«الماشطة» و«البلانة» و«الأيمة» .. مهن نسائية انقرضت

مها عارف : الشرق الاوسطmashtta
كانت فيما مضى ذات شأن
ربما لا يعرف الجيل الحالي شيئا عن «الماشطة والبلانة والمرضعة والأيمة والخاطبة والممسدة» وغير ذلك.. هذه كلها اسماء لمهن كانت تقوم بها النساء في الماضي، وهي مقتصرة على المرأة مع مرور الزمن اختفت هذه المهن ولم يعد لها مكان سوى في الذاكرة الشعبية. كانت تصاحب هذه المهن عادات وتقاليد وطقوس تمارسها المرأة، ليس هنا فحسب بل في العديد من البلدان.
الماشطة
* تمثل مزينة الشعر في العصر الحالي، وكان يطلق عليها اسم «كواية» أو قصاصة الشعر، وارتبطت مهمتها بتزيين العروس فترجل شعرها، وتزينها بأنواع الحلي والحلل والشكول. كانت الماشطة تقوم بدور الخادمة لدى العروسين تنتظر امام باب المخدع لتنفيذ ما يطلب منها. ونظرا لأن ادوات الماكياج لم تكن كما هي عليه اليوم، فإن الماشطة كانت تستخدم «البياض السليماني» وهي مادة تحتوي على اكسيد الزئبق توضع على الوجه و«المفرة» وهي مادة حمراء تباع عند العطارين تستعمل لتحمير الوجنتين والشفتين عند المرأة.
ومن أنواع الزينة التي كانت تستخدمها الماشطة «البوق» ويسمى البهرجان وهو عبارة عن قصيصات مستدير ة من السوليفان تكون بلون الذهب أو الفضة تثبت على الوجه لصقا.
ويعطينا الباحث سمير عبده في كتاب «التحليل النفسي للعقلية الشامية» صورة اكثر وضوحا عن الماشطة في الشام فيقول الماشطة بالعروس الى غرفة مجاورة وتخلع منها ثيابها وتضع عليها ثيابا أخرى وتلبسها عمامة كعمامة القاضي وتمسك سيفا مسلولا بيدها فيأخذ الزوج السيف منها ويهوي به على رأسها ثلاث ضربات دون ان يصيبها دلالة على ضرورة الخضوع وكانت الماشطة تتقاضى أجرا يتناسب مع الوضع المادي والاجتماعي للعروس.. وقد ذهبت ايام الماشطة وحلت محلها صالونات الزينة بأدواتها الحديثة التي تجعل من القرد غزال« ومن المكنسة ست النساء.
البلانة
* وهذه المهنة التي تقوم بها المرأة تتمثل في تدليك النساء بالكيس وصبغ شعورهن في الحمامات الشعبية وتغسيل رؤوسهن كما تقوم بفتح الماء البارد أو الساخن والبلانة تقوم بتدليل المرأة اذا كانت «دفيعة» أي تعطيها اجرتها وزيادة «بقشيش» وتقوم ايضا بتغسيل جميع الاطفال.
الأيمة
* اما الايمة فإنها تقوم ايضا بفتح صنابير المياة البارده والحارة ومهمتها ايضا القيام بوضع «البيلون» الترابة الحمراء وايضا الدريرة على رؤوس زبوناتها وتقوم بتمشيط الشعر بمشط خشبي.
الخاطبة
* كان لها دور كبير في الحارة الشعبية فهي التي تعرف الفتيات وعن طريقها تتم الزيجات فكانت تصف جمال الفتاة ومحاسنها وتعدد صفاتها بالتفصيل الدقيق عندها يذهب اهل العريس لرؤيتها فاذا اعجبتهم خطبوها. ورغم دخول الاجهزة المستحدثة ـ وبعض الرجال ـ كمنافسين للخاطبة الا ان هناك من قامت بتطوير عملها واصبحت لها مواقع على شبكة الإنترنت.
المرضعة
* ولعل هذه المهنة من اقدم المهن في التاريخ وكانت المرضعة تقوم بارضاع الاطفال لنساء لا يأتيهن حليب. وتؤكد اخصائية التغذية نورة الصالح على ضرورة حليب الام للطفل وأمه على حد سواء بقولها: على الرغم من تعدد مصانع الحليب وتنوعها بأصناف جميعها تناسب الاطفال، لكن يبقى لبن الأم هو الافضل للرضيع، كما ان ممارسة الرضاعة تقي الام من العديد من الامراض.
الممسدة
* في الماضي كانت المرأة اذا اصابها مغص أو تلبك معوي تذهب الى الممسدة، وهي امرأة تقوم بتمسيد ودلك وتمريخ بطن المرأة بزيت الزيتون وكانت لهذه الطريقة ناجحة وشائعة ومن المعلوم ان لزيت الزيتون فوائد عظيمة لا تعد ولا تحصى.
الغسالة
* في الماضي وقبل ظهور الغسالة الكهربائية كانت بعض النساء الفقيرات يقمن بهذا العمل مقابل اجر معلوم فيذهبن الى البيوت منذ الصباح الباكر ويقمن بغسل الملابس والثياب ومع دخول الغسالة الكهربائية تلاشت هذه المهنة

This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.