من الضروري أن يبقى النهج الحداثوي للفكر ، محورا مركزيا وصفة أساسية لكل المواضيع الأدبية و النقدية و العقائدية والأجتماعية .. وحتى الدينية ، ويدخل ضمن هذا النطاق الأبداع الفكري وقبول الرأي والرأي الأخر وحرية الكلمة والتعبير .. ، والمهم أيضا أن تطبع كل القيم و الأعراف والتقاليد به أيضا ، وذلك من أجل حياة مجتعية متمدنة أفضل ، مبتعدة عن الخلفيات العقيمة ، خاصة تلك التي كانت سائدة في مجتمع البداوة الموسومة بعرف العصبية القبلية وأرهاصاتها . وعلى أساتذة الفكر ورجال الدولة والسياسة وشيوخ الدين / الأسلاميين منهم خاصة ، وبالتحديد ، الذين يؤمنون بأن ” الأسلام هو الحل ” أو ” أن الأسلام هو دين ودولة وحياة ” أو ” أن الأسلام صالح لكل زمان ومكان ” .. أن يؤمنوا بأن الحياة لا تبنى على أصنام ماض سحيق متحجر ! بل تبنى بفكر حضاري يؤمن بالحاضر المزدهر وبالمستقبل الواعد .
لذا أرى أن الفكر الحداثوي هو ” الحل ” ، وليس غيره ، فأذا تطرقنا لموضوعة الخطاب الديني عامة وخطبة الجمعة خاصة / التي تقام في المساجد ، على سبيل المثال وليس الحصر في السعودية ، لسمعنا دعاءا على اليهود والنصارى الصليبيين ك : اللهم أخسف بهم الأرض ، اللهم أنزل بهم الطاعون ، أللهم أصليهم بالنار ، اللهم أهلكهم في الدنيا والأخرة .. ، ، أضافة لدعوات الجهاد في العراق وسوريا وليبيا و.. ، هكذا هو النموذج الوهابي السعودي في الخطب ، علما أن السعودية هي الأكثر أنبطاحا أمام الكفرة !!.. أرى نحن أمام معضلة فكرية دينية مؤثرة على العامة ، وذلك لأن الكلمة أعمق تأثيرا من السيف على المتلقي ، فالوهابية لا زالت تنهج وتطبق أسلام صدر الرسالة المحمدية ، كنحر الرؤوس وقطع يد السارق والرجم والجلد .. مع تكميم تام للأفواه ، وهو ذات الفكر الذي تطبقه المنظمات الأرهابية كداعش ، القاعدة والنصرة وبوكو حرام .. المنطلقة في نهجها لثقافة الموت والتوحش والقتل من الفكر الوهابي .. كل ما سبق وغيره من المواضيع مبني على فكر حقبة الرسالة المحمدية الأولى التي كان بها الأسلام لا زال في مهده ! لذا أرى أن هذا الفكر يجب أن يتغير ، لأن المجتمع البدوي تغير الى مجتمع متمدن ، عدا السعودية التي لا زالت البداوة والقبلية هي السائدة بشكل أو بأخر ! كما أن الظروف الزمانية و المكانية وكل الأعراف والتقاليد وعامة الحال المجتمعي أختلف وتبدل الى واقع ليس له علاقة بما كان معروف قبل 14 قرنا ، فمثلا ختان النساء (*) أيضا كان من العادات والتقاليد التي كانت سائدة في صدر الأسلام ، والتي تمارس بشكل لافت لغاية الأن في مصر ، والتي تستوجب منعها لأنها ضد أنوثة المرأة وضد أنسانيتها ، علما أن عادة أو تقليد الختان هو فرعوني الأصل ، أذن لا بد من فكر حداثوي يقرأ النصوص / وحتى الأحاديث والتقاليد والأعراف أيضا ، مهما كانت قدسيتها بعقلية أنسان اليوم ، وذلك من أجل أن يقبل أو أن يتقبل هذا الأنسان هذا النص ، الذي يعد غريبا عليه ! فلا بد من تفسير توافقي مقبول على أقل تقدير للنص بفكر حداثوي منطلقا من الحياة المعاصرة لأنسان القرن 21 ! فالحل هنا ليس الأسلام ببودقته الماضوية ، بل هو الأسلام المفسر بفكر حداثوي مبني على قبول الأخر وليس قتل كل ماهو مخالف ، أسلام مبني على فكر أنساني وليس فكر فوقي متعصب طائفي مغلق ! .
الفكر هو تحليل ونتاج و أنعكاس وتأثر وتأثير وفعل ورد فعل .. لجملة عناصر يقف في مقدمتها ، الأنسان ، بأنسانيته ضمن المجتمع الذي يعيش به ، وذلك لأن الأنسان هو الوسيلة والهدف ، مع الأخذ بنظر الأعتبار تفاعله مع المجتمعات الأخرى ، فلا يمكن للنبتة مثلا أن تنمو دون الهواء والتربة والماء وضوء الشمس .. ، كذلك لا يمكن للأنسان أن يعيش في علب مغلقة ، يطبق نصوص ماضوية ، ثم يقول نحن الحق وما سوانا باطل ، نحن الأيمان وغيرنا كافر ، نحن ” خير أمة أخرجت أخرجت للناس .. ” وكل الأمم سبايا وعبيد يجب غزوهم في سبيل أقامة دولة الخلافة ، ثم يصنف البشر الى كفرة ومنافقين وصليبيين وأهل ذمة و .. أيها المتحجرون ! أدخلوا نطاق الزمن الحاضر ، وأعلموا أن الفكر هو منهاج عمل لحياة اليوم والمستقبل ، وهذه الحياة هي حياة البشر على أختلاف أنتماءأتهم الدينية والفكرية والعقائدية والاثنية .. وليس صنف معين أو نوع خاص أو طبقة محددة من البشر .
————————————————————————————————————
(*) وقد جاء في السنة ما يدل على مشروعية الختان للنساء ، فقد كان في المدينة امرأة تختن فقال لها النبي : ( لا تنهكي ؛ فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل ) رواه أبو داود ( 5271 ) وصححه الشيخ الألباني في ” صحيح أبي داود ” .ولم يشرع الختان للإناث عبثا ، بل له من الحكم والفوائد الشيء العظيم .وفي ذكر بعض هذه الفوائد يقول الدكتور حامد الغوابي :- ” …. تتراكم مفرزات الشفرين الصغيرين عند القلفاء وتتزنخ ويكون لها رائحة كريهة وقد يؤدي إلى إلتهاب المهبل أو الإحليل ، وقد رأيت حالات مرضية كثيرة سببها عدم إجراء الختان عند المصابات ./ نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب .
–
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمس
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :