شبكة البصرة
بقلم محمد مسيليني
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هل هناك في السنة النبوية ما يدل على وجود لباس شرعي إسلامي للرجل والمرأة لكل زمان ومكان؟
هل حدد الإسلام مظهرا للرجال والنساء؟
هل الجلباب واللحية وشكلها وحلق الشارب من ثوابت الإسلام؟
هل يجب أن يكون كل الناس رجلا ونساءا على نفس الشكل والمظهر حتى يكونون مسلمين ولا يخالفون شرع الله وسنة رسوله الأكرم؟
هل القول بان هذا اللباس لباس شرعي وان اللحية سنة مؤكدة لا يضع كل من لا يلتزم بها خارج الديانة الإسلامية وهو نوع من التكفير؟
لماذا تطرح هذه القضايا ألان وبقوة زمن تراجع المشروع الوطني والقومي في الوطن العربي؟
حركات الإسلام السياسي في الوطن العربي تجعل من المظهر واللباس والشكل احد أهم أسلوب دعايتها وخطابها الديني والسياسي بل إنها تزايد على بعضها البعض بما تصدره من فتاوى وما تطرحه من حلول في هذا المجال. الحجاب والحجاب الشرعي والنقاب وغطاء الوجه واليدين وضرورة لبس الجلباب للمرأة وتحريم لبس السروال للمرأة. الرجل أيضا شملته الاسلمة على طريقة الحركات فانتشر لبس الجلابيب على الطريقة الأفغانية وقصر القمصان وأطلقت اللحي وحلقت الشوارب ووضع غطاء الرأس وازداد الجدل حول هذا الموضوع وقد برعت الحركات الدينية في ممارسة الخطاب المزدوج وخاصة حركة الإخوان المسلمين التي تمثلها حركة النهضة في تونس بين ما هو معلن للعموم وفي وسائل الإعلام وبين ما يروج في حلقات التكوين والاستقطاب الداخلي والدعاية وعلى المنابر.
حركات الإسلام السياسي وشيوخ فتاوى القرون الوسطى يعملون ليلا نهارا على إقناع المجتمع العربي وخاصة شريحة الشباب منه بموضوع الخمار والمظهر وغيره مستغلين في ذلك عمق الشعور الديني في مجتمعنا ومعتمدين على المساجد والمنابر وما يتوفر من عدد لا يحصى من القنوات التلفزية ومن أموال طائلة للدعاية والإنفاق.
لمناقشة هذا الموضوع وتفنيد ما يروج من دعاية وكذب مفضوح حول ديننا الحنيف لا بد من العودة للقران الكريم والسيرة النبوية لتبيان الحق من الباطل في مسالة الخمار واللحية والنقاب وغيرها ولكن قبل ذلك لا بد من التذكير ببعض النقاط الهامة
1- ان ما كان يرتديه الرسول صلى الله عليه وسلم ومن عاشره من نساء ورجال كان ينسجم وطبيعة المكان الذي عاشوا فيه وهو ذو طبيعة صحراوية حارة وقد وجدوا عليه آباءهم وتوارثوه جيل بعد جيل كما ان إطلاق اللحية لم يكن ظاهرة عند الجماعة المسلمة بل كان كل سكان مكة والمدينة وما حولها يطلقون لحيهم. لم تذكر كتب التاريخ ان الرسول الأكرم قد أطلق لحيته بعد الرسالة او انه كان يحلقها قبلها وهو ما يعني ان الدين لم يهتم كثيرا بمظهر الناس بل تركهم في الغالب على ما هم عليه. إطلاق اللحية إذا ليس من الدين بل من العادة وكل هذه الفتاوى التي تملا الكتب والمجالس والخطب حول اللحية سنة مؤكدة لا قيمة دينية ولا علمية لها إطلاقا
2- ان لباس النساء كالرجال كان أيضا متوارثا ومرتبطا بالمكان والزمان ولا يعقل أن نتصور أن امرأة في مكة أو في المدينة وما حولها كانت ترتدي في القرن الأول للهجرة سروالا او لباسا فاضحا او غيره. طبيعة المكان والزمان تفرض نوع من اللباس للنساء والرجال توارثوه جيل بعد جيل من أهمه ستر الجسد وغطاء الرأس ولم تسجل كتب التاريخ فرقا بين ما كانت ترتديه نساء المسلمين وبين لباس هند وهي تشق بطن حمزة ابن عبد المطلب وتأكل من كبده كما لم تذكر كتب التاريخ ان لباس ذات النطاقين مثلا قد تغير بعد إسلامها. قد يحتج البعض بتبرج الجاهلية الأولى التي جاء ذكرها في القران الكريم وسنناقش هذه المسالة لاحقا
