المحور الذي تتمحور حوله الديانات السماوية خصوصا الأسلام و المسيحية و اليهودية هي ؛ السلام و المحبة و التواضع, و من سعى في غير ذلك فهو رجيم.
أنّ آلعنف و الحرب و العداء و التآمر السائد في و حول بلدان العالم و شعوبها بقيادة الحكومات و الأحزاب لأجل الكراسي و الحكم و بآلتالي للدّولار كربّ أوحد لهم؛ لا تُحقّق رسالة الإسلام السّماوية التي تهدف للرّحمة و للمساواة ولإرساء العدالة من أجل السعادة في الحياة, لكن الجهل المنتشر النابع من فهم النصوص والفلسفة الكونية بشكل خاطئ هو السبب المباشر في ذلك, لأن مجرد بروز الطبقية في الرواتب و الحقوق تنسف أسس العدالة من الجذور.
إنّ القوي في هذا العالم هو الأنسان (المتواضع) و (المُسالم) و (المضحي), و هو الأقوى و الأصلح بنظر الله, لأنّ قوتنا الكونية مستمدة من الرّوح القدس و ليس قوتنا بآلقنابل التقليدية و الذرية و بالسيف و آلتآمر و الإئتلافات المُغرضة لتشكيل التكتلات و الجبهات لأجل المغانم المادّية و التسلط على الناس بدعم و حماية المستكبرين الذين بدأت الأحزاب و الحكومات تتوسل لتكون عميلة لهم بعكس الظواهر و المدعيات الكاذبة في الأعلام.
و سورة (الفاتحة) هي مفتاح جميع الأديان السماوية التي خُتمت بآلأسلام .. لكنها فُسّرت بشكل خاطئ للأسف .. نتيجة تدخل الأهواء و النفوس البشرية الشيطانيّة لتحويرها و تغييرها عن مسارها الذي أراده الله تعالى لها .. لهداية البشرية للخير و السلام و المحبة ..
لهذا عمّت الفوضى و الأنتهازية و الكُفر و النفاق و السّحر و الكذب بين الشعوب و الأمم بشكل فاضح, هذا بعد محاصرة و تشريد و قتل الفكر و الفلاسفة ليخلو الجو للذين تمكنوا من الحكم لأجل أهوائهم بعيداً عن العدالة التي وحدها تُحقق السلام و السعادة و عبادة الله تعالى, و إليكم النص المتعلق بسورة الفاتحة التي هي فاتحة الخير و الأمن و السلام و السعادة و التي تُقرأ في جميع الأديان التي وردت فيها و التي فُسْرت بشكل خاطئ للأسف :
قراءة (الفاتحة) بالسريانية : قبل الاسلام
ܒܣܡ ܐܠܗܐ ܪܚܡܢ ܪܗܝܡ
بْشِم آلوهو رَحْمُنْ رْحيمْ (باسم الله الرحمان المحبوب)
ܗܡܕܐ ܠܠܗܐ ܪܒ ܥܠܡܢ
هْمودو لالوهو راب عَلْمينْ (الحمد لله كبير الدهور)
ܪܗܡܢ ܪܚܝܡ
رُحمونْ رْحيمْ (الرحمان المحبوب)
ܡܠܟ ܝܘܡ ܕܝܢܐ
مَلْكْ يُومْ دِينو (مالك يوم الحساب)
ܐܝܟܐ ܐܬ ܢܥܒܕ
أيْكو آتْ نِعْبِدْ (أينما كنتَ نعبدك)
ܘ ܐܝܟܐ ܐܬ ܐܬܥܢܡ
وْ أيْكو آت آتِعْنيمْ (وأينما كنت نطلب عونك)
ܐܗܕܐ ܠܢ ܠܣܘܪܛܐ ܕܡܬܬܩܝܢ
إهْدو لان لْسورْطو إدْمِدْخيمْ (أهدنا الطريق المستقيم)
ܣܘܪܛܐ ܕܗܢܘܢ ܕܐܢܥܡܬ ܥܠܝܗܘܢ
سورْطو إدهِنون دَنِعْمُتْ عَليهون (طريق الذين أنعمت عليهم).
إنّ كُل من الأيدولوجية اليهودية و المسيحية و الأسلامية تقوم على مبدأ (خير أمّة أخرجت للناس) و انّ العالم خارج العقيدة الأسلاميّة الجامعة لليهودية و المسيحية – الإبراهيمية و حتى آلدّيانة الصابئية و الزّرادشتية هم “كُفار” وظالّين و لعنة الله تلاحقهم, و هذا الأصل ورد في كتاب التوراة و الأنجيل و القرآن و غيرها من الكتب السماوية و كما يتبيّن ذلك في آلآية 62 من سورة البقرة و غيرها من الآيات بشكل واضح و صريح.
إنّ ما نشهده اليوم من هدر لدماء الأبرياء للطرفين ما هو إلا نتيجة لهذه العقائد الأيدولوجية (السّياسيّة) التي ليس لها علاقة بالتعاليم السّماوية، لأنّها مبنية على العنصرية والتكفيرية والكراهية و الحقد و التعصب، والتي تؤمن بمبدأ ؛ (ما أُخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة), و للأسف البعض من الكيانات و الأحزاب تستخدم الدِّين كغطاء و شعار لِكَم الأفواه و بآلتالي لسرقتهم و كما يحصل في العراق بشكل واضح و جليّ.
و هذه تعاليم شيطانية. حيث التاريخ اثبت إنّ الحُكم الطبقي الظالم و الحروب لا تجلب الإ الدّمار والموت والمآسي و الكراهية و الفساد بحق الأنسانية، و أنّ نهاية كل حرب هي الجلوس للتفاوض على الغنائم و ما تبقى على الأرض بعقد اتفاقيات وئام و سلام على حساب حقوق الناس و القتلى و الجرحى .. و لا يُمكن أن تعيش البشرية بمدأ (العين بالعين و السن بالسن)، بل بالسلام و التواضع ،كما قال ذلك جميع الأنبياء و المرسلين مُذ هبط آدم الذي حذّره الله تعالى من العنف و العداوة و البغضاء على الأرض و حتى إلى زمن موسى ثمّ يسوع المسيح ثمّ سيدنا و خاتم الرسالات محمد(ص) و إلى آخر إمام حيّ يُمثّلهم اليوم و هو صاحب الأمر الأمام الحجة بن الحسن الذي وحده سيملأ الأرض قسطاً و عدلاً بعد ما ملأه السياسيون و الحُكام ظلما و جوراً .
لهذا أستطيع القول بإطمئنان و بقوة بأنّ (الأسلام) الذي هو الدّين الجامع لجميع الشرائع التي سبقت رسالة محمد(ص) ؛ بأنهُ (قصّة لم تُرو بعد) , أو بتعبير أخر : (ألأسلام كتاب لم يُقرأ بعد), بسبب أهواء الناس و مُدّعي الدِّين المغرضين و الرّايات المختلفة التي تدعي و تحمل راية الإسلام المؤدلج لمطامح دنيوية و دولاريّة أمريكية للأسف الشديد ..
بينما (القاسم الإيماني المشترك) بين جميع الأديان السّماوية وحتى الأنسانية الكونية؛ هو نشر المحبة و السلام و التواضع و العدالة في المعيشة المادية؛ بدل نهب أموال الناس و نشر الفساد و الطبقيّة و كما هو واقع الحال اليوم في كل بلادنا و بلاد العالم و منها العراق بشكل خاص و للأسف الشديد.
ألعارف الحكيم عزيز حميد الخزرجي.