كأنه النضوب ..
أو كأنه الوجوم الذي يستأنف التصاقه مجدداً بالعقول المشتعلة من جراء الإحساس الباهظ بالخيبة والغربة في الوطن معاً ، أو بمعني أكثر دقة ، الإحساس بالغربة في الكيان الذي نعيش فيه !!
وفي مثل هذه الظروف تجفُّ رغبة المرء في كل شئ ، حتي ليطال الجفاف الرغبة في الحياة نفسها ، ربما لأنها أقصر من أن تتسع للمزيد من اختبارات الجلاد ..
مع هذا ، أثق تماماً أن النور آت لا محالة ، النور الذي كما لو أنه يتنكر في زيِّ الظلام ، المشكلة فقط تكمن في أن العمر لا يتوقف عن الجريان نحو الحافة الشهيرة من أجل آلام أحد !!
وربما ، لكل هذا ، كلما حاولت تعقب فكرة أكتشف علي الفور أنها تتهرب من الإيقاع تحت ضغط الرغبة في بعض الخوض في الحديث عن الماسونية ، بعيداً عن نظرية المؤامرة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً في ذاكرة كل الناس بها حتي أنها كادت تفقد هويتها لتصبح وعاءً فقط للماسونية !!
وهذا الارتباط الشهير بين الماسونية ونظرية المؤامرة ليس تعبيراً محميَّاً علي المسلمين فقط ، فحتي بعض ذوي العقول الممتازة يؤمنون بهذه العلاقة بين الماسونية ونظرية المؤامرة ، كما يؤمنون بأن الماسونية منظمة باطنية تهدف للتحطيم عن عمد ، وأن هدفها السيطرة علي العالم سياسياً واقتصادياً وطعن الظاهرة اللاهوتية في الصميم ، ويرون أن الشيوعية والاشتراكية والثورة الفرنسية وحركة “مصطفي كمال أتاتورك” ، وطوائف دينية مثل “المورمون ” و “الأدفنتست” الذين يعرفون محليِّاً بـ”السبتيين” ، ما هي إلا فروع لنفس الشجرة التي تنخفض إلي جذر واحد وأكيد وهو الماسونية !!
وهذه حقيقة لا تحتاج إلي تأويل ، وكل درب غيرها لا يصل ، وأصبح الآن من الإحالة ، بل المبالغة في الإحالة مجرد التشكيك في هذه الحقيقة المؤكدة !!
فلا شك أن “ماركس” ، الأب الروحيَّ للشيوعية كان من المنتمين للماسونية كما كان شريكه “إنجلز” ،،
لا شك أيضاً أن “مصطفي كمال أتاتورك” توقف مباشرة عن أن يكون مسلماً عقب زيارة له في عمر مبكر إلي “مقدونيا” ، مدينة “سالونيك” علي وجه التحديد ، وما حدث بعد ذلك يؤكد انخراطه في هذه المنظمة ،،
أما عن نبضهم في الثورة الفرنسية فهو يشتعل كفضيحة ، فحروف العلة في هذه الثورة بالأساس ترتد إلي ثأر قديم بين ملوك “فرنسا” و “فرسان الهيكل ” الذين لم يجدوا ذرة من الرحمة في قلوب هؤلاء الملوك ، خاصة الملك “فيليب” ، الذي اتَّهمهم كذريعة للسطو علي ثرواتهم الطائلة ، وبتحريض من الكنيسة الكاثوليكية ، بالهرطقة وبعبادة الإله “باموفيت ” ، وفعل بهم كل ما استطاع من ألوان القتل وألوان التنكيل ،،
تندرج تحت هذا الثأر لـ “فرسان الهيكل” أيضاً ، مذبحة “فرسان مالطا” ، الجناح الطبِّيِّ للكنيسة الكاثوليكية علي يد “نابليون بونابرت” ، وهو أحد أشهر الماسونيين علي الإطلاق ،،
كما أن “ميرابو” ، أحد أشهر قادة الثورة الفرنسية كان من المنتمين لهذه المنظمة ،،
من المنتمين لهذه المنظمة أيضاً ، “جوزيبي مازيني” ، ذلك الماسوني الملقب بـ “روح إيطاليا” ، والذي أسهمت جهوده وحراكه السياسي في قيام الدولة الإيطالية الحديثة واستقلالها عن القوى الخارجية التي كانت تحرك ولاياتها المنفصلة والمتناحرة والتي كانت في إيطاليا حتى القرن التاسع عشر، كما أسهم في الحركة الأوروبية التي أخذت تتطور فيها بشكل متسارع مفاهيم الديمقراطية الشعبية في الدولة الجمهورية ، كما أنه أعاد الأمور إلي نصابها بعد موت الماسوني الممتاز “وايزهاويت” وهو المسيحي الألماني الذي ألحد واستقطبته الماسونية ووضع الخطة الحديثة للماسونية بهدف السيطرة على العالم وانتهى المشروع سنة “1776” !!
