الغرب يلوح و روسيا تصرح

putinobamaالغرب يلوح و روسيا تصرح
اخفاقات الغرب على مدى ما يقارب اربعة اعوام في مناصرة الثورة السورية على الرغم من ادعائه انه صديق الشعب السوري المكلوم ادت الى ما نحن فيه الان من تفاقم الازمة وتحول تنظيم الدولة الى كابوس يقلق الغرب بعد ان فشلت نظريته في تحويل سوريا لمصية للارهارب على حد ذعمهم من جعل الصراع مع النظام فخا لهم ومن ثم الانقضاض عليهم
الغرب لم يستوعب بعد ان ما يسميه هو ارهابا ليست جماعة قومية او عرقية يمكن اجتثاثها واستئصالها بالقوة انه فكر اجتماعي يولد كردة فعل نتيجة احباطات تمارسها الانظمة الديكتاتورية اينما وجدت فما يسمونه ارهابا هو حالة مواجهة لا دين لها ولا جغرافية تحدها فكما تنادت الحكومات الى تحالف دولي لمواجهة تنظيم الدولة و حشدت اكثر من عشرين دولة لهذه الحرب الابداعية فان تنظيم الدولة استطاع ان يحشد من اكثر من ثمانون دولة انصارا له
اخطىء مايسمى المجتمع الدولي ممثلا بحكوماته بنظرية عش الدبابير متوهما ان ساحة الصراع سيتم محاصرتها في سوريا والعراق و تضيق الخناق عليها ومن ثم يجهز عليها يبدو انه تناسى ان هذا الحشد الاممي لتنظيم الدولة عندما تتم محاصرته سيتفرق مقاتلوه الى سفراء لهذا الفكر يعدون به الى اوطانهم لنشروا فكرهم ولينتقموا من حكوماتهم التي قاتلتهم في سوريا والعراق و ليصبح العالم كله ساحة صراع و مواجهة
استطاع نظام الاسد خداع الغرب اكثر من مرة فلقد سبق وان قالت مادلين اولبريت لقد خدعنا بشار الاسد مرتين الاولى عندما استلم الحكم بالوراثة بسوريا و قدم نفسه كرئيس شاب منفتح و ديمقراطي و متحرر من ارث ابوه الديكتاتوري واتضح العكس ثم خدعنا في الاونه الاخيرة عندما قدم نفسه كعدو للارهاب وهو الارهاب بعينه
والاسد ونظامه يستمر بالخداع واستطاع ان يجعل المجتمع الدولي اليوم امام خيارين انا او داعش ومن الطبيعي ان يختار المجتمع الدولي الوقوف الى جانب بشار في محاولة للقضاء على داعش فما يهم الغرب عدم وصول داعش اليه حتى ولو كان على حساب معاناة السوريين من بقاء الاسد حاكما لسورية
ما يمكن ان ينطلي على الغرب لايمكن تمريره على روسيا فالروس يعلمون ان دعمهم لبشار عسكريا لايمكن ان يضمن له الاستمرار ضمن هذه الاجواء وان الغرب هو من يضمن استمرار بشار في حالة اعادة تاهيل نظامه ورفع الحصار عنه و عندها سيصبح الاتحاد السوفيتي خارج المنطقة عندما يتحول نظام بشار من ديكتاتور روسي محاصر من الغرب الى ديكتاتور غربي بلا حصار دولي
الغرب يتهيء لاعادة فتح قنوات التواصل مع بشار تحت ذريعة محاربة داعش
و روسيا يبدو انها استفاقت مؤخرا او في طريقها للاستفاقة من ان الراهن على نظام الاسد لبقاء موقع قدم لها بالشرق الاوسط رهان خاسر سواء سقط الاسد نتيجة صراعه مع الثورة او استعاد سطوته بدعم غربي ففي الحالتين روسيا ستكون الخاسر الاول اما ان يخرجها الغرب من سوريا سياسيا او يخرجها الثوار نهائيا مع سقوط الاسد
الغرب بدأ مغازلة النظام و روسيا بدأت مغازلة المعارضة ويبدو اننا امام مرحلة جديدة من تبادل الادوار ستتكشف خلال الاسابيع القادمة عن مفاجأت لم تكن بالحسبان
يبقى ان نشير ان الروس بغض النظر عن تاريخهم مع الثورة الا انهم اكثر مصداقية من الغرب الذي يتلون حسب مزاجه واهوائه

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.