المسيح له المجد مات لأجل أن يحضر لنفسه كنيسة بلا عيب.بلا إنشقاق.بلا تحزبات.لها رأس واحد هو بذاته الرب يسوع.لكن ما يحدث يشير أن الكنيسة في خطر و لأجل هذا أكتب بمرارة .ليس من أجل أسماء بعينها بل من أجل أن نعي الدلالات التي تصف حالنا و حال كنيستنا.ثلاثة نماذج في هذا المقال تلخص حالنا
الحدث الأول
إنسان مسيحي ترك كنيسته الأرثوذكسية و تزوج في كنيسة طائفة أخري .لا أعرف و لا أريد أن أعرف هل كان مطلق أم أرمل أم ماذا هذا ليس يعنيني في شيء.مات هذا الإنسان.أخذته أسرته و ذهبوا به لكنيسته الأم الأرثوذكسية ليصلي عليه فما كان من كاهن الكنيسة إلا أنه رفض أن يصلي عليه صلاة الجناز فعادوا بجثمانه خائبين الأمل مكسورين الخاطر في موقف ليس من السهل إستيعابه.ثم طلع علينا كاهن آخر من كنيسته يقول أنه إتصل بالمطرانية و هناك رفضوا السماح له بصلاة الجناز؟ و إن كنت أشك في هذا التبرير لأن الصلاة علي ميت لا تحتاج إذناً من المطرانية.إنتهي الحدث و نأتي للمؤشرات
و لنقرأ الحدث بصورة أعمق.- كاذبون إن قلنا أننا أعضاء جسده من لحمه و من عظامه.كاذبون إن قلنا أن فينا محبة المسيح.كاذبون إن علمنا الناس لا تدينوا لكي لا تدانوا.كاذبون في أرثوذكسيتنا.هذا الكاهن الذي تذكر للإنسان الماثل أمامه ميتاً أنه قد ترك الكنيسة الأرثوذكسية فرفض أن يصلي عليه هذا الإنسان الكاهن مريض.لم يغفر.و لا يريد أن الله يغفر.هذا لا يعرف شيئاً عن المسيح .كل ما يهمه الأرثوذكسية و كأن الأرثوذكسية دين جديد بديل عن الإنجيل…كل ما يهمه التشفي و الإنتقام من شخص مات فقط لأنه ترك كنيسته الأم…… ماذا يفعل هذا الكاهن إذن مع المرتدين؟؟؟ هل يجري خلفهم ليقتلهم؟؟ و أين في الإنجيل ما يقول للكاهن أو للأسقف أن يصلي لهذا و لا يصلي لذاك و ما معني صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم لو إفترضنا أن هذا الشخص أساء إلي الكنيسة بأي طريقة مجرد إفتراض؟؟
هل كان أحد يطلب منه سر من الأسرار السبعة؟؟ هل الجناز شيئ إلا صلاة للتعزية؟؟ هل توجد شروط للصلاة ؟؟لماذا تصلي أيها الكاهن في القداس من أجل المرتدين و الساقطين و الخطاة.لماذا تصلي من أجل غير المسيحين حين تصلي من أجل السلاطين و الولاة ؟؟؟ لماذا لا تعترض علي هذه الصلوات؟؟؟ سأفترض ان هذا الرجل مطلق أو حتي زانياً أو قاتل.لكنني لا استطيع أن أفترض أنه هالك لأني لا أعلم ماذا في قلبه؟ و أنت . هل إكتشفت مصيره فرفضت الصلاة عليه؟ أنت حقيقة لست معبراً عن كهنوت المسيح و لست أرثوذكسي السلوك و لا تعلم عن أبوة الكهنوت شيئاً.أنت مريض في ذاتك.فالأرثوذكسية منهج يحرص علي إستقامة الرأي بينما أنت فكرك معوج.لقد صرت أيها الإنسان أسوأ مثال للأرثوذكسية.لقد أعثرت الذين قرأوا أو سمعوا عن تصرفك المزعج هذا حين أعطيت مثالاً فجاً عن الفريسية .