بالإضافة إلي كل هذا فإن عقيدة الثورة الفرنسية الشهيرة التي هي ، “اشنق آخر ملك بأمعاء آخر رجل دين” ، هي تحديداً جوهر الماسونية الممتاز !!
وثمة حدث شهير ، بل الأشهر ، لمس البعض علي استحياء ضلوع الماسونية فيه ، وهو في رأيي الخاص كان أكبر أعمالهم شبهاً بهم ومدعاة لفخرهم في الوقت نفسه ، في رأيي أيضاً أن كل ما حدث بعد ذلك ، بما في ذلك الثورة الفرنسية ، كان تعقيباً علي هذا الحدث الجلل ، ألا وهو ظهور البروستانتية !!
إن من المؤكد أن حكاية الراهب الألمانيِّ “مارتن لوثر” ، مؤسس البروتستانتية ، ونذره الشهير للقديسة “آن” بانخراطه في الرهبنة إن نجا من صاعقةٍ نزلت بالقرب منه وهو علي ظهر حصان ، تعقيباً علي عاصفة رعدية أثناء عودته إلى الجامعة من منزل أهله ، بالرغم من أنه هو نفسه مصدر الحكاية ، هي أسطورة جميلة ككل الأساطير ، فكل ما حدث بعد ذلك يؤكد أنه انخرط في الرهبنة من أجل أن يطعن المسيحية في مركزها عن عمد ،،
لقد كانت قوانينه الإصلاحية هي نقطة انطلاق كرة الثلج العصبية التي ظلت تكبر كلما تقدمت في العمر حتي دهمت الكنيسة الكاثوليكية ، وحتي تحولت الكنيسة بفضلها ، وبفضل منظومة من أحداث أخري ، إلي مجرد دار مناسبات ، يقيم المسيحيون بها أفراحهم ومآتمهم وهم يسخرون من الداخل تلك السخرية السائلة من تلك الطقوس القديمة ، ويتندرون سراً بخراف “البابا” من الرهبان ..
من الجدير بالذكر أن “البروتستانتية” هي أول طائفة من الطوائف المسيحية التي تبنت العطف علي اليهود ، واعتبرت “العهد الجديد” الذي هو تعاليم “يسوع” هو مجرد استئناف لـ “العهد القديم” الذي هو اليهودية !!
لماذا أعتبرُ “البروستانتية” إحدي أهم جولات المعركة بين الماسونية والكنيسة ، ربما يتضح هذا بعد قليل ..
وأضيف أيضاً ما هو منوط بإحداث صدمة أشد فداحة ،،
لا شك أن الغنوصية ، تلك الرؤية المبكرة للمسيحية في ضوء اعتبرته الكنيسة القويمة إلحاداً وهرطقة ، هي إحدي مكائد الماسونية المبكرة ، كما أن الإسلام ، وهو النسخة الصحراوية من الغنوصية ، والتي استعارت الكثير من تعاليم أحد أهم معلمي الغنوصية وهو “أريوس المصريِّ” ، ومصر دائما عند كل شئ ، هو أيضاً مكيدة من مكائد الماسونية !!
ولا يحتاج المرء أن يسترخي فوق معجزة ليجد تعريفاً للماسونية ، فهي ببساطة الحدث المحرض ، بتصرفات مرتفعة ، لفعل الخروج من رتابة السماء والفكاك من اختباراتها اللامنطقية ..
