تزول كل الطبقات وتنهار
وتنشا طبقة بيروقراطية جديدة حول النخبة الحاكمة !
لا يوجد في هذا النظام مساواة الا على الورق وتزول كل الطبقات ماعدا الروابط العائلية البسيطة والمحدودة وبعض حلقات الثقافة والفن !
وحين يدعي هذا النظام انه مع المساواة فلا يجوز أخذ ذلك على محمل الجد !
تسيطر على البلد مجموعة فاشية تقود البلاد بلا منازع معتمدة على العنف للسيطرة على البشر وإرهابهم !
المبدأ هو ما كان هتلر يقوله ( كل ما أنتم عليه يكون عبري وكل ما أنا عليه أكون من خلالكم فحسب !).
في هذا النظام تحالف بين الرعاع والفاسدين في المخابرات والنخبة الحاكمة وتقوم على الولا غير المشروط .
يحتاج هذا النظام الى جهاز أمن مركزي
وتكون السلطة المطلقة من اعلى الى أسفل
والطاعة المطلقة من أسفل الى الأعلى .
في هذا النظام أوامر القائد هي القانون التي تنفذ بمعزل عن القوانين السابقة الموجودة !
هذا النظام من مصلحته دفع الأمور باتجاه
العدوان على دول الجوار ويتصف بالكذب المطلق في تبرير عدوانه .
يعتمد النظام على تعدد الأجهزة الأمنية
وكلما تعاظم النظام في قوته يترافق ذلك مع كثرة الأجهزة التي التنسيق فيما بينها لا يعني الاندماج وهناك جهاز أمني في مركز السلطة يخرج ضباط النظام ويوزعهم على الأجهزة ومهمته ان يراقبهم جميعا !
في هذا النظام التوتاليتاري هناك علاقة يومية وشخصية بين القائد وبين القائد المركزي للاجهزة !.
وترى الكاتبة ان نظام الاستبداد الكلي هذا يصعب زواله بدون معونة دولية في حرب او انهيار داخلي
هذا هو موجز سريع ومختصر لبعض أفكار الكتاب .!
بقي ان نعرف موقع انظمتنا العربية في
توصيف نوعها ديكتاتورية فقط أم توتاليتارية.
هذا هو السؤال
السابع من أيلول ٢٠١٨