لما كان القديس بولس يعظ وقع أفتيخوس أحد اليونانيين غير المؤمنين و مات.صلي عليه القديس و بنعمة الروح القدس أقامه.فماذا كنت تصنع لو كنت هناك؟ هل كنت تتهم القديس بولس بإنحراف العقيدة؟
– هذا الكاهن ما هو إلا نموذج لكهنة و لأساقفة كثيرون يقفون ضد وحدة كنيسة المسيح.يعطلون المحبة بحجة الحفاظ علي الإيمان؟؟ أي إيمان هذا بدون أعمال…الأعمال التي ينتظرها منا المسيح هي المحبة فقط.محبة ليست للدعاية و لا للتظاهر,محبة صادقة تستوعب الآخر .تحتضن البعيدين و القريبين..هذا الكاهن هو نتاج تعليم شرير يقول أن من يختلف عن عقيدتي ليس أخي و لا نصيب له في المسيح؟ ايها العميان أبصروا.ليست مسيحية هذه من ترفض الآخر.ليست مسيحية هذه أن تتفرغوا لإدانة الناس.ليست مسيحية أن تكتفوا بذواتكم متجاهلين شركة أعضاء المسيح في العالم كله.ليست مسيحية هذه البقاء في أماكنكم تظنون أنكم تصلون لأجل إنتشار الإنجيل و أنتم لا تقبلون الغير و لا تتحركون خطوة للتقرب إليهم فكيف ينتشر الخبر السار إذن؟
الحدث الثاني
أب كاهن يخدم بروح وغيرة منذ سنوات طويلة .مع زوجته الخادمة.فيقابله البعض من كنيسته بالإعتراض عليه فقط لأنه متأثر بخدمة و فكر (القس سيرافيم )المعروف بإسم عاطف عزيز.فبدأ المعترضون علي الكاهن يتربصون به و يخنقون هذه الغيرة و يرفضونه و بدأت الشكاوي من المعترضين للأسقف و للبابا .ثم لما يجلس معهم الكاهن لا يجد إتهامات بأي تقصير أو إنحراف في العقيدة.التهمة الوحيدة أن له فكر أبونا سيرافيم .أي عاطف عزيز.فما هو فكر عاطف عزيز هذا. بدون السعي لمناقشته هو بإيجاز التعليم بفكر آبائي لا يتجاهل عمل الروح القدس في الإنسان و في الكنيسة.و بالطبع أنا لا أحكم عليه هنا فأنا ليس عندي تفاصيل فكره و هو أقدر و أجدر مني ليدافع عما يعتنقه .. و لإستكمال المعلومة للقاري أعرفه أن القس سيرافيم تم شلحه من الكهنوت و لهذا هو معروف بإسمه العلماني عاطف عزيز.و لو كنت أعرف سبب شلحه لذكرته هنا للأمانة.
ليس هذا شأني .فقط شأني أننا صرنا كأرثوذكس نخشي من الكلام أو التعامل أو التفاعل أو الوعظ عن الروح القدس.فهو علي ما يبدو أقنوم للبروتستانت فقط .و كأن ثالوثنا ليس فيه الروح القدس و إن كان فيه إسماً فهو ليس فعلاً و إن كان فيه فعلاً فعلينا أن نتجاهله لئلا نخرج عن ملتنا؟ خلاصة الموقف أنه تم التضييق علي الكاهن حتي إضطر أن يقدم إستقالته من الكهنوت لأنه لا يشعر براحة ضمير عما يجري .
و لنقرأ الحدث بصورة أعمق….فالكاهن لم يقصر في خدمته.لم ينحرف في عقيدته.إذن ما جريمته؟ أظن أن الجريمة أنه أراد أن يخرج من حالة الفكر المعلب إلي الفكر المنفتح.الجريمة أنه أراد أن ينطلق مع المسيح و ليس مع الأسقف .أراد أن يتذوق حرية الإيمان دونما إنحراف.يريد أن يعرف من المسيح بالروح القدس ما هذه الأمور الحادثة في أورشليم؟في النفس البشرية؟في القلوب الحائرة التي لم يفسرها الكلام المحفوظ.فأراد أن يفكر كما فكر آباء الكنيسة الأوائل.حين كان هناك جيل عمالقته كثر لم يقلد أحدهم الآخر و لم يصنع أحدهم شعبه نسخة منه رغم كونهم عمالقة في الروح و في القداسة و في العلم.لكنهم منحوا رعيتهم الفكر المنفتح أكثر مما منحوهم تفسيرا وحيداً للحياة مع المسيح.