مع ذلك ، فإنني أري أن هذا التعريف ليس كافياً بالنسبة للذين تعودوا أن يفسروا الماء بالماء ، لذلك سوف أرقص قليلاً حول الماسونية في التاريخ بحكم شهرة الرقص في إرضاء قلوب أصحاب الحد الأدني !!
الماسونية معناها الحرفي “البناؤون الأحرار” أو “المهندسون” ، أو “الهندسة” ، ويذهب الكثيرون أن اختيار هذا الاسم تحديداً لم يكن اعتباطياً وإنما ينطوي علي رمز “مهندس الكون الأعظم” الذي هو الله وفقاً لقناعاتهم ،،
يذهب الكثيرون أيضاً إلي أن هذا الاسم تزيينٌ لذكري “أحيرام أبي” ، الذي هو نفسه “أحيرام بن الأرملة” ، المهندس الذي صمم “هيكل سليمان” ..
وهي منظمة أخوية عالمية يتقاسم أفرادها عقائد وأفكار واحدة فيما يخص تفسير الحياة والإيمان بعدم وجود إله ضالع في السماء وفي شئون الإنسان ، وهي منظمة سرية تنطوي علي الكثير من الطقوس الغامضة ،،
يؤيد كل هذه التخمينات كون “الفرجار” من أشهر رموزهم علي الإطلاق ،،
كما هناك عادة حرف G”” بين الزاوية القائمة والفرجار، ويختلف المهتمون بلغة الرموز في تفسيره ، إذ يفسره البعض بأنه الحرف الأول لكلمة الخالق الأعظم
“God”
أو “الإله”، ويعتقد البعض الآخر أنه أول حرف من كلمة هندسة
“Geometry”
، حين يعتقد البعض أنه يمثل كوكب الزهرة الذي يمثل في الماسونية العضو الذكريَّ عند الرجل ،،
ويذهب الكثيرون ، وأوقِّع هنا انحيازي إلي جانب هؤلاء ، إلى تأويل أكثر عمقاً ويرون أن حرف
“G”
يرمز إلي الحرف الأول من كلمة
“Gematria”
، وهي الـ “32” قانوناً التي وضعها أحبار اليهود لتفسير التوراة في سنة “200” قبل الميلاد !!
وما زال الجدل مشتعلاً حول متي نشأت الماسونية ،،
يري الكثيرون أن الماسونية مصرية الجذور ، نشأت في ظلال المعابد والأهرامات ،،
ويذهب آخرون إلي أنها ولدت خلال بناء “هيكل سليمان”علي يد الملك “سليمان” نفسه ، و ” أحيرام ابن الأرملة” ، و ” أحيرام ملك صور” الذي أمد “سليمان” – وهذه هي الحقيقة المؤكدة لا كما تتحدث الأساطير عن الجن والريح والهدهد – بأشجار الأرز والأيدي العاملة من “لبنان” ..
ويدعي المناصرون لهذا الاقتراح بأنه عند بناء الهيكل ، تم تقسيم البنائين إلى ثلاث طبقات ، “المتمرنين” ، “أبناء المهنة” ، و “الأساتذة” ، وتضم طبقة الأساتذة ثلاثة ، سليمان ، أحيرام ملك صور ، أحيرام ابن الأرملة ، ويضيفون :
قبل الفراغ من بناء المعبد تآمر بعض الأشخاص من “أبناء المهنة” علي الرغبة في اكتشاف أسرار الأساتذة ، وقرروا أن يعدوا كميناً لـ”أحيرام ابن الأرملة” عند باب المعبد ، ولكن تراجع بعضهم في اللحظات الأخيرة ، وأصر علي استكمال المؤامرة ثلاثة ، وهم الذين قاموا بتنفيذها ..
لقد طلبوا في البداية من “أحيرام” أن يفشي لهم أسرار الأساتذة ، وهددوه بالقتل ، وعندما رفض إفشاء الأسرار قتلوه بثلاث ضربات على الرأس ، ضربة من كل واحد منهم ، ثم حملوا جثته ودفنوها خارج “الهيكل” في جبل “موريا” ، ثم تفرق “البناؤون” بعد الانتهاء من بناء “هيكل سليمان” ، فذهب بعضهم إلى أوروبا ، وذهب بعضهم إلي روما ، حيث أنشأوا جمعية الصناع الرومانية التي نقلت نظمها ورسومها فيما بعد إلى جمعيات الصناع في إنجلترا وفرنسا وألمانيا في العصور الوسطى ،،
وهذه رواية تقف علي حافة الخلق الشهيرة ولا يعول عليها ونُسِجت في عهد متأخر بالتأكيد الزائد عن الحد !!
