كان لوالدتي ـ رحمها الله تعالى ـ ورغم بساطتها الأثر الكبير في توجيهي ولفت نظري للإبتعاد والتنزّه عن سفاسف الأمور
فمن جملة ماكانت تقوله لي ( يا إبني … إنّ الكلام مثل الطعام … من لحسة بتعرف طعمته )
وهذا مادفعني للتساؤل : مابال رشيد حمامي وعلى مدى ـ 530 ـ حلقة وهو يجترّ نفس الأحرف ونفس الكلمات ونفس الجمل ونفس المعاني وبنفس أسلوبه الممل ؟ …
ذكرني رشيد بذلك الشاب التقي النقي الورع الزاهد العابد قائم الليل وصائم النهار الذي أمضى ـ 530 ـ شهراً من حياته وهو متفرغاً ليدعو الله أن يرزقه ابناً صالحاً ليرث عنه علمه وصبره وحنكته ؟…
إلى أن مرّ به عجوز عركته الحياة وذاق حلوها ومرّها وقال له :
لقد كان عليك أن تأخذ بالأسباب أولاً وتتزوج قبل الدعاء يا صديقي ؟…
برج دبي بدأ من التراب وانتهى بالسحاب بعشر الوقت الذي استهلكه رشيد حمامي وهو ينحت في الصخر …. والذي بدت عليه بشائر النعاس والهرم والتثاوب ؟… ولا جديد تحت الشمس