ربما أننا لو أقمنا سبرا احصائيا في العالم حول جمهورية (كازخستان ) لكانت الغالبية العظم عالميا تعرف عنها أنها كانت اقاعدة لإطلاق الصواريخ التي تحمل الأقمار الصناعية السوفيتية إلى القمر… وأن من يعرف أكثر عنها يعتبرها الجمهورية الأكبر مساحة جغرافية بعد روسيا ، رغم قلة سكانها حوالي (16 مليون ) …….
منذ أيام اتصل بنا أصدقاء محترمون يستشيرونا بذهابهم إلى مؤتمر في كازاخستان، وأنهم لا يعرفون حقيقة توجهات السياسة الخارجية لهذه الدولة (كازاخستان)، هل هي مستقلة عن السياسية الروسية (الامبريالية الشائخة المتصابية !!!) سيما أن رئيسها الراهن (باييف) يبرهن على أنه سليل مدرسة الأسرة السوفيتية –الروسية الذين يطمحون في الحكم إلى الأبد، فهو يحكم كازاخستا منذ ربع قرن !!!
ولهذا اتفقنا مع الأصدقاء على أن تكون الاستجابة لهذه الدعوة منوطة بمعرفة السياسة الخارجية الكازاخانية أن كانت متناغمة مع المافيا البوتينية ، أم مع ميراثها الثقافي القومي والتاريخي التركي ، فإذا كانت هذه الدعوة تأتي من البوابة التركية الصديقة لثورة الشعب السوري، فينبغي أن لا نتردد في دعمها !!!
لكن المفاجأة أن راعية الاشراف والتنسيق لهذا المؤتمر هي سيدة سورية ملاحقة من القضاء الفرنسي بتجارة تزوير جوازات سفر سورية ووثائق فرنسية لبيع الإقامة في فرنسا..بالتعاون مع رئيس حزبها ( حركة المجتمع التعددي) وهو رجل مخابرات سورية كلف بالانشقاق عن المخابرات الأسدية ، ليقوم بتشكيل إطار سياسي أقلوي (باسم التعددية ) ( يجمع بعضا من اقليات المسيحيين التابعين للمخابرات الغربية، والعلويين (المنشقين ظاهريا عن الأسدية والأكراد الترك العلويين من البيكيكي العملاء ) حيث توحد الجميع معركتهم مع الأكثرية المجتمعية السورية …المسلمون العرب السنة ..
وذلك عبر الهجوم والتشنيع على الاسلام السني الأكثري والمسلمين بالنيل من “الههم” على لسان قائدتهم المسيحية ذات الجذور السياسية الأسدية (الرفعتية ) ، حيث الهجوم ليس على التطرف في فهم المغالين المسلمين لدينهم والههم …وذلك عبر برنامج سياسيا معادي (مطلقا لتركيا كأمة وليس كسياسية )، بحدة تنافس عداوة وكره (العلويين والأكراد البكيين )، وبعض مرتزقة البعث الحثالي المخابراتي في أوساط بعض المسيحيين المرتزقة الذين يصلون في ارتزاقيتهم المنحطة أن يكونوا عملاء لإيران وولاية الفقيه رغم مسيحيتهم …حيث لا نفهم أين وجه الصلة بين السيد المسيح و الملالي …
ولا أعرف أين هي مصلحة الغرب في تشجيع مثل هؤلاء الحثالات من المتطرفين الأقليات (المسيحية –العلوية ) بوصفها ردا على (داعش ) … في حين أن مثل هذه التيارات تأتي لتعطي برهانا واثباتا على فكرة داعش بأن الحرب مع العالم هي حرب مع الغرب الصليبي، ،سيما عندما يخرج إعلامي لبناني على محطة الجزيرة ليقول أنه سيحرر بلاد الشام من العروبة والاسلام ويعيد العرب إلى الجزيرة العربية …..وتؤيده بهذا الرأي السيدة رئيسة الوفد إلى كازاخستان …بأنها ستدفن الاسلام تحت رمال الجزيرة العربية الحارة ، حيث هو موطن العرب والمسلمين الأصلي كما يدعو حليفها البيكيكي الكردي التركي، إلى طرد العرب السوريين من بلادهم ليذهبوا إلى أرض أجدادهم جزيرة العرب، بينما سوريا هي ارض الأجداد الأكراد ..
هذه السيدة التي تستخدمها المخابرات الروسية، تعرف السلطات الفرنسية –كما يعرف السوريون- أنها كانت عميلة لرفعت الأسد وهي لا تخجل من ذلك ولا تنكر ،وأنها يلاحقها القضاء الفرنسي بتزوير (الوثائق ) … لا نعرف ما هي مصلحة فرنسا أن تدعم سيدة متبرجة منحلة مستهترة بقيم شعبها ووطنها (دينيا وأخلاقيا ) لاحتلال مواقع قيادية في المعارضة السورية التي يذبح شعبها ليل نهار، وهي التي تهين وتزدري (إله المسلمين ) بذريعة أنه إله داعش، وهو إلى ذكوري يتعارض مع دعوتها للاباحية الجنسية وازدراء العذراوية، متفقة مع رفيقها الطائفي الأمني (المنشق ) الذي يقول ملهمه القومي وأستاذ رئيسهم (حافظ أسد) أن إزالة العذراوية لا تعدو أن تكون وخزة خفيفة كوخزة الابرة التي لا تترك أثرا في الجسم العضوي للمرأة ، وليس مهما الجسم القيمي والأخلاقي بالنسبة لمؤسس حز بالبعث ( وهيب الغانم) …
الفرنسيون لا يزالون يؤيدون ويدعمون نكرات متمردة على ثقافة شعوبها تحديا للدين والجنس، أكثر من حماسهم للمتمردين على على الطغيان من أجل الحرية ….سيما أن هذه الإهانة المعنوية (الدينية والطائفية ) عندما تأتي من شخص خارج الطائفة المهانة يأخذ طابع حرب الهويات الطائفية القاتلة ..بل إن موظفي المخابرات السورية الموالين المنشقين (إعلاميا ) عن النظام ككل….يهللون لرئيستهم ليس بوصفها مكتشفة (أعياد إزالة العذراوية ) فقط، بل لأنها مكتشفة الفكرة العبقرية (السلمية ) في أنه يمكن تشكيل حكومة وحدة وطنية تحت ظل قيادة الأسد، سابقة ذلك الغرب وكل المعارضات الرسمية بما فيها الإئتلاف ,…وذلك مما يتناقض حتى اليوم –فيما نعرف- مع موقف الدولة الفرنسية.المعلن …أن بقاء الأسد ليس جزءا من الحل بل هو جزء من المشكلة التي لا يمكن حلها إلا برحيله