فيما يذهب القلائل إلي أن الماسونية ولدت في أثناء الحروب الصليبية ،،
ويقول المنحازون إلي هذا الاقتراح الممتلئ بأنها نشأت في عهد “بلدوين الأول” ، حيث اجتمع الفارس الفرنسي “هيودي باين” وثمانية من الفرسان ، وأقسموا فيما بينهم على تشكيل جمعية تهدف إلى حماية الحجيج المسيحيين وحراستهم من مباغتات المسلمين من الساحل وحتى المدينة المقدسة ،،
وعندما علم “بلدوين” بهذه الجمعية منحهم داراً قريبة مما عرف عندهم “بهيكل سليمان” ، وهنا ، وهنا تحديداً ، يكمن الحجر الذي بني عليه “دان براون” روايته الذائعة الصيت “شيفرة دافنشي” !!
فإن من المؤكد أن “فرسان الهيكل” قاموا ، لسبب ما ، بحفائر تحت الهيكل ، كما من المؤكد أنهم عثروا علي شئ دفعهم إلي الهرطقة والعداء الشديد للمسيحية وصل إلي حد جعل من أهم طقوسهم هو التبول علي تمثال يرمز إلي “يسوع” ، ماذا عرفوا ، لا أحد يدري علي وجه الدقة ..
كما ذهب بعض الذين يضحّون بالحقيقة في سبيل الثرثرة الفارغة أنها نشأت تعقيباً علي رسائل “إخوان الصفا” ، وهي جمعية سرية نشأت في العراق في القرن الرابع للهجرة ، كتب أعضاؤها رسائلها الاثنتين والخمسين في كل ألوان العلوم !!
وثمة من يتهم الملك “هيردوس أجريبا” ومستشاريه “أحيرام أبيود”، و”مؤاب لافي” ، بأنهم الآباء الأوائل للماسونية ، وأنهم أنشأوا جمعية سرية للتخلص من أتباع “يسوع” ، ترهلت أطرافها فيما بعد ليتناثر غبارها علي الكون من القطب إلي القطب ،،
غير أن تماهي اسم “أحيرام أبيود” مع اسم ” أحيرام أبي ” الضالع في رواية سابقة يعصف بهذا الاقتراح من الجذور وحتي الأطراف ..
وإذا كنت أظن أن الماسونية مصرية الجذور ، فلأن ذلك علي الأرجح هو ما قد حدث !!
وما أكثر الأشياء التي تدفعني إلي هذا الظن الذي يلامس اليقين ،،
فـ”الهرم” من أشهر رموزهم علي الإطلاق ،،
كما أن العين الواحدة وهي من أشهر الرموز الماسونية أيضاً ، هي عين “إيزيس” ، بطلة إحدي أشهر الأساطير الفرعونية ، وهي الأسطورة التي تحللت علي يد الماسونيِّ الممتاز “موزارت” إلي أوبرا “النايات الساحرة” ..
لابد أن هذا الأسطورة لم تتسرب إلي إيقاعات وحي “موزارت” من قبيل الصدفة ، وهي بالتأكيد صدي لذكري ماسونية سحيقة كان يتردد في أعماقه لحظة إبداعها !!
