الغضب الساطع آت

najaffdonationsدعونا ننحني احتراما للكفار الذين يقدمون خدمات” الفيس بوك” فلولاهم لما وجدنا متنفسا عن كربنا ولا سبيلا لشتم سلطاتنا قريبهم وبعيدهم.
ظهر لنا الفيسبوك كما يظهر التنين الاسطوري،فمنّا من اراده مطية يظهر بها اسمه المصون ومنهم من انكب على الكتب ينهل منها الحِكم ويلصقها باسمه ومنهم من كان يركض سريعا وهو يتصفح مايرد هناك،وعند هذا النفر القليل سوف اقف قليلا.
لا اروع من الغضب،مهما يكن سببه،رغم كل التشريعات السماوية والارضية تحذر منه،انه بايجاز دليل المرء على اشتعال الاشياء الخطأ او الصحيحة في وجدانه.
ولكن الكارثة الكبرى ان هذا الفيسبوك اللعين اظهر عورات بعضهم تماما كما اظهر آدم عورته للرب.
انهم يقرأون بسرعة فتاح الفال المدرب الرياضي حكيم شاكر.
لا مانع ابدا من ابداء رغبتهم في اظهار اسمائهم بشكل من الاشكال لأن بعضهم سوف يتعلم كيف يحترم اسمه بعد ذلك ويكتب باتزان،ولكن حين يتمادى باظهار اسمه بالركضة اياها دون ان يتمهل قليلا ويمنح الاخرين حق رفع البطاقة الخضراء كما تفعل المطربة احلام فهذا والله قمة الديكتاتورية.
في ثقافة الستينات برزت ظاهرة قراءة الموضوع،اي موضوع،من الاسفل الى الاعلى او من اليمين الى الشمال،كانت بدعة للسخرية من هؤلاء الذين يهيمون عشقا بالكتابة ولكنهم بلا قلوب.
لنقرأ معا ماكتبه احدهم في تعليقه على مقالي امس،اخترته لاثبت للذين في سمعهم وقر انه لافائدة من الديمقراطية مع نفر يرون انفسهم داعش اليسار.
كتب يقول:
(هل يجوز ان نصف العراقيين بالجملة وعلى مستوى اربعة محافظات بالهنود والشراذم والغلمان..??
اي حقد هذا على العراقيين تظهره ياصديقي ياابن بلدي يامثقف ومتعلم يامتحضر..??
لماذا انت مصر على اهانة الشعب باجمعه..?
ماالذي فعلوه لك…هل اغتصبوا عرضك مثلا?
ام انك بعتهم لاعدائم من بثمن بخس وعقوقك اصبح مرض عضال لا تستطيع الا ان تعيش به ?
انا وانت والجميع نفضح السياسيين واصحاب الدين السيس..والعملاء والمجرمون والفاسدون والخونه..هذا حق ونفس وطني محترم..!!
اما ان تتكلم بسوء وسخافة وقلة ادب ووقاحة على شعب باكمله هكذا ومن دون ذنب فانت يااخي اجرمت والله..وافتريت ذنب الافتراء..?
لماذا ياصديقي..دعوا داعش تحتل البصرة والعمارة والناصرية والكوت..?ثم من هم الذي تخاطبهم..بدعوا…??هل يملك سياسي اجرب ان يسمح اولايسمح في العراق اليوم..لتقول له دع هذا وافعل كذا..?? انت ياصديقي اما ساذج فعلا..وهذا واضح..او انك مريض..والله وحده من يشفيك..!! انا معك في فضح اخطاء المالكي وجميع من اجرم بحق الشعب العراقي العظيم. اما ان نتنطح ونتثاقف ونستهين ونزدري ونتهم شعب باكمله بهذه السخافة وقلة الادب..فاننا حتما اما ابناء رذيلة..او غرباء ..او خونة ماكرون).
كنت اتمنى ان املك صبر ايوب لاكتب له ردا في اطنان من الورق وسأبداه بكلمات مفادها”ياصديقي مازلت في اول المشوار لتعرف ماهي الكتابة الساخرة… ارتشف من اللغة العربية معاني الاستعارة اللفظية والكنايات والتشبيه وغيرها ممن قالها لك شيخنا مصطفى جواد.
حينها تفضل مشكورا الى ساحة الوغى الفيسبوكي.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.