الليبرالية السعودية ليست الا أداة سياسية حكومية كالإسلام للإستفادة منها في تثبيت اساس النظام

من خلال خبرة قصيرة متواضعة واختلاط مع الليبراليين في السعوديّة امتدت حوالي ثمان سنوات، استطيع ان اقول ان الليبرالية السعودية ليست الا مؤسسة حكومية على غرار المؤسسة الدينية .. سيقول البعض كيف؟ كيف تزعم هذا يا فكر والدولة تدعم التيار الديني بالمال والإعلام والمنابر وكل شيء ، ولكن حقيقة ان الليبرالية السعودية ليست الا أدات سياسية حكومية كالإسلام للإستفادة منها في تثبيت اساس النظام .الحكومة تحتاج لليبرالية لمقاومة اي اختلال وتوازن شعبي تجاهها لصالح الإسلاميين والدليل ان المؤسستين الليبرالية والدينية تتمسحان بالحاكم ، فالمشائخ اليوم لا يتحدثون عن الفساد والظلم علنا اذ يعتبرونه خروج على الحاكم وتحريض ضد ولاة الأمر ، والليبراليين (وعرفتهم بنفسي وكُتاب كُثر وصحفيين) يكفرون بحرية التعبير اذا مسّت الحاكم والنظام بل ان صحفيين امتنعوا عن المشاركة بمواقع ليبرالية لأنها تنتقد الحكومة ويعتبرون ان ليبراليتهم بضوابط دينية ووطنيّة (مضحك حقاً)، لذلك الحكومة تقوم بإشغال التيارين وضربهم ببعض واشغالهم بصراعات قمّة بالتفاهه مفتعلة حول هوامش لا هدف منها كل هذا لأجل الحفاظ على سياق إطارها الذي تعمل فيه المؤسستين لصالح الحكومة.ومن الطرائف ان كبار الليبراليين وحاملي لواء حريّة التعبير والرأي انتفضوا ضد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ سعد الشتري عند انتقاده الملك بطريقة غير مباشرة حتى طالبوا بإقالته، وتمّت إقالته ومنعه من الظهور بالقنوات الرسميّة لأن الشثري الإسلامي مس النظام بطريقة غير مباشرة فكان من الواجب على الخطّة الحكومية تحريض الليبراليين ضدّه … والمضحك أكثر ان جمال خاشقجي قال ان الشثري جزء من الحكومة ولا يحق ان ينتقدها واعتبره خطرا عليها وقرار ابعاده من هيئة كبار العلماء صائب!، خاشقجي ليبرالي ولكن تابع للحكومة التي تريد ان تعمل توازن لصالحها من كل الجهتين وهذا من ذكاءها طبعاً فقد استعملت خاشقجي و 80% من الصحفيين الليبراليين لصالحها ضد الشثري، لكن لو فكّر خاشقجي ان ينتقد الحكومة ستسعمل الحكومة الاسلاميين والمشائخ ضدّه لا بل الإسلام لصالحها ليُصبح خاشقجي مذنباً خارجي مثيرا للفتنه والخروج على ولاة الأمر وبالتالي يستحق العقوبة والسجن!
الليبرالية بالسعودية حاله صحيّة لا بأس بها ولكن يجب ان نقول الحق كما نراه ان الليبرالية السعودية هزيلة جداً جداً لأنها مرتبطة بالنظام كمؤسستها الدينية فالطرفان يفتقران لحرية التعبير السياسية وغيرها