وأزيدكم من الشعر بيتاً ،،
في عام “1923” كتب “جيمس أندرسون” دستور الماسونية ، وهو ماسونيٌّ بدأ حياته كناشط في كنيسة إسكتلندا ، وقام “بنجامين فرانكلين” ، أحد أهم مؤسسي الولايات المتحدة الأمريكية ، وأحد الموقعين علي دستورها ، حتي أنه أوشك أن يصبح ، بدلاً من صديقه الماسونيِّ أيضاً “جورج واشنطن” أول رئيس لها ، قام بعد “11” سنة بإعادة طبع هذا الدستور بعد انتخابه زعيماً للمنظمة الماسونية في فرع “بنسلفانيا” ،،
لقد حمل معهم المهاجرون الأوائل من الأنجليز و الأسكتلنديين تحديداً ، كعادة المهاجرين دائماً ، آلآمهم وعاداتهم وعقائدهم إلي العالم الجديد ، فكانت هذه هي الموجة العارية التي ضربت فيما بعد سواحل بعيدة ، وأصبحت بفضلها أمريكا أعظم قوة في تاريخ الإنسانية ،،
من الجدير بالذكر أن النسخة الأصلية للدستور الماسوني الذي كتبه “أندرسون” ، وأعاد طبعه “فرانكلين” كانت عبارة عن “40” صفحة من تاريخ الماسونية من عهد آدم ، نوح ، إبراهيم ، موسى ، سليمان ، نبوخذ نصر، يوليوس قيصر، إلى الملك “جيمس الأول” ملك “إنجلترا” ، وكان في الدستور وصف تفصيلي لعجائب الدنيا السبعة ويعتبرها إنجازات لعلم الهندسة ، وعلي رأسها “أهرامات مصر” !!
كما يشير الدستور إلى أن الماسونية بشكلها الحديث هي امتداد للعهد القديم من الكتاب المقدس ، وأن اليهود الذين غادروا “مصر” مع “موسى” عمَّروا أول مملكة للماسونيين ، وأن “موسى” كان الخبير الماسوني الأعظم !!
من أطرف ما جاء في دستور “أندرسون” هذا قوله :
“إن الماسوني كان يلقن أن ألا يكون كافراً عبثاً ، وألا يكون مفكراً حراً غير متدين ، وأن يحترم السلطات المدنية ، وألا يشترك في الحركات السياسية”
بصرف النظر عن قوله “ألا يشترك في الحركات السياسية ” فهو هراء كانت تقتضيه سرية المنظمة في ذلك الوقت وغموض مقاصدها ،،
وليس أدل علي هذا من أنه حدث بعد أن ترهلت الحركة وانضوي تحت مظلتها كتلة حرجة من الأعضاء ، وفاجأ “لاف أريدج” العالم وأعلن في مؤتمر الماسونية سنة “1865 م” في مدينة “أليتش” في جموع من المراهقين الألمان والإسبان والروس والإنجليز والفرنسيين قائلاً :
” يجب أن يتغلب الإنسان على الإله وأن يعلن الحرب عليه وأن يخرق السموات ويمزقها كالأوراق ” ،،
ويعجبني قوله : “ألا يكون كافراً عبثاً” ، كأنه يعني أن إتقان الكفر واجب علي الماسونيِّ التقيِّ ، وكأنه يقول كما نقول نحن الآن ببساطة : “طالما هيخش النار هيخش النار ، ميكونش كافر ع الفاضي” !!
أيضاً ، يقول الحاخام “لاكويز” :
“الماسونية يهودية في تاريخها ودرجاتها وتعاليمها وكلمات السر فيها وفي إيضاحاتها ، يهودية من البداية إلى النهاية”
وهذا وحده كاف للتأكيد علي كونها مصرية ، ذلك أن ثقافة اليهود ثقافة فرعونية بلا مراء ، حتي أن بعض المزامير في كتابهم المقدس تتحد حرفياً ببعض ما كان يناجي به “اخناتون” ، الموحِّد السابق لأوانه ، الإله “آتون” !!
