فرع الأمن السياسي في منطقة الميسات “فرع المدينة”.. أحد أهم فروع المخابرات السورية التابعة لشعبة الأمن السياسي في دمشق.. علاقته بوزارة الداخلية مجرد علاقة شكلية ويتمتع باستقلال كامل عنها في اتخاذ قرارته.. تسلط هذا الفرع لعقود طويلة على مدينة دمشق و تدخل في أدق التفاصيل لحياة سكانها..
العميد السابق في “فرع الميسات” الضابط منير الحريري تحدث في برنامج “ذاكرة المخابرات السورية” الذي يعرض على شاشة تلفزيون “أورينت” عن أهم خبايا هذا الفرع قائلاً”: أنه يحوي على مجموعة كبيرة من الاقسام مخصصة بشكل تستطيع من خلاله تغطية جميع جوانب الحياة في دمشق.
مكاتب فرع الميسات
“الحريري” أشار الى تلك الاقسام في أنها تتمثل في قسم خاص بمراقبة الطلاب، وآخر لمراقبة الأديان والاحزاب، وغيره لمراقبة الشرطة المكلفة بمراقبة الشرطة، وكذلك قسم لمراقبة الدوريات والمهام الخاصة، وقسم لمراقبة العمال والشركات، وقسم لمراقبة الأمن الاقتصادي للبلد، وأيضا قسم لمراقبة كل ما يتعلق بشؤون العرب والاجانب.
وانطلاقاً من كونه ضابط في “قسم الأحزاب” و”رئيساً لفرع الأديان” في فرع الميسات قال: ان مراقبة نشاط الأديان المسلمة والمسيحية كانت مهمتهم الاساسية، حيث كانوا يقومون بمراقبة جميع المساجد والمعاهد الشرعية والجامعات وكل ما له علاقة أو فكر ديني سواء أكان مسملماً أم مسيحياً.
رشوة كيلو ودليلة
تحدث الحريري عن آلية كان قد اتبعها النظام في استمالة رجال المعارضة الكبار قائلاً: على سبيل المثال أنه تم تكليفه لمحاورة كل من ميشيل كيلو وعارف دليلة وودعوتهم الى أن يصبحوا وزراء ضمن حكومة الأسد في محاولة لضمهم الى جانب النظام، إلا أنهم رفضوا ذلك.
وفي ذلك وقت تم طرح اسم عضو الحزب الشيوعي في جناح يوسف فيصل “سمير سعيفان” كبديل عنهم على أن يصبح وزير الاقتصاد، وقد استجاب بدوره على عكس “كيلو ودليلة”.
في سياق متصل أشار الى انه كان يتحاور مع عدد كبير من السياسيين المعقلين، محاولاً استمالتهم لمعرفة كل ما لديهم من معلومات كضابط أمني من جهة، وبشكل شخصي من جهة أخرى كحسن عبد العظيم وحسين عودات الذين نددوا بالمجتمع الأمني الذي يضيق الخناق على نفس كل مواطن.
فرع مخابرات في كل مسجد
وأوضح الحريري ان سوريا تحوي أكثر من 600 مسجد موزعة على عدة جماعات دينية، أهمها جماعة الشيخ أحمد كفتارو وجماعة الشيخ صالح فرفور وجماعة حبنّكة في الميدان وجماعة الشيخ عبد الكريم الرفاعي في جامع زيد بن ثابت وغيرها.
وأضاف أن بصفته رئيس مكتب الأديان فقد كان مسؤول وبشكل مباشر عن تعيين كل خطيب وإمام ومؤذن وخادم في جميع المساجد، بحيث يكون قادراً على التعاون مع النظام وتنفيذ ما يطلب منه بشكي جيدا جداً.
أما بالنسبة للخادم فقال: أنه مسؤول عن مراقبة الامام والخطيب وعل نسخة عن الخطبة سواء أكانت تسجيل أو كتابة بخط اليد، كما أنه مسؤول عن اعداد تقارير تضمن الاخبار في المنطقة المحيطة، مضيفاً أنه يتم أيضاً إرسال عناصر أمنية الى بعض المساجد الذي يخطب فيها خطباء مهمين.
ربيع دمشق
وعن ربيع دمشق قال انه جاء في مرحلة وفاة حافظ الاسد واستلام بشار الاسد للحكم في سوريا، الامر الذي أعطى الشعب السوري بعض التفاؤل وحرك مشاعرهم بإمكانية حصولهم على القليل من الحرية والديمقراطية والقدرة على التعبير عن الرأي في ظل نظام أمني قمعي.
وأضاف ان “ربيع دمشق” كشف هشاشة نظام الامن السوري وضعفه، وعدم قدرته على اللاعب بعقول الناس على حد تعبيره، الأمر الذي دفع النظام للتحول عنه وإثباطه، مشيراً الى انه كان قد نشط من خلال عدة منتديات كانت مراقبة أصلاً من قبل أجهزة الأمن السورية، مما دفع تلك الاجهزة الى مراقبته أيضاً.
§ ولادة في السجن
ضحى عاشور العسكري عضو بارز في الحزب الشيوعي السوري تم إصدار أمر باعتقالها وهي في الشهور الأخيرة من حملها، وقال الحريري أنه تم تكليفه شخصياً بهذه المهمة، حيث تم تحديد مكانها من قبل أحد المخبرين بالقرب من مكتبة ميسلون مقابل فندق دمشق.
كما أوضح أنه كان لديه معرفة مسبقة بأنها مراقبة، إذ أنه في الوقت الذي ظهرت فيه كانت تمشي بسرعة كبيرة، واستمرت بذلك الى أن وصلت الى ساحة النجمة، عندها تم إلقاء القبض عليها بقوة السلاح.
وصف “الحريري” لحظة الاعقتال تلك قائلاً: لقد كانت قوية جداً وهاجمتهم لدرجة أرهقته وعناصره، كما أثارت ردة فعل عنيفة في الشارع الى أن بدأت العالم بالصراخ، وأصيبت بالاغماء لحظة وضعها داخل السيارة، وتم نقلها الى الفرع، مشيراً الى أنها أنجبت طفلها في السجن.