هذا المقال رددت به على أحد ممن يقولون بأن بالقرءان آيات تحض على القتل والقتال:
حينما يضيق بك الأفق فتقتطع الآية من سياقها فذلك ليس عيبا في القرءان لكنه عيب بك أنت
نعم هناك آيات داعيية للقتال بالقرءان….لكن لمن بدأونا بالقتال
ونعم هناك آيات داعية القتل …لكن بعد توقف إجباري عن قتال المعتدين بالأشهر الحُرُم..
فما عليك لتثبت دعواك ضد القرءان بأنه يدعو للقتل والقتال إلا أن تأتيني بآية داخل سياقها تأمر بالعدوان على الناس أو قتلهم لمجرد كفرهم…فلن تجد.
والقراءان الكريم منظومة متكاملة فلا يجب ان تأخذ منها قطعة لتنقدها…بل خذها كلها وانظر فلن تجد أي تفاوت ولا تناقض.
فلو ان اسمك عبد الجبار فقلت أنا للناس بأن أبوك قد أطلق عليك اسم [الجبار] لكنت أنا مفتريا عليك على أبوك.
ولو قلت لك بان من اسماء الله الحسنى أنه الجبار ولم أقل باقي أسمائه مثل الرحمن والرحيم والرءوف وغير ذلك…فما عرفت الله أبدا.
ويمكنك أن تتنطع علينا وتقتص أي أية من الآيات التالية من سياقها لتصل لمبتغاك….وهذه الآيات هي:
{ وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ{190} وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء
الْكَافِرِينَ{191} فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{192} وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ{193} الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ{194}
وجدير بالبيان أنه لا يجوز الاحتفاظ بأسرى في الإسلام …فالأسير له أحد طريقين…إما أن نمن عليه فنطلق سراحه أو أن يفتدي نفسه من الأسر بفدية نشترطها عليه دون إعسار…فهذا هو فقه القرءان وما عداه فهو فقه الشيطان ولو قامت به الصحابة.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي