القيصر الروسي (بوتين ) هل هو امبراطور ديكتاتور أم طرطور كاريكاتور !!! ؟؟؟

Abdulrazakeidكنا نخشى الخبث الأمريكي من توريط تركيا أردوغان في دفعها إلى الفخ السوري، كما فعلوا بصدام حسين الأحمق، عندما ورطوه في غزو الكويت، عبر تبليغ المبعوثة الأمريكية بأنهم لا يريدون أن يتدخلوا في الاختلافات الكويتية –العراقية ، معطين ضوءا أخضر كاذبا وزائفا لتوريط صدام في الفخ الكويتي من أجل تدمير بلده العراق ……وهذا ما تحقق !!!

أظن أن الحكمة المؤسساتية المتراكمة لدولة ذات تاريخ امبراطوري لمدة قرون ( العثمانية ) ، جعلت أردوغان يقظا لكي لا يتورط في أوهام (كاريزما) زعامة العرب كعبد الناصر أو صدام، أو زعامة المسلمين ليصطاده الغرب ، بأنه طامع اقليمي (تركي اسلامي) يتحدى مصالحهم عبر الهيمنة على العالم الاسلامي … !!!

كانت نخبة الشباب السياسيين الأتراك (العدالة والتنمية) على درجة عالية من الحذر واليقظة رغم ما عانوه من ضغوطنا كشعب سوري وثورة سورية ، بل وممن يفترض أنهم نخبة الثورة السورية التي راحت تحرج أردوغان بسطحية وسذاجة، بأنه عاجز عن الايفاء بوعوده بعدم (السماح بتكرار نموذج حماة ) !!! حيث قد تكرر كثيرا هذا النموذج الحموي ولم يستطع أردوغان منعه ، متجاهلين أن العالم كله مسؤول أخلاقيا عن جرائم النظام الأسدي وليس تركيا أردوغان فقط التي كان يراد توريطها لتحطيم تجربتها التنموية الديموقراطية الحداثية ..
.
إن الحكمة التركية وصمودها أمام ضغوظ (زعرنة نظام التشبيح الأسدي – وخفة عقل بعض المعارضين الصادقين والمشبوهين )، سمحت للشباب التركي بقيادة أردوغان، لأن تتجنب الفخ الأمريكي الإسرائيلي باستدراج تركيا التي تقدم للعالم نموذجا جديدا (إسلاميا )، يرد على التحدي الأمريكي الغربي – الإسرائيلي … بأنه يمكن للمسلمين أن أن ينتجوا دولة قانونية حداثية تمثل المجتمع المدني ديموقراطيا (وعلى الطريقة الغربية الحديثة ) وطنيا محليا دون انكفاء اسلامي أصولي من جهة، و دون صناعة خارجية، كما يفعل الغرب في حماية النظام الأسدي، أو تامين بديل معارض عنه على شاكلته من العمالة والتبعية، أي من نموذجه في الانصياع لرغبات الغرب التي أفضل مترجم لها رغبات إسرائيل ومصالحها، والتي حاورنا وقلنا لكثيرين من الأصدقاء الداعين إلى الحوار مع إسرائيل بوصفها الدولة الوحيدة القادرة على اخضاع الأسدية لها أو اسقاطها ، وأن حوارا من هذا النوع مع إسرائيل هو أشرف من الحوار مع الروس أو النظام الأسدي أو الإيراني …

لكنا نبهنا هؤلاء الأصدقاء أننا كمعارضة وطنية ديموقراطية لا يمكنها أن تنافس الأسدية منذ خمسين سنة في الاستجابة لطلبات إسرائيل في التنازلات الوطنية وبرامجها المدعومة أمريكيا وغربيا، وهي مطالب وخطط استعلائية توسعية استيطانية ( جشعة ومهينة وطنيا ) لا يمكن أن يستجيب لها أحد من أطراف الثورة السورية ، ولهذا لا يمكن منافسة النظام الأسدي العميل في كسب إسرائيلإلى جانب الثورة ، عبر تقديم التنازلات الوطنية لمنافسة الأسدية في تغيير الموقف الإسرائيلي نحو الثورة السورية…
لم يستجب للسقوط في الفخ المستنقعي الأمريكي –الإسرائيلي سوى ( الكاريكاتور الامبراطور الطرطور الروسي )،أقرب نموذج أحمق وأخرق لصدام حسين العربي وأوهامه البارانوية حول نفسه وعظمته، سوى هذا البوتين الامبراطور الكاريكاتور المصاب ببرانويا التثبت الأمريكي الهوليوودي ، بأنه يريد أن ينافس أمريكا هولويوديا ونجوميا، ولذا نجده يمثل دور المصارع تارة ودور المغني تارة أخرى …الخ

