الفيدراليه وما بعدها هدف للنظام

abdelqaderomarاسترتيجية النظام واهدافه كانت واضحة في كل مراحل وتطورات الازمة السورية ومنذ اليوم الاول وارتكزت على نقطتين اساسيتين وهما اما القضاء على الثوار واعادة الوضع الى ما كان عليه قبل الثورة او التوجه نحو التقسيم .ومن اجل ذلك اعتمد على الاستراتيجيات المناسبة لكل مرحلة منهما ففي المرحلة الاولى اعتمد على الحل الامني والمزيد منه بما يتناسب مع حجم وقوة التحركات الجماهيرية ومحاولة عسكرة الثورة ليبرر افعاله الاجرامية من قتل واعتقالات وعندما لم تنفع استعان بالجيش السوري والحشد البعثي والمجاميع العلوية على امل القضاء على الثورة واعادة الامور كما كانت.ولكنه فشل وزادت الثورة اشتعالا وعمت كل المناطق والمحافظات السورية وعندها اقتنع النظام ان الامور خرجت من بين يدية عمل على تهيئة الظروف للخطة البديلة فاستعان بايران و حزب الله والميليشيات الشيعية من العراق وثبتها في مناطق دمشق والزبداني وغيرها ثم استعان بالعمال الكردستاني ليتعامل مع المناطق الكردية من حيث ضرب الحراك الكردي ومنع المعارضة من ايجاد موطىء قدم لها في المناطق الكردية ومن ثم جلب داعش الى مناطق دير الزور والرقة وبعض الاماكن المتفرقة وتفرغ هو وجيشة لمنطقة سوريا المفيدة ويقصد بها المناطق العلوية بعد ان يرسم حدود جديدة لها بالدم وافراغ بعض المناطق السنية من السكان من اجل ذلك وخاصة في مناطق حمص وغيرها.
الاسد ونظامه لن يقبلو بدولة لا يتحكمون بكامل مفاصلها الامنية والعسكرية وغير ذلك فسوريا ذاهبة الى ليس فقط الفدرالية بل الكونفدرالية وحتى التقسيم وارد .
وما طرحه نائب وزير الخارجية الروسي هو لم يجافي الواقع بل طرحه يخدم الشعب السوري في هذه الظروف المصيرية وسيكون نعمة على السوريين الذين ما زالو يؤمنون بسوريا موحدة وان لم يقبلوا بهذا الطرح سيندمون يوم لا ينفع الندم كما حصل مع الفلسطينين ومبادرة الحبيب بورقيبة بشأن تقسيم فلسطين.وهذا الطرح ليس بمعزل عن الموقف الايراني السوري بل بالعكس هو اقل ما يمكن ان تقبل به ايران والمحور الشيعي ونظام الاسد وطائفته وهذا بعد الضغوط الروسية .
تاتي اهمية الطرح الروسي بعد كلام وزير الخارجية الامريكية بشان احتمالية ان تذهب سوريا الى التقسيم والى حرب اهلية لا يحمد عقباها ستحصد مابقي من سوريا .والسيد وزير الخارجية الامريكية يتكلم امام برلمان بلاده اي انه ينقل حقيقة الوضع في سوريا الى ممثلي شعبه وليس لمزاودات اعلامية او صحفية وهذا الكلام يجب ان يقف امامه السوريون معارضة وموالاة وثوار مليا اما انهم يقبلون بالممكن والاقل ضررا او ان تذهب البلاد باهلها الى الجحيم .
اما المعارضين الذين تربوا ورضعوا شعارات البعث والامة العربية الواحدة سواء أكانوا في الائتلاف او في هيئة التفاوض او المجلس الوطني الاخواني والذين يسترزقون على دماء الشعب السوري واصبحوا حاملين ومنفذين لمشاريع دول اقليمية فانهم لا يريدون ان تنتهي هذه الحرب طالما هم مستفدين وفي مأمن من آثارها.
اذا كانت الفدراليه هي ثمن وقف الاقتيتال والتهجير والخراب فاهلا بها وبما بعدها ومن يرفضها فهو لا يخدم الشعب السوري ولا يمكن ان يكون حامل للهم السوري او ان يدعي انه يتكلم باسم الشعب السوري بل هم ادوات ضمن مشاريع اقليمية لا علاقة للشعب السوري بها ويعملون من اجل مصالحهم الشخصية وبنفس الوقت يذرفون دموع التماسيح على وحدة سوريا وشعبها وفي الحقيقة هم شركاء مع النظام فيما وصلت اليه سوريا. وعملو كل ما بوسعهم لانهاء الهدنة المفروضة خدمة لمصالح دولة بعينها.
لم تعد هناك ثقة بين مكونات الشعب السوري بل اصبح بينهم بحر من الدماء والاحقاد وهتك الاعراض من يفكر بمستقبل سوريا يجب اخذ ذلك بعين الاعتبار .لا يمكن نغطي هذه الحقيقة بالشعارات الكاذبة وبيوت الشعر التي تمجد البطولات الشعب السوري لم يعد ذلك الشعب الذي كان قبل الثورة السورية .الجروح عميقة ولا يمكن ان تندمل بين ليلة وضحاها .
الفدرالية كنظام الان هو افضل الممكن بين الحلول المطروحة في هذه المرحلة والى حين على امل ان تصفى النفوس في يوما ما وتندمل الجروح ونستطيع ان نتسامح ونتخلص من الاثار السلبية التي تركها هذا النظام المجرم وتعود سوريا الى طبيعتها التي عرفناها وعشناها شعب طيب استطاع ان يعيش جنبا الى جنب دون تفرقة بين طوائفة.
عبدالقادر عمر
03.03.2016
a.kadir-1959@hotmail.com

About عبدالقادر عمر

عبدالقادر عمر
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.