عبد القادر أنيس
أواصل في هذه المقالة السادسة قراءة كتاب محمد الغزالي (حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة).
تتناول هذه الحلقة مسألة “الحرية الفكرية” في الإسلام من وجهة نظر الغزالي. (ص 53).
يقول الغزالي كتمهيد لمعالجة هذه المسألة: “وظيفة العقل أن يفكر كما أن وظيفة العين أن تبصر… وتَوَهُّمُ أن الإنسان يعيش بعقل معطل التفكير كتوهم أن الإنسان يعيش بعين منغمضة ويد مشلولة وقدم مقيدة…. ويستحيل قبول ذلك في دين شارته الأولى الفطرة، والاستقامة من طبائع الأشياء”.
لا بد أن نقف هنا مع مزعم يحرص الإسلاميون على تبنيه وكأنه حقيقة مسلم بها. هل الإسلام دين الفطرة، وهل الاستقامة من طبائع الأشياء؟
لنفرض أننا تركنا شخصا بدون مؤثرات خارجية، فهل يتوجه مباشرة نحو الإسلام بما يعنيه من إيمان حقيقي بالله كما هي قصة حي بن يقظان لابن طفيل. المقصود بالفطرة لغة هو الخِلقة والجِبِلَّة والطبع، أما اصطلاحا فهي عند الإسلاميين أن الله خلق الناس على حالة تمكنهم من إدراك الحق وقبوله، وبالتالي فخلقتهم وجبلتهم وطبعهم توجههم نحو الإسلام كدين الفطرة.
كلا، فالإنسان حيوان تقوده غرائزه الحيوانية أما الثقافة والدين الذي هو جزء منها شأنه شأن الأخلاق والعادات والتقاليد فهي مكتسبات.
الفارق بين الفطري والمكتسب لم يعد أمرا غامضا في العلوم الإنسانية الحديثة. الفطري يشمل الأشياء والاستعدادات التي يولد الإنسان وهو مزود بها، بينما المكتسب هو ما نكتسبه طوال حياتنا بالتربية والتعليم والتجربة والاحتكاك بالغير.
فهل يولد الإنسان وهو مزود بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره؟ طبعا هذه المزعم لا يؤيده الواقع ولا العلم، أما أن يقول الغزالي بأن الاستقامة من طبائع الأشياء فهو كلام أبعد ما يكون عن الحقيقة، لأن الإنسان المتمدن حاليا لم يكن دائما كذلك. فحقب التوحش والافتراس هي الغالبة في تاريخ البشرية.
ثم يعرض الكاتب علينا مجموعة من الآيات للتدليل على حرية التفكير في الإسلام لمجرد أنه ورد فيها لفظة “يتفكرون”، ولا علاقة لها أصلا بحرية التفكير ولو كانت دعوة لذلك. فلو وقفنا عند آية: “”وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون” (الجافية 13). وآية “هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومن شجر فيه تسيمون، ينبت لكم الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون” (النحل، 10، 11).
وبعد هذا يقول: “والحق أن الإسلام لا يلوم على حرية الفكر بل يلوم على الغفلة والذهول”. فهل هذا صحيح؟ إن عمر بن الخطاب الذي يتخذه الغزالي نموذجا فوق مستوى البشر كان يقول: اللهم ألهمني إيمان العجائز. ولعل هذا الدعاء مرده إلى الحيرة التي تجلبها الأسئلة العقلية بينما الإسلام ينهى عن ذلك (لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم).
ولا يبعد قول الغزالي التالي عن ذلك: “فلنؤمن بما جاء به الأنبياء ولنقف عند ما قالوا ولا نثر مشاكل لم يأت بها الأنبياء ولنسد الطريق على من يثيرونها”.
لهذا فإن مفهوم الغزالي لحرية الفكر في واد وحرية الفكر كما صاغتها المواثيق العالمية في واد آخر.
جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادتين 18 و19:
“المادة 18: لكل شخص الحق في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه أو معتقده، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة.
المادة 19: لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين، بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود(.
الغزالي عندما يقول بأن وظيفة العقل هي أن يفكر فهو غير جاد لأنه غير مستعد للذهاب بعيدا في هذه الحرية كما لمسناها في هاتين المادتين من الإعلان العالمي وكما نلمسها أيضا من قوله السابق.
مرة أخرى يحصر الغزالي الحرية في الدين وفي الدين الإسلامي حصرا، وهو ما يكشف عن خرافة حقوق الإنسان عنده ويكشف عن غرابة سعيه لإقناع المسلمين بضرورة العمل بحقوق الإنسان في الإسلام بدل تبني حقوق الإنسان كما صيغت في مواثيق الأمم المتحدة.
