القامشلي … رغم عمق الجراج وجبل الاحزان ، تبقى القامشلي ،عروسة الجزيرة السورية ،جميلة بكنائسها ومساجدها .. إحدى عشرة كنيسة تدق أجراسها صباح كل أحد . آلاف المصلون يرفعون ابتهالاتهم الى الله بالسريانية وبثلاث لهجات(شرقية آشورية وكلدانية – غربية سريانية ) . وكنائس ابتهالات المؤمنين بالأرمنية وأخرى بالعربية .. القامشلي كانت أجمل يوم كان صدى نبض الحياة والايمان، يسمعان في ارجاء المدينة من ( كنيس) اليهود، حتى ثمانينات القرن الماضي. اليوم الكنيس مهجور ، صامت صمت القبور . تركه أتباعه وسط الحي اليهودي الخالي من سكانه اليهود السوريين، عادوا الى ارض الميعاد (اسرائيل) .. القامشلي ، كانت ستكون أجمل وأجمل لو تزينها كنيسة أو “كنائس كردية” ، يرفع أتباعها الكرد السوريون صلواتهم وابتهالاتهم الى الله بلغتهم الكردية . لكن الكرد من الشعوب التي بقيت عصية على الرسالة المسيحية ، فلم يدخل الأكراد المسيحية ، وهذا يعود الى تمركزهم وإقامتهم (زمن التبشير) في الجبال والمناطق الوعرة بعيداً عن مناطق الحضر ، حيث التبشير الديني والتواصل بين الشعوب والتفاعل بين الافكار والعقائد . مؤخراً ، مع بدايات القرن العشرين، بدأت المسيحية تخترق المجتمعات الكردية ، بدءاً من العراق وتركيا وسوريا ، وذلك بفضل التحولات العميقة التي أحدثها زلزال الغزو الامريكي -الغربي للعراق ، والتي سمحت للبعثات التبشيرية المسيحية الاجنبية العمل والتنشط في المجتمعات الكردية. قبل سنوات تاسست أول” كنيسة كردية” في التاريخ ، بمدينة السليمانية العراقية. وقبل اشهر انجزت أول نسخة كاملة للأنجيل باللغة الكردية. زاد حماس شباب وصبابا الكرد دخول المسيحية بعد ظهور داعش الارهابي وإخراجه “النسخة المتوحشة للاسلام” من بطون التاريخ العربي الاسلامي. فهل سنجد كنائس كردية سورية في القامشلي في السنوات أو العقود القادمة وتكتمل الصورة الجميلة للقامشلي ؟؟؟ هذا ما نتمناه ويتمناه الكثير من أبناء القامشلي ومن السوريين..
سليمان يوسف