لا اعرف ماهو المقصود بالكوميديا السوداء في عالم المسرح ولست معنيا بالالوان للبحث عنها في غوغل.
هناك ايضا الكوميديا البيضاء التي جاءت مرة واحدة على لسان شكسبير ولم يكررها ثانية.
توجد ايضا الكوميديا الصفراء وهو اللون الخاص باسرى الحروب ولا ادري ماعلاقة المسرح به.
ومن المؤكد حسب معلوماتي المتواضعة وجود كوميديا لا اسم لها لأنها لم تزل غير معروفة النسب ويقال انها ” نغلة بنت نغل” مثلها مثل معظم الخلفاء الذين ناموا على مؤخراتنا سنين طويلة.
هذه الكوميديا ظهرت امس في الناصرية حين زارها سعادة وفخامة دولة نائب رئيس الجمهورية.
هذه الكوميديا اختلطت فيها الفصول ومن الطريف ان نجد ان الفصل الاول قد اندمج برغبته مع الفصل العشرين والفصل الثاني اعلن انتماؤه الى داعش اليسار وهكذا.
في الناصرية برزت امس اول بوادر الفصل الاول بكلمات هذا نصها:
قال نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي انه ” ليس متشائما بشان الازمة المالية التي يمر بها العراق بالتزامن مع انخفاض اسعار النفط على المستوى العالمي وان حل تلك الازمة سيكون إيقاف التعينات وتقليص عدد الموظفين”.
صفق جمهور غفير لهذه الكلمات خصوصا وانهم جميعا من فئة العاطلين عن العمل منذ سنوات.
وفي الفصل الثاني نقرأ ” انا لست متشائما ، فالازمة وان طالت فسيعود الاقبال على النفط قريبا الى سابق عهده وسترتفع اسعاره مجددا وهذه الازمة المالية من المحتمل ان تتسبب بتقليص رواتب الموظفين ، وهذا امر وارد في حسابات الدولة لانه يتعلق بمعيشة المواطن”.
والله العظيم ما افتهمت،شلون تقليص الرواتب وشلون تتعلق بمعيشة المواطن.
بالفصل الثالث راح نوصل الى الشماعية ان شاء الله.
يالله خلي نقرأ وامرنا للواحد القهار:
ان ” من اهم حلول الازمة التي طرحناها على الحكومة العراقية في الحد من الازمة المالية هو وقف التعيينات الجديدة وضغط الانفاق الحكومي في مواضع معينة ، وتقليص عدد الموظفين الحاليين”.
الله يحفظك سيدنا ابو اسراء،هذا التعيين اللي انت ذكرته وين؟.
آه صحيح انت تقصد موظفي الخردة اللي يعينهم مدير عام او وكيل وزارة او وزير او حتى رئيس الجمهورية.
اول مايستلم المسوؤل منصبه حتى يبدأ بتعيين اخوه وابوه وابن عمه وجده ان وجد وابن عمه من سابع ظهر وخاله وابنه من عاشر ظهر.
هذا الفصل لا رقم له، رغم القول بان ” الاقتصاد العراقي قوي ولديه رصيد ضخم من الثروات الا ان الازمة الامنية الاخيرة ، وتصاعد الانفاق العسكري ، هو الذي اثر سلبا عليه ،فضلا ,عن انه ينوء بمنظومة ضخمة من الموظفين تبلغ نحو ثلاثة ملايين و400 الف موظف”.
ما ادري هل سيادتك تريد دولة بلا موظفين،اذن كيف تنظر الى الدول التي قضت على البطالة؟.
ماعلينا ….
في الفاصل العاشر ،لم يستطع رجال الطين الا الخروج من قاعة المسرح بعد ان سمعوا:
ان ” كل ابواب الانفاق التي قامت به الحكومة العراقية السابقة ( ابان ما كان المالكي رئيسآ للوزراء ) من أموال الموازنة ، هذه كانت ضرورية وتعالج العديد من معاناة المواطنين والامهم ، ولا تحمل أي شك او امتداد للفساد الذي ينقل عبر وسائل الاعلام “.
شفتوا ياشعب انتم اشكد ظالمين المسوؤلين،هم يسهرون الليالي من اجل راحتكم وانتم لا يرضيكم العجب.
والله احتاروا وياكم،احسن شي خلوهم على راحتهم،مفهوم!