هذه جريمة كل من يجدد في الكنيسة.و هذه جريمة كل من يفكر بإنفتاح.التهمة حاضرة.و العقوبة سريعة.و الرأس الطائرة في اليونان تخيف الكهنة في أمريكا و كل مكان.لكن قراءة هذه الإستقالة تحتم علينا أن نطرح اسئلة أخري.
– أين في تاريخ الكنيسة أو كتب الأرثوذكسية ما يقول بإستقاله الأسقف أو الكاهن؟؟ و ما معني أنك كاهن إلي الأبد علي طقس ملكي صادق التي نقولها للأسقف و للبطريرك؟ و لماذا لا نقول له إذن أنت كاهن إلي أن تستقيل علي طقس ملكي صادق؟ أليست الإستقالة عار جديد أصاب الأرثوذكسية.
– لماذا لا ندع الإنفتاح علي الكنائس الآخري يتم بقلب و فكر منفتح.مع تقييم و معالجة ما ينشأ عن هذا الإنفتاح .مع وضع ضوابط و خطوات لهذا الإنفتاح لكي لا يصبح إنفلات إيماني.فقط أريد أن لا نخشي من أن نخطو و لو خطوة تجاه جميع الطوائف.لكي يولد جيل آخر يستطيع أن يقترب أكثر منا و تتحقق وحدة جسد المسيح علي يده.يا أساقفة الأرثوذكسية العميقة حققوا الإطمئنان و الحماية للمجددين في الكنيسة.و لا تجعلوهم مهددين من بعض الذين أغلقوا عقولهم علي أنفسهم لا يعجبهم آخر.لا تتركوا كاهن أو خادم مهدد لأنه فتح كنوزاً أرثوذكسية الأصل مسيحية بالحقيقة أغلق عليها المنغلقون.و عانت من الطمس و الهجر.ثم أذن الروح المحيي أن تخرج هذه الكنوز من ظلمة الهجر.دعوا الشعب يتذوق من جديد كيف كان المفسرين يختلفون و يتكاملون و يتعاونون لكي يصنعوا من أجيالهم مفخرة للإيمان الصادق .ذابت ذواتهم و بقيت أفكارهم.فإتركوا الذوات عند باب التفكير.لكي تنساقوا بروح الله الذي يجدد و ينمي.
– لماذا نخشي التعليم عن الروح القدس.إن عدم التعليم و التعامل و التفاعل مع الروح القدس هو هرطقة تصل إلي هرطقة إنكار الروح القدس.
الحدث الثالث
الكهنة و الرهبان الذين إمتلأت صفخات الفيس بوك بهم.بعضهم بالفعل لهم صفحات و البعض الآخر إنتحل أناس أسماءهم و صنعوا لهم صفحات و هم غير مسئولين عنها.لكنني أتكلم عن الفئة التي لها بالفعل صفحات علي الفيس و هي فئة غير قليلة.و المؤسف أن بعضهم رهبان و مكرسات.
لا أدري هل لدي هؤلاء الكهنة و الرهبان فراغ حقيقي حتي يجدون وقتاً يكتبون فيه كلماتهم و عظاتهم في الفيس بوك؟ هل هم يبشرون الناس بالفيس؟ لكنني أجدهم بلا ضوابط.لا قيمة حقيقية لكتاباتهم في الفيس حيث يختلط الصالح بالردئ.و حيث لا إطار يحكم الحديث و لا حدود لي شيء.