يقول ضمن هذه الأجواء:” ومنذ نزول القرآن وشَقِّ الرسول به طريق الحياة، شرع العقل الإسلامي يشتغل بجهد رائع ويعمل في حرية مطلقة ويختلف العلماء باختلاف أساليب البحث ووسائل النظر، دون أي حرج”.
هل كلام الشيخ صحيح في ضوء تاريخ حرية الفكر في الإسلام؟
الواقع يخبرنا أن مساحة حرية الفكر في تاريخ المسلمين كانت تتسع أو تضيق حسب درجة قرب أو بعد رجال الدين من السلطة.
كلام الشيخ عن هذه الحرية المطلقة التي عمل بها العلماء واختلفوا باختلاف أساليب البحث ووسائل النظر، دون أي حرج، خرافة أيضا. وهو نفسه لم ينتظر حتى يجف الحبر الذي كتب به هذه السطور ليلتف على كلامه ويتنكر له.
ها هو يقول: “لكن إقحام العقل في عالم الغيب وتكليفه بدراسة فاحصة لما وراء المادة ظلم للعقل واعتات له… والمعتزلة أخطئوا عندما اعتمدوا على الفكر الإنساني في هذا الميدان البعيد”.
بالإضافة إلى هذه الدعوة الصريحة للحجر على العقل، نلاحظ أيضا انتقائية الغزالي وتحايله بادية هنا في موقفه من المعتزلة الذين حرمهم من (الحرية المطلقة) التي زعمها للفكر في إطار الإسلام قبيل قليل.
لم يعد من حق المعتزلة التمتع بهذه الحرية المطلقة التي زعم أنها موجودة في دينه. كذلك شوه سمعة المعتزلة كما شوهها أسلافه عندما حصر إسهاماتهم الفكرية الحرة في مجال الميتافيزيقا فقط. الشيخ تعمد تغييبهم كما غيبهم التاريخ الرسمي السلطاني في مجالات أخرى هي في غاية الحصافة والأهمية بل لعلها أهم مساهماتهم.
ذلك أن فكر المعتزلة يحتل قمة المبادرات الفكرية العربية الإسلامية الأولى لإخراج الفكر العربي الإسلامي من الفوضى العقلية التي تسبب فيها مؤسس الإسلام محمد بن عبد الله بسبب تواضع ثقافته. أهم مظاهر هذه الفوضى تتمثل في مسألة القضاء والقدر التي تبدو في الظاهر مسألة دينية بحتة لكنها في واقع الأمر لها عواقب اجتماعية وسياسية خطيرة جدا ساهمت في جمود العالم الإسلام طوال قرون.
لنر موقف المعتزلة الذين خطَّأهم شيخنا الغزالي:
بالنسبة للمعتزلة فمسألة القضاء والقدر لها علاقة جدلية بالعدل الإلهي ثم بالعدل البشري. الرواية التالية عن الحسن البصري رأس المعتزلة تعطينا فكرة عن خطورة هذه المسألة على حياة الناس. سئل مرة: “يا أبا سعيد إن الملوك يسفكون دماء المسلمين، ويأخذون الأموال، ويفعلون ويفعلون، ويقولون: إنما تجري أعمالنا على قدر الله، فقال، كذب أعداء الله.”
هذه المسألة طرحت في عهد بني أمية الذين كانوا يؤيدون الجبريين الذين يرون كل أفعال البشر تتم بقدر الله. وطبعا من مصلحة أي حاكم ظالم مستبد أن يقتنع الناس بأن كل مآسيهم مقدرة من الله بما فيها طبعا مظالم الحكام، وهم بالتالي ليسوا مسؤولين عنها ولا جدوى من المقاومة للمطالبة بالعدل وبالحكم الراشد.
المسألة لا زالت راهنة إلى أيامنا. عندنا في الجزائر تسبب إهمال السلطات في فداحة الخسائر التي تسببت فيه أمطار طوفانية وانهيارات أتربة التلال المطلة على أحد أحياء العاصمة (باب الواد). الكارثة هذه ذهب ضحيتها مئات الناس من سكان هذا الحي الشعبي بعد أن دفنوا أحياء وهم نيام تحت الأوحال. مسؤولية السلطات تتمثل في ترك التلال تتعرى من غطائها الغابي وفي ترك الناس تحتل الوادي في فوضى عمرانية منفلتة. ومع ذلك فقد عزا الرئيس فداحة الخسائر إلى قضاء الله وقدره عندما كان يزور المنطقة. كذلك يعود ارتفاع ضحايا زلزال بومدراس بالقرب من العاصمة أيضا إلى التهاون في مراقبة مقاييس البناء والغش في مواده وغيرها، لكن أئمة المساجد تحدثوا عن قضاء الله وقدره.