ما يمكن أن يقال عن الماسونية أكبر حجماً من أن يسجن في مقال ، فضلاً عن كتاب ، بل كتب ،،
فقط ، لكي أكمل دوائر كلامي هذا يجب أن أتحدث عن بعض أشهر الماسونيين في العالم ، وبعض الماسونيين المحليين أيضاً ، وأعرف أن مجرد ذكر بعض هؤلاء الممتازين يكفي لتفتيت كل ما يقال من كلام مرسل عن الماسونية إلي شكوك ، ذلك أنه من غير المعقول أن تكون الماسونية بكل هذا السوء الذي يرجمها أصحاب الحد الأدني به ، ويكون من المنتمين لهذه “الديانة” في الوقت نفسه رجالٌ غيروا مسار التاريخ إلي الأفضل ، بالإضافة إلي من سبق ذكرهم ، مثل :
فولتير “فيلسوف فرنسا العظيم” ، ليوناردو دافينشي ، جان جاك روسو “الفيلسوف العظيم “، لوي أرمسترونغ “عازف الجاز” ، فريدريك بارثولدي “مصمم تمثال الحرية” ، سيمون بوليفار “محرر أميركا الجنوبية” ، فايكاونت بينيت “رئيس وزراء كندا الأسبق” ، روبرت بوردون “رئيس وزراء كندا الأسبق” ، جيمس بوكانان “الرئيس الأميركي الأسبق” ، روبرت بيرنز “شاعر اسكتلندا الوطني” ، ونستون تشرشل “رئيس وزراء بريطانيا العظمي خلال أشد لحظات تاريخها حرجاً” ، أندريه سيتروين “رائد سيارات سيتروين” ، والت ديزني الشهير ، آرثر دويل “مؤلف شارلوك هولمز” ، كازانوفا “المغامر الإيطالي” ، إدوين دريك “رائد صناعة النفط”، أونري جون دونانت “مؤسس الصليب الأحمر” ، بوب دول “مرشح الرئاسة الأميركي سابقاً” ، مارك توين “الكاتب الأميركي” ، أليكساندر فليمنج “مخترع البنسلين” ، جيرالد فورد “الرئيس الأميركي الأسبق” ، كلارك جيبل “الممثل الأميركي الشهير ، بطل فيلم : ذهب مع الريح ” ، إجناس جوزيف جيوتين “مخترع المقصلة” ، كينج جيليت “رائد ماكينات جيليت” ، بنجامين فرنكلين ، جيمس غارفيلد “الرئيس الأميركي الأسبق” ، بوب هوب “الممثل الكوميدي الأميركي” ، تشارلز هيلتون “رائد فنادق هيلتون” ، وورين هاردينغ “الرئيس الأميركي الأسبق” ، جيمس نيزميت “مخترع كرة السلة” ، توماس ليبتون “رائد شاي ليبتون” ، ألكساندر بوشكين “الشاعر الروسي الراحل” ، وولفغانغ موتزارت ” الموسيقي الشهير” ، ملفين جونز “مؤسس أندية ليونز” ، ديفيد صارنوف “الأب الروحيّ للتليفزيون” ، أوسكار وايلد “الشاعر الأيرلندي الجلل” ، جون سميث “ملحن النشيد الوطني الأميركي” ، فرانسيس اسكوت كي “مؤلف النشيد الوطني الأميركي” ، جون ماكدونالد “رئيس وزراء كندا الأسبق” ، بيتر سيلرز “نجم هوليود الشهير” ، لوويل توماس “مكتشف لورانس العرب” ، ورؤساء أمريكا السابقين ، أندرو جاكسون ، أندرو جونسون ، وليام ماكينلي ، جيمس مونرو ، جيمس بولك ، فرانكلين روزفلت ، وليام تافت ، ثيدور روزفلت ، هاري ترومان ، جورج واشنطن ..
غيض من فيض ، والذين ما زالوا في طيِّ الكتمان بالتأكيد أعظم !!
ومحلياً ،،
“جمال الدين الأفغاني” ، والإمام “محمد عبده” و “قاسم أمين” و “سعد زغلول” متضمنين فيه ، واللبنانيّ “جورجي زيدان” ، المؤرخ والأديب ومؤلف أول كتاب خارج الكتب المدرسية سعدت بقراءته ، كتاب ” أبو مسلم الخراساني ” ، و “إبراهيم اليازجي” الشاعر اللبنانيُّ الذي فقد أعصابه في وقت مبكر ، وكتب قصيدة يقول فيها :
الخيرُ كلُّ الخير في هدم الجوامع والكنائسْ /
والشرُّ كل الشرِّ ما بين العمائم والقلانسْ /
ما هم رجالُ الله فيكم ، بل هم القومُ الأبالسْ /
يمشون بين ظهوركم ، تحت القلانس والطيالس ..
ولقد صدق ..
لماذا يسئ الناس فهم الماسونية إذاً ؟!
هل من الممكن أن تكون كل هذه العقول التي فوق العقول قد ضلت الطريق ؟!!
هي كالبوذية ، صدمة ميسرة لا أكثر ، ولكنها لا تقيم للخيال الذي تتمتع به البوذية وزناً ، فهي ديانة الواقعية بكل فيضها وأسرارها ..
<