3- يقولون ان إطلاق اللحية سنة مؤكدة لعدم التشبه بالنساء و للتمايز مع الغير و نسال الجماعة هل أبو لهب و أبو سفيان و كل الرهبان و الغربيين الذين يطلقون لحيهم يلتزمون السنة الحميدة ام ان موضوع التميز على الكفار لا معنى له و انها مجرد عادة مرتبطة بالزمان و المكان و السلوك الشخصي للإنسان و لا دخل في الدين في الموضوع. الأمر ذاته ينطبق على خمار المرأة و لباسها فنرى الأخوات في الكنيسة و في كل المعابد ترتدين منذ قديم الزمن و حتى قبل الإسلام ما يقال لنا اليوم بأنه لباس المرأة الشرعي و لا اعتقد أن المسيحية قد حرفت كلها و لم يبقى منها غير لباس المرأة كما ان الكثير من النساء من الشعوب و الديانات الأخرى من غير المسلمين و المسيحيين تلتزم غطاء الرأس و لباس الاحتشام دون ان تعرف عن الإسلام شيء
لم يرد في القران الكريم ما يدل على وجوب إطلاق اللحية أو الاعتناء بها او حلقها و لا أيضا عن مظهر الرجال و لباسهم و هو أمر طبيعي و منطقي لان هذه الأشياء مرتبطة بسلوك الأفراد و قناعاتهم على اختلاف أزمانهم و دياناتهم و أماكنهم. لو ضبط القران الكريم شكل و نمط لباس و مظهر المسلمين لكان من المستحيل عليهم التأقلم مع الشعوب و الأمصار التي فتحوها و دخل جل او بعض أهلها الدين الإسلامي فلا يعقل ان يكون لباس سكان الصحراء مثل لباس سكان المناطق الثلجية الباردة. لقد رأينا كيف تعامل المسلمون الفاتحون مع الشعوب التي اختلطوا بها فلم يعملوا على تغيير كل شيء في حياتهم بل كانوا حريصين على عدم المساس بتقاليد هذه الشعوب ما لم تتعارض مع الإسلام و قد أوضحنا في مناسبات سابقة كيف كان أمير المؤمنين يوصي قادة الفاتحين باحترام الشعوب فلم تذكر كتب التاريخ أن الذين فتحوا مصر و بلاد الشام و بلاد المغرب و الأندلس قد غيروا في هذه البلاد شيئا بل ان كل من أراد البقاء على دينه الذي كان عليه قبل الفتح الإسلامي كان له ذلك و اعتبر مواطنا ضمن الدولة الجديدة. هل يعقل أن نسمح للناس برفض الدين الإسلامي أصلا و نفرض على من اعتنقه شكل اللباس و المظهر انه أمر غير منطقي و غير عاقل و حاشا الإسلام الحنيف ان يتدخل في هذا الشأن. اختلف الناس منذ القديم حول موضوع اللحية و كان مرجعهم الأساسي حديث مروي عن الرسول صلى الله عليه و سلم يؤكد على عدم التشبه بالكفار و بعيدا عن البحث في صحة الحديث من عدمه نعتقد ان المسيحيين و اليهود و أصحاب الديانات الوضعية مثل الهندوس و غيرهم و كذلك الملاحدة يطلقون لحيهم و يهتمون بها و كان الأمر كذلك منذ القدم فكيف لا نتشبه بهم في موضوع اللحية. عموما حتى إذا كان لهذا الموضوع أهمية زمن الرسول صلى الله عليه و سلم فلا نعتقد ان طرحه بهذه الحدة و هذا الاهتمام الآن فيه فائدة للعباد و للدين. اذا كان موضوع الشكل و اللحية و اللباس له هذه الأهمية الدينية لكان نزل فيه قول واضح و جلي في القران الكريم حتى لا يختلف حوله الناس كما هو الشأن في العديد من الأمور الأخرى التي نزلت فيها أحكام واضحة و بينة مثل الزواج و الإرث و غيرها. سيقول البعض أن الحديث متمم للقران و شارح له و هذا كلام حق يراد به باطل و سنعود له في مناسبات أخرى بإذن الله.
الموضوع الثاني الذي تركز عليه حركات الإسلام السياسي يتعلق بلباس المرأة و مظهرها و ان اختلفوا فيما بينهم في بعض التفاصيل من خمار و خمار شرعي و نقاب وبرقع و غيره. أهم الآيات التي تطرق فيها القران الكريم للباس المرأة و شكلها و التي يحتج بها دعاة الإسلام السياسي و من والاهم هي :
1- يقول تعالى “وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ على جيوبهن وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” النور 31
2- “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا” الاحزاب 59
3- “والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن” النور 60
“المتطرفون” من الإسلاميين مثل جماعة السلفية يعتبرون هذه الآيات دعوة صريحة للباس النقاب و ما شابهه اما “المتفتحون” منهم من أمثال جماعة النهضة يعتبرونها حجة صريحة للبس الخمار و قاعدته الأساسية غطاء الرأس.