لهذا يعتبر المعتزلة صفحة مشرقة في تاريخ الفكر العربي الإسلامي، ولو تمكن هذا الفكر من الذهاب بعيدا لأحدث قطيعة حقيقية مع الفكر البدوي القدري، ولكان حال هذه المنطقة مختلفا اليوم.
يضع المعتزلة العدل صفة ومبدأ أساسيا لهم.. لأنهم يربطون بين العدل الإلهي والعدل في الأفعال الإنسانية ويرون أن الإنسان حر في أفعاله وهم يقولون ذلك لكي ينقذوا التكليف الشرعي ولأن الإنسان المسلم مكلف شرعيا وهو مسئول عن هذه الأفعال حتى يستقيم التكليف ويكون الثواب عدلا والعقاب عدلا. خلافا للجبرية الذين يعتقدون أن الأفعال من خلق الله والإنسان مجبور عليها. بينما المعتزلة يرون أن عدل الله يقتضي أن يكون الإنسان هو صاحب أفعاله.
الصراع بين المعتزلة والجبرية أسلاف الأشاعرة ثم السنة بمذاهبهم الحالية لم يعمر طويلا كصراع فكري حر إذ سرعان ما تدخلت السلطة لحسم الصراع لصالح المذهب الجبري الملائم تماما لكل أنظمة الاستبداد.
نفهم مما سبق أن حرية الاختيار عند المعتزلة ظلت مسألة محورية في تفكيرهم، فلماذا يُخَطِّئُهم غزالي القرن العشرين بعد أن خطأهم وكفرهم عزالي القرن الرابع الهجري الحادي عشر الميلادي؟ السبب الحقيقي في نظري مرده إلى أن فكره ينتمي إلى سلسلة المفكرين السلفيين الجبريين الذين تسببوا في انحطاط العالم الإسلامي، ولا يزالون، انطلاقا من أحمد بن حنبل ومرورا بأبي حامد الغزالي وابن تيميه إلى غاية حسن البنا رفيق الغزالي في درب الحركة الأصولية المعاصرة بوصفها رد فعل رجعي رافض للحداثة والتقدم.
المضحك المبكي في هذه المسألة أن فكر المعتزلة مازال يتفوق في جرأته الفكرية الساعية للتحرر من قيود النص وجبروت النقل على غالبية مفكرينا وسياسيينا اليوم، لهذا لا نرى أي انعكاس له في مناهجنا التعليمية وهو ما انعكس في انحطاط مستوى العقلانية في مجتمعاتنا.
لنتابع قراءة الغزالي:
يقول: “وقد اعتل الفكر الإسلامي يوم استعمل حريته العظيمة في بحوث الإلهيات القصية عن مداركه وحطها بفلسفات دخيلة عقيمة لا قيمة لها”.
المضحك هنا أيضا أن المسلمين اليوم لا يجدون ما يفتخرون به في علوم الأسلاف سوى علوم هؤلاء الذين وصف الغزالي فكرهم بالمعتل وهم الذين استعملوا حريتهم العظيمة في بحوث الإلهيات وفي غيرها من بحوث المنطق بوصفه بابا لكل مباحث العلوم.
من بين المفكرين الذين نجدهم في سلسلة أسلاف الغزالي، نذكر أبا حامد الغزالي وابن الصلاح. أبو حامد الغزالي برع في ذم الفلاسفة وتسفيه الفلسفة والمنطق، أما ابن الصلاح فقد برع في استعداء السلطة ضد المفكرين العقلانيين ومارس إرهابا حقيقيا على العقل والفكر، لنقرأ له هذه المحاكمة ضد الفلسفة: “الفلسفة أس السفه والانحلال، ومادة الحيرة والضلال، ومثار الزيغ والزندقة، ومن تفلسف، عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المؤيدة بالبراهين، ومن تَلَبَّسَ بها، قارنه الخذلان والحرمان، واستحوذ عليه الشيطان، وأظلم قلبه عن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، …. واستعمال الاصطلاحات المنطقية في مباحث الأحكام الشرعية من المنكرات المستبشعة والرقاعات المستحدثة وليس بالأحكام الشرعية ـ ولله الحمد ـ افتقار إلى المنطق أصلا، هو قعاقع قد أغنى الله عنها كل صحيح الذهن، وأي فن أخزى من فن يعمي صاحبه، وأما المنطق فهو مدخل الفلسفة، ومدخل الشر شر، وليس الاشتغال بتعليمه وتعلمه مما أباحه الشارع، ولا استباحه أحد من الصحابة والتابعين فالواجب على السلطان أعزه الله أن يدفع عن المسلمين شر هؤلاء المشائيم، ويخرجهم من المدارس ويبعدهم.. .”
