المثقف الفلسطيني عندما يدافع عن النظام الأسدي ويهدد باسم روسيا

Abdulrazakeidلا تزال القضية الفلسطينية هي معيار موقف الضمير العالمي الحر …….فعندما يخون المثقف الفلسطيني قضية الحرية إنسانيا فهو يخون قضية فلسطين أولا … المثقف الفلسطيني عندما يدافع عن النظام الأسدي ويهدد باسم روسيا ( السعودية وتركيا ) فهو يمثل قمة وضاعة الارتزاق الفاسد بشريا…(عطوان نموذجا !!! )

نحن جيل المثقفين العرب في الستينات والسبعينات كنا نحمل كبرياء وطنيا وقوميا، يقوم على فكرة أن أي دخل مالي يأتي من خارج بلادنا الوطنية ( عالميا أو عربيا أو إسلاميا )، هو عار سياسي وأخلاقي، ولهذا رفضنا (ثلاثة كتاب سوريين يساريين: هم حنا مينة وسعد الله ونوس وأنا عبد الرزاق عيد) لما اعتبرناه حينها أنه شراء لكتاب اليسار السوري بعد شراء كتاب اليسار المصري !!!

لقد رفضنا بكل شموخ واباء في بداية الثمانينات أن نستكتب في جريدة (الشرق الأوسط السعودية) ، مقابل مكافأة مالية للمقاالة الواحدة يساوي أضعاف راتب شهري للكاتب الموظف رسميا، فما بالك إذا كان هذا الكاتب عاطلا عن العمل في بلده نفسها، مثل حالتنا الشخصية .. ومع ذلك لقد رفضنا وكان لنا وبنا خصاصة وحاجة للمال للعيش.!!!

لكن مع ذلك فقد كانت سعادتي غامرة ، عندما عرضت علي مجلة “الحرية” : مجلة الجبهة الديموقراطية الشعبية الفلسطينية ) أن أكتب فيها بشكل دوري ومنتظم ، مقابل راتب شهري ، فقد اعتبرت أن ذلك ليس مساهمة مشكورة بحل مشكلتي المعاشية في وطني السوري فقط ، بل اعتبرت أن ذلك الدخل (المتواضع المعروض)، هو ذروة الكرامة والشرف الوطني والقومي، وإن كان لا يحل محل حقي كموطن بالعمل في الجامعة كحامل لشهادة الدكتوراه من باريس (السوربون 3 ) في ظل البعث الأسدي ( العلماني)، وفي ذروة معركته مع الارهاب الأصولي (المفترض- حينها – الطليعة المقاتلة للاخوان) كمعركته الزائفة والكاذبة اليوم مع داعش ..

ولهذا عندما نجد مثقفا فلسطينيا كـ(عطوان) يوبخ ويهدد وزير الخارجية السعودية (عادل جبير) أن يكف عن استفزازه لموسكو المحتلة لسوريا، ليطالبه ان يتراجع عن تصريحاته باسقاط الأسد ( سلما أم حربا … وإلا!!!) …

عندها سنجد أي انحطاط بلغه خطاب الانحطاط السياسي العربي القومي خلال ما راكمه عبر نصف قرن وكأنه يصب في برميل مثقوب، عندما ضميره الفلسطيني (عطوان ) يهدد الأنظمة الخليجية، وممثلها الأكبر (العربية السعودية ) الأكثر ( اعتدالا ومحافظة ) بالثبور وعظائم الأمور إذا ظلوا يصرون –على لسان وزير خارجيتهم – على خطاب اسقاط ابن الأسد العميل الإيراني الروسي !!!

من غير المعقول أبدا عندما يستيقظ ربيع الشباب العربي، أن تدخل الثورة الفلسطينية في خريفها، وأن تنتج مثقفين مرتزقة من نموذج انحطاط (عطوان ) …أن يهدد المملكة العربية السعودية الأكثر اعتدالا عقلانيا ومحافظة بيرغماتية ، باجتياح روسي إذا ما هددت نظام الاستيطان الأسدي الطائفي الإيراني بالسقوط السياسي أو العسكري …

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.