القواعد من النساء هن اللاتي بلغن سن انقطاع الحيض و ليس العجائز و الكل يدرك ان انقطاع العادة عند المرأة قد يكون في سن متقدمة اي بين 45 و 50 سنة من عمرها و حتى قبل هذه السن أي انه يمكن أن تحسب المرأة من القواعد و هي شابة و جذابة و تقوم بكل وظائف المرأة العادية باستثناء الإنجاب. الآية أكدت أن النساء القواعد اللاتي لا يرجون نكاحا لا جناح عليهن ان يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة و ان يستعففن خير لهن. و اللاتي لا يرجون نكاحا اي لا يرغبن في الزواج هن أيضا النساء الشابات القواعد الأتي قررنا عدم الزواج و التفرغ للأسرة و الأبناء و غيره و الأمر غير متوقف على العجائز اللاتي تجاوزن سن النكاح و ان كان ليس للنكاح سن معينة. هؤلاء نصحهن القران بعدم التبرج و لم يأمرهن بارتداء الحجاب او غيره “وان يستعففن خير لهن” هذه الآية ليس فيها إطلاقا ما يحدد شكل اللباس او مظهر المرأة و هي عبارة عن دعوة لعدم التبرج و عدم إبراز الزينة ما دمنا غير راغبات في النكاح. اذا كان جسم المرأة عورة بالكامل فان جسم القواعد من النساء و منهن الجميلات و المغريات عورة أيضا و لما كان الله سبحانه استثناهن من حكم “اللباس الشرعي” كما يدعي شيوخ فتاوى “النساء عورة”. الآية تدعو للاحتشام و العفة و هي دعوة جاءت بها كل الأديان بما فيها الوضعية و لان الإغراء قد يختلف من مكان إلى أخر و من زمان الى اخر فان الشعوب تختلف في حكمها على لباس الحشمة و العفة الذي يختلف من مكان الى اخر فالقبائل التي تعيش في بعض المناطق النائية لا ترى في تعري الرجال و النساء مشكلة و لا هي ظاهرة إغراء و لا احد يمكن ان يثبت ان هذه القبائل تتبادل الجنس دون ضوابط إنسانية آو أخلاقية و لم يثبت علميا ان نعود هذه الشعوب و القبائل على التعري قد حد من الرغبة الجنسية عند الرجال و النساء. إنها ببساطة عادة يتربى عليها الفرد و نحن في عاداتنا نميل الى لباس الحشمة للنساء و الرجال منذ القديم.
في الآية الثانية خاطب الله رسوله بقوله يا أيها النبيء قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا فيؤذين. هناك شبه إجماع على ان هذه الآية الكريمة تعني زوجات الرسول الأكرم و بناته و نساء المسلمين الحرائر المحصنات عندما يخرجن في امر ما فيكن في مأمن من تعرض الناس لهن في الأسواق اي عليهن ان يختلفن عن ألامات و غير المحصنات من النساء اللاتي غير معنيات بهذه الآية حسب اغلب المفسرين لها بل ان بعض الروايات تحدثت على ان عمر ابن الخطاب صادف امة في السوق ترتدي لباس المحصنات فجلدها حتى لا تتشبه بهن. و هنا لا بد من التأكيد على امرين هامين
1- ان الجلباب لا يعني غطاء الرأس إطلاقا و لا يوجد في الآية الكريمة ما يدل على ذلك و كل ما جاء حول هذا الموضوع أما أحاديث ضعيفة أو روايات عن بعض الناس لا سند شرعي لها و نحن نعتقد ان الله سبحانه لو كان يعتبر خروج المرأة حرام لأمر الرسول بمنع زوجاته و بناته من الخروج أصلا و هن اقرب الناس لتطبيق شرع الله بقربهن من الرسول الأكرم و لو كان لغطاء الرأس او الوجهة مكانة خاصة في لباس المرأة لجاءت الآية صريحة و ذاكرة لهذا الجزء من الجسم و لكن الأمر لم يكن كذلك لان من عادة النساء غطاء الرأس بطبيعة المنطقة من ناحية و كذلك لان القران الكريم لم يعتبر رأس المرأة أو شعرها عورة إطلاقا بل دعاها الى لباس الحشمة و العفة و عدم ابراز المفاتن و الزينة فقط من ناحية ثانية