الغزالي ينطبق عليه المثل: “يرى الشعرة في عين خصمه ولا يرى الخشبة في صاحبه”. ها هو يقول بعد أن فرغ من تقديم محاكمة لأوربا القرون الوسطى وما طال الفكر الحر فيها من أهوال: “ولا جدال في أن تاريخ الإسلام لم يعرف هذا الاضطهاد الشنيع لحرية الفكر والعلم الذي عرفته أوربا”.
وشخصيا أشعر بدهشة كبيرة أمام هذا التغييب البائس لتاريخنا. هل يجهل الغزالي مثلا الصراعات المذهبية المريرة الدموية التي دارت في ساحات المنطقة العربية الإسلامية؟ أين يضعها الغزالي إذا لم تكن تعبيرا عن الانغلاق الديني والمذهبي والفكري الذي ساد تاريخنا؟
ومع ذلك يكتب بدون حرج مستشهدا بـ(المسيو سيديو الوزير الفرنسي الأسبق وأحد علماء الغرب المنصفين) حسب زعم الغزالي: “أتى النبي فربط علائق المودة بين قبائل جزيرة العرب ووجه أفكارها إلى مقصد واحد أعلى شأنها حتى امتدت سلطاتها من نهر التاج المار بأسبانيا والبرتغال إلى نهر الكنج وهو أعظم أنهار الهند…).
هذه النرجسية العربية الإسلامية مضرة جدا لأنها لا تستريح إلا إلى من يمدح ويشكر ويجمّل ما عندنا ولو على حساب تاريخنا الحقيقي الذي نحن أعرف به من غيرنا أما النقد الموجه إلينا فسرعان ما يتحول إلى مؤامرة يقف وراء أعداء الإسلام.
يكتب الغزالي هذا الكلام وكأنه يجهل أن تاريخ المسلمين لا يختلف عن تاريخ غيرهم من الأمم يومئذ وما ساده من غزو وسطو واحتلال واستعباد للشعوب، مع فارق أن ما كان يقوم به المسلمون كان يجد تبريرا دينيا مقدسا لا زال أتباعه يجهدون في تبريره بعد أن صار من الصعب تغييبه.
نواصل مع هذه الانتقائية لشواهد من التاريخ الإسلامي حول حرية الفكر التي نَعِمَ به الناس حسب شيخنا الذي يقول مدافعا عن حرية الفكر في الإسلام: “كما أن لعلي موقفا ممن خرجوا على خلافته وسموا بالخوارج، فقد بعث إليهم عبد الله بن عباس فناظرهم، فرجع إلى صفوف علي أربعة آلاف منهم وأصر أربعة آلاف آخر على عدم الرجوع، فأرسل إليهم يقول: “كونوا حيث شئتم وبيننا وبينكم ألا تسفكوا دما حراما ولا تقطعوا سبيلا ولا تظلموا أحدا فإن فعلتم نبذت إليكم الحرب”.
فهل يجهل مثلا أن علي بن أبي طالب نفسه كان قد عاقب جماعة من المرتدين حرقا؟ أليس الارتداد مسألة فكرية بحتة؟ سنرى في مقال لاحق تخريجات الغزالي البائسة في تبرير الحكم على المرتد.
لكننا نعرف اليوم أن الفتن والحروب الدامية التي نشبت بين المسلمين والتي لا يجب أن يجهلها المسيو سيديو ولا الغزالي، والتي هي تكذيب لمزعمهما بأن النبي قد (ربط علائق المودة بين قبائل جزيرة العرب ووجه أفكارها إلى مقصد واحد أعلى شأنها). ولعلنا لا نخطئ لو قلنا إن النبي ربط علائق التحالف بين قبائل جزيرة العرب ووحد سيوفهم نحو مقصد واحد هو الغزو والاستيلاء على غرار ما كان يقوم به الغزاة الآخرون في جميع بقاع الدنيا.
يختم الغزالي حديثه عن حرية الفكر قائلا: “إن حرية الفكر لم تزدهر في جماعة كما ازدهرت في حضارة الإسلام” !!!
يتبع.. المقال القادم حول الحرية الدينية.