وهذا مما يفسر لنا مراسيمه الأخيرة حول عدم استقبال العمالة التركية !!! حيث لا نظن أن هناك عاملا تركيا واحدا في روسيا مهاجرا من تركيا للعمل في روسيا إلا الشباب الأتراك الطلاب الشيوعيين المتزوجين من روسيات، وتلك هي الطريقة المثلى لعيش الأجنبي في روسيا ( التزوج من روسية ) !!!! باعتباره أسهل زواج في العالم …تماما كما سخر أردوغان من ديكية بوتين (الهولويودية ، عندما قال له ، كيف سنؤسلم تركيا المسلمة باغلبيتها المطلقة من المسلمين ( أي تسع وتسعون بالمئة ) من الأتراك مسلمون ،وهذا سؤال في الحقيقة شديد الحكمة والعقلانية في طرحه على معنى وجود قوى وأحزاب باسم ( أخوان مسلمين) في مجتمعات أغلبيتها المطلقة مسلمة !!! أو طرح هذا السؤال على التوالد اليومي للمنظمات السياسية والعسكرية بتسميات الاسلامية وكأن مجتمعاتنا ( مجتمعات جاهلية ) غير مسلمة فعلا ؟؟؟ وفق تساؤل اردوغان ….

.بل ويطالب المرسوم (الامبراطوري الطرطوري البوتيني ) باعادة النظر باعطاء الفيزا للأتراك لروسيا وفق أوهام وأمراض بوتين بالتماثل والتشبه مع أمريكا وعقوباتها (كدولة عظمى )، في فرض عقوبات اقتصادية على الآخرين، في حين أن روسيا تقصر عن المقارنة مع المانيا وفرنسا اقتصاديا، حيث تقارن قوتها الاقتصادية مع اسبانيا !!! ، رغم أن عدد الروس الذين يذهبون لتركيا سياحة ومشاريع عمل يشكلون أضعاف الأتراك الذي يذهبون لى روسيا (ذات الاقتصاد الريعي المافيوي غير المنتج ) …

ذلك هو مكر التاريخ الذي حدثنا عنه غرامشي …وهو أن أجداد بوتين منذ مئة سنة بعد ثورة اوكتوبر شكلوا أرقى حكومة فكرية في التاريخ البشري، حيث تشكلت حكومة مفكرين وفق حلم سقراط ، كل واحد مهم كان أصحاب عشرات المؤلفات الفكرية والثقافية والأدبية ، بينما هذا الحلم بالعدالة للأجداد العظام ، يتحول إلى كابوس تهريجي على يد الحفيد بوتين (المخابراتي المافيوي الكي جيبي الكاريكاتوري هوليوديا )، ولا يجد له تحالفات في العالم سوى مع من على شاكلته من صغار الحثالات الرعاع (الأسديين الطائفيين والبككيين الانفصاليين الأكراد، وكلاهما هما الوجه الآخر لداعش !!! )، بل والطائفيين الإيرانيين والعراقيين الغزاة لسوريا، سوريا التي كان يتراسل فيها أجداد بوتين (الطرطور الكاريكاتور)، منذ قرن في حكومة أوكتوبر (لينين ) مع ابراهيم هنانو وسلطان باشا الأطرش قادة الثورة السورية المبجلين حتى بعد قرن، بينما صديق بوتين الذي يقاتل من أجله اليوم هو معتوه مثله (بشار الجزار) لحماية نظامه الأكثر بربرية في العالم….ليصدق المثل العربي …( قل لي من تصادق أقل لك من أنت !!!!!؟؟؟ )

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.