المجلس الإسلامي السوري بين الفشل و النجاح !!!
حمدي شريف
بظل الظروف الراهنة و التي تعاني منها بلدنا نحن بأمس الحاجة لإيجاد مرجعية دينية واضحة المعالم مشكلة من رجال دين حقيقيين لديهم من العلم و المتابعة و الخبرة و الاستقلالية المادية و السياسية ما يمكنهم من إصدار فتاوي توجه الشباب و تحميهم من ألاعيب الاستخبارات و رجالات دينها المصطنعين و بنفس الوقت تكون ضابطة لعمل الجهال و الوصوليين و تجار الدين ممن يدعون المشيخة و هي منهم براء و من هنا جاء هذه الخطوة المباركة من خيرة علماء سوريا و الأمة بتشكيل المجلس الإسلامي السوري و لكن للأسف هذه الخطوة في طريقها للفشل لأنها تكرر أخطاء ما سبقها من تجارب بهيئة علماء المسلمين بالعراق و الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين و من هذه الأخطاء :
1. الاسم : نحن بسوريا لا نحتاج لمجلس إسلامي و لا لهيئة و لا لاتحاد بل نحتاج لدار فتوى و كان الأحرى بالمجتمعيين أن يؤسسوا دار إفتاء سوريا الحرة على أسس سليمة فشعب الشام متشوق لرؤية مفتي سوريا المنتخب على أسس علمية و شرعية مؤسساتية
2. الشكل : الإعلان عن هذا المجلس بهذا الأسلوب خطأ فادح لأنه يسلط الأضواء عليه و بالتالي يزداد أعداؤه و خصومه استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان كان يكفي أن يعقد اجتماع بعيد عن الأعين و ينتخب مفتين للمناطق و مفتي عام لسوريا و يتم الإعلان عن ذلك فقط دون تصوير أو كشف للمجتمعين نؤسس المؤسسة و ننشرها و لا نعلن عنها ليشتد عودها .
3. المضمون : إن أي هيئة علمية أو شرعية لها أهمية كبرى بحياة شعبنا و من هنا فسيكون اهتمام أعدائنا بها كبير و سيحاولون زرع رجالاتهم بها لإفشالها من الداخل و هذا حدث مراراً و تكراراً لذلك لابد لنا من وضع ضوابط شرعية و عائلية و سلوكية و مؤسساتية لكل شخص سيتم إضافته لمؤسسة الإفتاء فمن غير المنطقي ضم مجهولي النسب و أصحاب الثراء الفاحش من دون وضوح مصادر ثرائهم أو نسبهم !!!
4. السياسة : ما دخلت لشيء إلا أفسدته و الحقيقة أننا بمعظمنا فشلة سياسياً لم نحقق أي انتصار سياسي و نريد أن ننظر على الناس بالسياسة المهم المجلس الشرعي يجب أن يخلوا من السياسيين لأنه لكل الأمة و هو من يوجه السياسيين و ليس هم من يوجهوه بالإسلام شرعنا يوجه ساستنا و من يوم ما بدأ ساستنا بتوجيه شرعنا انتهينا لا نريد رجال دين أصحاب ميول سياسية كل همهم إيجاد مبررات شرعية لطموحاتهم السياسية و فهمكم كفاية لا تخطئوا بضم السياسيين للمجلس فهم أصحاب هوا .
5. الطوائف : نحن بحالة حرب ضد الظلم و الفساد بسوريا و هنالك من يريد أن يحولها لحرب طائفية ليطيل أمدها و ليستثمر بها و كنا ننتظر من يوحد الفتوى عند أهل السنة و الجماعة ليدعوا علماء باقي الطوائف و الأديان لمؤتمر جامع يحدد به رجال الدين العلوي و المسيحي موقفهم من سفك الدماء و التعذيب و من شكل الدولة بسوريا القادمة نحن لا نريد أن نتفاوض مع الأسد و لكننا نستطيع أن نحرك المياه الراكدة بدعوتنا لرجال الدين العلوي للحوار بمستقبل أبنائنا و أبنائهم .
و بالنهاية أي مشروع بسيط له معوقات كبيرة ما بالكم إن كان هذا المشروع هو لتوحيد أهل السنة و الجماعة بسوريا ستكون المعوقات كبيرة جداً و لكن ثقتنا بكم كبيرة يا علمائنا فأنتم مؤمنون و لن تكرروا أخطاء من سبقكم و الله ولي الأمر و التوفيق .