الفلسطينيون يحسدون الإسرائيليين على الإنتخابات الديمقراطية

natanyahoisraelسرائيل تتكلم بالعربية
الفلسطينيون يحسدون الإسرائيليين على الإنتخابات الديمقراطية

مقال رأي بقلم خالد ابو طعمة
نشر بالإنجليزية على موقع غيتستون إينستيتوت
16.03.2015

فيما يجهز الإسرائيليون أنفسهم للذهاب إلى صناديق الاقتراع في 17 آذار / مارس، يتساءل الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة عما إذا كانوا هم أيضا سيملكون يوما حق إجراء انتخاباتهم الديمقراطية الحرة. كان الفلسطينيون خلال الأسابيع الأخيرة قد أطلقوا حملة للمطالبة بالانتخابات الديمقراطية الحرة، ولكن هذه الحملة يبدو أنها لقيت حتى الآن آذانا صماء، ولم يبق أمامهم سوى القعود والنظر بحسد إلى الناخبين الإسرائيليين وهم يمارسون حقهم في انتخاب ممثلين جدد لهم.

يبلغ متوسط سن قيادات منظمة التحرير الفلسطينية 75 عاما، وفي حماس تمسك بزمام الأمور نفس الوجوه منذ قرابة عشرين عاما. وكانت آخر مرة ذهب فيها الفلسطينيون إلى صناديق الاقتراع في كانون الثاني / يناير 2006، حين انتخبوا برلمانا جديدا هو المجلس التشريعي الفلسطيني، حيث فازت في تلك الانتخابات قائمة التغيير والإصلاح التابعة لحماس. وكانت قد جرت قبل سنة من ذلك تماما انتخابات رئاسية تم فيها انتخاب محمود عباس زعيم حركة فتح.

وكان مقررا إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة في عام 2010، بينما كانت الانتخابات الرئاسية مقررة للعام 2009، إلا أن الفلسطينيين فشلوا مذ ذاك في إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بسبب النزاع الناذشب بين فتح وحماس، والذي بلغ ذروته في استيلاء حماس بالقوة على مقاليد الحكم في قطاع غزة سنة 2007. وفي المقابل ستكون الانتخابات الوشيكة في إسرائيل هي الرابعة منذ عام 2006، وهو العام الذي ألقى فيه الفلسطينيون آخر نظرة على صناديق الاقتراع. وما زال الطرفان الفلسطينيان المتخاصمان يحمّلان بعض بعضا مسؤولية غياب الانتخابات.

ولكن الحقيقة كامنة في أن لا فتح ولا حماس معنيان بإجراء انتخابات جديدة سواء كانت برلمانية أو رئاسية، كل لأسبابه الخاصة، إذ إن فصيل فتح بقيادة محمود عباس ما زال يعاني الشجارات والانشقاقات الداخلية، والتي ازدادت حدة بعد وفاة زعيمه السابق ياسر عرفات في تشرين الثاني / نوفمبر 2004.

كانت الضفة الغربية وقطاع غزة قد تم إبعادهما عن الفصيل خلال السنوات الأخيرة، لتحديهما محمود عباس وممثلي الحرس القديم، حيث اتهم المعسكر المناهض لعباس في فتح والذي يقوده (ويرجح أنه يموله كذلك) محمد دحلان مدير الأمن الداخلي في قطاع غزة سابقا والمقيم حاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة، بأنه يعرقل المساعي الهادفة إلى إجراء انتخابات جديدة في قطاع غزة والضفة الغربية.

وتصر فتح على أنه لا توجد ضمانات لسماح حماس بإجراء تصويت ديمقراطي حر، خاصة في الوقت الذي تواصل فيه حملتها على أنصار فتح في قطاع غزة. وفي المقابل تقول حماس إن معارضتها للانتخابات تعود إلى عدم ثقتها بعباس وفتح، موضحة أنه لا يمكن إجراء انتخابات حرة وقوات الأمن التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية ما زات تستمر في اعتقال العشرات من أنصار حماس في الضفة الغربية كل أسبوع.
وفيما تواصل حماس وفتح التقاتل، قرر بعض الفلسطينيين إطلاق مبادرة للضغط على الطرفين كي ينهيا النزاع القائم بينهما ويتفقا على انتخابات جديدة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقالت دنيا إسماعيل، من منظمي الحملة، إن على “كل فلسطيني التخلص من اليأس والإحباط والمساهمة في التحرك الهادف إلى ممارسة الضغوط على القيادة السياسية لإجراء انتخابات جديدة في أقرب ما يمكن”. وفعلا نزلت هي وزملاؤها إلى الشوارع لنشر رسالتهم، ولكنهم لم يلقوا حتى الآن قدرا ملموسا من النجاح، ولا يحتمل إجراء الفلسطينيين لانتخابات جديدة أقله في المستقبل المنظور، وهكذا أجهز صراع القوى بين حماس وفتح على حلم الفلسطينيين في بناء مجتمع ديمقراطي حر. وقال أحد الصحفيين الفلسطينيين القدامى في رام الله: “نحن جميعا نقول كل هذا الكلام السلبي عن إسرائيل، ولكن الشعب هناك له على الأقل حق الاقتراع ونعمة الديمقراطية، ونحن فعلا نحسد الإسرائيليين”.

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.