ليس مستغرب ان نعرف ان مافيا تسرق و تنهب, لكن الغريب ان نجد صمتا قاتلا من المسروقين
منذ ان كان رفعت الاسد يراس احدى شبكات المافيا السورية, اشتد التنافس بينه و بين الاسديين الاخرين و اقرانهم من ال شاليش و معلوف, و كلهم كانوا تحت اشراف حافظ الاسد و شركائه الدوليين , الذين عملوا على توزيع الغنائم فيما بينهم باشراف مافيات تتبع لدول بعينها
في العصر الحديث منذ اواخر السبعينيات و بداية ثمانينات القرن الماضي, بدأت المافيات تعمل بنشاط اكبر, بعيدا عن الكلام عن سرقة موارد الدولة, اتجهوا الى الاثار لكن
لم يكتفوا بسرقة المواقع التاريخية الاثرية, فتحولوا الى الكنائس, فمنذ احداث الثمانينات حيث الصراع بين الاخوان المسلميين و بين الاخوان الاسديين كان في اوجه, الا ان ملامح اتفاقا غريبا حدث بين الاعداء
الاتفاق يهدف الى تصفية التاريخ الارثوذكسي, و تحويل الاماكن الارثوذكسية مع حراسها الى ادوات لهذه التصفية
في اوج الصراع, عمد رفعت الاسد و اخيه الذي استولى على السلطة في اوائل السبعينات الى عمليات النهب المركزة و التدمير ضد كثير من الكنائس الارثوذكسية
و بدأت عمليات شحن مقدسات كنسية , حيث خزنت المسروقات في اعالي قمم جبال القلمون بواسطة مروحيات ال الاسد, في مغر كانت مناسك لرهبان, و هي مغر مطلة و قريبة من كنائس ارثوذكسية في تلك الجبال, بل بعضها ملاصق لاديرة, امام اعين حراس الكنيسة
و القضية مع ال الاسد هي سرقة مقدسات و انتهاك اماكن مقدسة
اما في القرن الحالي, و مع بدايات الكارثة السورية, عمد الاخوان المسلمين الى الاستيلاء على كنائس و مقرات للكنسية و سرقوا و دمروا ما يستطيعون, المسروقات شحنت الى خارج البلد عبر تركيا, و الدمار حل بكثير من الكنائس
بل حولوا مقرات كنسية الى مقرات لكتائبهم, و ما عدا انتهاك حرمات هذه الاماكن
فالقضية مع الاخوان المسلمين هي سرقة مقدسات و انتهاك اماكن مقدسة
انه تحالف غريب من نوعة بين الاعداء , حيث ان الطرفان تقاسما سرقة مقدسات و انتهاك اماكن مقدسة
بنفس الاسلوب و نفس الهدف, و الراعي الاكبر هو هو, الاتحاد السوفيتي سابقا, و روسيا فلاديمير بوتين لاحقا
اما دور حراس الكنيسة, فالكلمات تعجز عن الوصف…….
بقلم الاب سبيردون طنوس