2- اجماع المفسرين على ان الآية نزلت ليتبين الناس في الشوارع و الأسواق زوجات الرسول و بناته و نساء المؤمنين الحرائر المحصنات من بقية النساء و هو ما يعني ان بقية النساء من غير المحصنات غير معنيات بهذه الآية اي يمكن لهن الخروج للأسواق دون جلابيب و هو ما يسمح برؤية مفاتنهن و هو ما يطرح عندنا تساءل حول الفرق في الإغراء بين النساء في هذه الحالة.هل يعقل ان تكون المحصنة مغرية و جسمها جالب للإغراء أما الآمة فلا. طبعا الإسلام و القران الكريم يعامل النساء كلهن على قدم المساواة لا يفرق يبنهن و هذه الآية الكريمة جاءت في زوجات الرسول و بناته و نساء المؤمنين في عصره ليتميزن عن بقية نساء المدينة و يضعن جلابيب فوق لباسهن حتى يتعرف عليهم الناس فلا يتعرضن للاذاء و لكن كل نساء المدينة محصنات و غير محصنات و قواعد عليهن ارتداء لباس الحشمة و العفة و عدم التبرج و إبداء الزينة وفق متطلبات الزمان و المكان
في الآية الأولى هناك دعوة صريحة للعفة و الابتعاد عن كل ما يمكن ان يمس منها مثل الدعوة لحفظ الفرج و هو من العفة و الغض من البصر حتى لا يكون الإكثار منه و التركيز عليه وسيلة للإغراء غير انه لا يوجد في الآية ما يدل على غطاء الرأس و الشعر و الوجه و اليدين بل المطلوب غطاء الجيب و هو المنطقة الفاصلة بين الرقبة و الصدر حتى لا تكون المرأة متبرجة تبرج الجاهلية الأولى فتجلب لها الرجال و هي محصنة او غير محصنة لان الجنس ليس الأصل في العلاقة بين الرجل و المرأة بل هو جزء مهم من هذه العلاقة و قد جاء في القران الكريم ” وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمة” الأصل إذا هو المساكنة و المودة و الرحمة و ليست الممارسة الجنسية و إلا لكانت الزوجة منبوذة فترة الحيض و النفاس و المرض المانع للقيام بالواجب تجاه زوجها.
بعض القوم لجئوا الى بعض الأحاديث الضعيفة و الروايات لاثبات نمط من “اللباس الشرعي” يرتكز أساسا على غطاء الرأس وارتداء الجلابيب الافغانية حيث يقول بعضهم ان الرسول صلى الله عليه و سلم قال ان كل المرأة عورة الا هذا وهذا واشار الة وجهها وكفيها. ونحن نقول اذا كان ذلك كذلك لماذا لم يسمي سيدنا محمد الأشياء بمسمياتها ويقول لنا صراحة ان على نساء المسلمين ارتداء الجلابيب ولا يتركن غير مغطى شيء غير الوجه والكفين وهل كان عسيرا على الله سبحانه وتعالى ان ينزل أية صريحة وواضحة تبعد عنا التاويل والشبهات. ثم كيف لا يكون وجه المرأة عورة في حين تكون رجليها كذلك وفق هذا الحديث. أبريء ليس جمال المرأة وجهها وعينيها وشفتيها وهي في الغالب موضع الإغراء لمن يريد.
الإسلام أيها السادة الكرام بريء من إشكال اللباس التي ترون وكل ما يقال بدعة وتهريج وتخلف ذهني يراد به إغراق الأمة في جدل وقضايا لا علاقة لها بحياة العصر. نعم الإسلام دين عفة ووفاء وداعيا لها وداعما لالتزامها ومن مظاهر العفة لباس الاحترام والحشمة وليس لباس الكهنوت فمن حق أي سيدة ان ترتدي ما تراه مناسبا لها دون ان تكون مخالفة للقوانين والضوابط العامة ولكن ليس من حق أي احد أن يدعي أن هذا لباس شرعي أو إسلامي وغيره. لماذا تصر حركات الإسلام السياسي على شرعية شيء اسمه لباس وتجعل منه موضوع دعاية سياسية بناءا على اجتهادات في تفسير بعض الآيات وبعض الأحاديث في حين لا يلتزمون بعضها الآخر وأهمها في تصورنا ما جاء في الأثر أن صوت المرأة عورة ونحن نرى يوميا النساء مرتديات الحجاب والحجاب الشرعي والبرقع والنقاب من المنتميات للإخوان المسلمين والنهضة والسلفية يرفعن أصواتهن في الإعلام والشارع وغيره آم أن هذه نساء هذه الحركات معفيات من الالتزام بهذا الحديث.
في الأخير نؤكد أن الإسلام رهينة تخلف المسلمين وتوقف الاجتهاد والعقلانية وهيمنة الوهابية وحركات الإسلام السياسي على شؤونه ويقع على أبناء هذه الأمة مسؤولية التصدي لمظاهر التخلف والانحراف والدروشة وفتاوى ما تحت الصرة
اللهم هل بلغت فاشهد