و لنقرأ الحدث بصورة أعمق. هؤلاء الرهبان الذين خرجوا علي صفحات الفيس خرجوا من قلاليهم إلي العالم.و خسروا ما هجروا العالم لأجله.بدأوا بالباب الضيق ثم دخلوا أوسع أبواب العالم.فماذا ينتفعوا بإعجاب من هذا و سؤال من ذاك و حديث من هذه و إعتراض من هؤلاء.هل لأجل هذا تموت عن العالم أيها الراهب.أنت مخدوع بهذه الآلة الجديدة و هي ليست لك علي أية حال.دع أحاديث الناس و عد للحديث مع الله الذي مت عن العالم لتعيش معه.
أما أنتم يا كهنة الفيس … ما يضركم شيئ مثل هذا الفراغ.لو كنتم كهنة بالحقيقة ما كان يتوفر لكم وقت لهذا الهزل.وجودكم في هذا المجال معثر.لا ينفع المسيح في شيء.صوركم التي تتباهون بها و أصواتكم التي تغنون بها القداس علي الفيس ليست سبب خلاص لأحد.المسيح لم يهبكم هذه الموهبة للتفاخر.عودوا إلي المسيح الذي يخسر نفوس بسببكم.لا أريد أن أستفيض في فضائح هنا لكن إحترسوا لأبديتكم.
ختاماً الكنيسة في خطر
في المثال الأول يتربص الكاهن بالشعب و الكنيسة في خطر و في المثال الثاني يتربص الشعب بالكاهن والكنيسة في خطر.وفي المثال الثالث تضيع وظيفة الخادم و هدفه فيصبح هو و الكنيسة في خطر.و هذه مؤشرات علي مآسي كثيرة في كنيستنا الأرثوذكسية تحتم علينا أن ننتبه لنتبصر الطريق السائرة فيه كنيستنا.الدلالات علي صراع المدارس و الأجيال وسط الأساقفة ليس خافياً علي الشعب لذلك الكنيسة في خطر.عرقلة القرارات الهامة و الحوارات الهامة بسبب الذات تضع الكنيسة في خطر التفكك.صدقوني كنيستنا مهددة ليس في عقيدتها أو رسالتها لكنها مهددة في وجودها بسبب الإنقسامات داخل الكنائس و بين أفراد الشعب.يلزمنا محبة من أعماق القلب بعضنا لبعض و بهذه المحبة وحدها يرتفع عنا نير الإنشقاقات المتفشي في كنائسنا.يلزمنا أن نمد يد الترحيب و التفاهم مع كل الطوائف في مصر و خارجها.يلزمنا أن نكتشف أخطاءنا بنفس المهارة التي نكتشف بها أخطاء الطوائف الأخري.يلزمنا صدق أمام فاحص القلوب المتمشي بين المنارات.
كفانا إفتخار كاذب علي الغير.فالحقيقة أننا في الموازين إلي فوق.لنعيد للطقوس حياتها لأن البعض صار يعبد الطقس و ليس إله الطقس.و صار يقدس الصورة و الأيقونة أكثر مما يقدس المسيح في الحياة اليومية.لقد إنحرفنا و يعوزنا أن نتوب .لنعيد تعليم الشعب أن القديسين ليسوا بديلاً عن المسيح.و نعيد للمسيح الصدارة في التفكير و التعليم و العبادة دون إهمال شفاعة القديسين فقط ليكون كل شخص في حجمه و دوره الطبيعي.لنعيد الدور الروحي للكهنوت و نرفع عنه الدور الإداري و الإجتماعي و نلغي منه الدور السياسي.لأنه بتداخل الأدوار صارت الكنيسة في خطر.
و لتكن صلاتنا أن يرد المسيح الكنيسة كعريس يصفح عن عروسه.
كلامك مش مضبوط لاننا يجب ان يكون لنا فكر المسيح الواحد وان كنت تتكلم بمنطق المفكر الحر فهذا حقك ولكن يجب عليك اولا دراسة مسيحيتك جيدا ولا تضع نفسك حكما بل تلميذا لدراستك وتبعد اهوائك العالمية جانبا حتى تجعل فرصة للروح القدس يعمل بداخلك وشكرااااااا
وصدقنى ما كتبته من مقال كبير ما هو الا سفسطة كلامية بعيدة عن الواقع برجاء الدراسة
شكرا لرأيك الحر الذي أحترمه و لك تحياتي