الغرب لم يغير قواعد سلوكه الاستعماري معنا كمسلمين وعرب خلال قرون، لأننا لم نتغير، حيث مازلنا كما نحن
( لا يصلح به آخرنا إلا بماصلح به أولنا) ….ويبدو أن هذه القاعدة ( كانت منجما من الحكمة المجانية كدليل يستهدي به الاستعمار الغربي ليتحكم بنا بذات الأساليب القديمة التي حكم بها أولنا دون جهود اضافية …!!!
قطر هي وريثة دول الخليج دوليا في تأمين الحضانة والحماية (للأصولية السلفية )، وذلك بحمايتها دولية من شقيقاتها الخليجيات الكبار بعد تخليهم عن (الاسلاميين الحركيين لصالح الهوية الاسلامية للمسلمين كمواطنين وليس حركيين) ) وفق القرار الدولي، وذلك بعد عهد طويل من الحماية السعودية بل والاماراتية للاسلاميين منذ لقاء الملك (عبد العزيز المؤسس للكيان السعودي مع حسن البنا المؤسس لكيان الاسلام السياسي الأخواني المصري)، حتى تم نقل مركز الرعاية الدولية (للإسلام السياسي ) إلى أصغر دولة خليجية (قطر) بحماية دولية بعد استنفاذ المرحلة الأفغانية ( حيث التحالف الدولي كان مع السعودية ) لهزيمة الاتحاد السووفياتي، ومن ثم حلول عدو (إسلامي جديدي أخضر (طالبان والقاعدة وداعش) محل العدو الشيوعي القديم السوفييتي (الأحمر ) ..
وذلك بعد أن أسس الاستعمار القديم عبر (القيادة البريطانية)، فلسفته العلمية والفكرية والثقافية في العلاقة مع العالم العربي والفسطاط الإسلامي) ،على( السلفية القائمة على حماية الموت الداخلي البطي للعقل الاسلامي، وذلك عبر إشاعة (فلسفة الخصوصية )، حيث بنية ومصفوفة وترسيمة العقل العربي والإسلامي، وفق بحوث المستشرقين قائمة على النقل والحفظ والترداد والتكرار، والاستظهار حسب توجيهات المندوب الانكليزي السامي البريطاني الشهير كرومر لفرقته من البحاثة والمستشرقين المرافقين، عند تأسيس الجامعة المصرية سنة 1910 أن يخافظوا على خصوصية العقل ونسقه النقلي الحفظي التكراري المغلق..) …
فمنذ وزير الخارجية البريطاني بالمرستون الذي وجه بضرورة وضع حد لمحمد علي باشا الديكتاتور وانتصاراته ( بالضرب على رأسه حتى يتقيأ كل ما سرقه ابنه ابراهيم من سوريا )، يومها سخر ما ركس من (الحداثة الغربية المنافقة ) التي تحطم راس جيش محمد على الحديث ( بوصفه الوحيد في الشرق الذي يحمل على أكتافه رأسا ) إذ هي تريد أن تقطع هذا الرأس، وذلك لصالح السلطنة (العثمانية ) المريضة، والغرب إذ يقوم بقطع راس محمد علي الحديث والحداثي ، إنما يتم ذلك لصالح الطربوش العثماني الماضوي الفارغ حسب تعبير ماركس …
الآن تتورط تركيا الحديثة بدعم التحالف الغربي المنتج والمؤيد لهيكل عالم الخليج منذ قرون، ودور كيان دوله الريعية، لكن عبر أضعف نماذجه المكلفة بالتبعية لإيران وإسرائيل وأمريكا، التي لا تريد من قطر سوى ما قامت به لتتدخل أمريكا كحكم عالمي في حل المنازعات بين الأشقاء الخليجيين !!!!! ، أي قيام فطر بدورالتشويش والتخريب على البنية التكوينية الهيكلية للخليج التي تكمن قوتها في تماسكها ووحدتها ما دامت متشابهة ومتماثلة بنيويا وتكوينيا عضويا سياسيا واقتصاديا وثقافيا وسياسيا، وليس بين أنظمتها السياسية والاجتماعية فروق جدية تستتدعي الاختلاف …
حيث من غير المفهوم أن تختلف قطر ( (نوعيا وكيفيا) عن شقيقاتها الخليجيات كأنظمة تقليدية وراثية محافظة )، إلى الحد الذي يعطي مشروعية نوعية وكيفية للاختلاف، بل إن هناك من لمسات الحداثة السياسية والثقافية والاجتماعية لدى الكويت والامارات أكثر مما لدى قطر ذات الميول الماضوية الهجينة طائفيا وشعاريا ديماغوجيا أسديا وإيرانيا باسم الموقف من العدو الصهيوني حسب مزاعمهم الزائة ، في حين أن قطر فعليا هي الأقرب لإسرائيل وأمريكا دوليا وسياسيا وتبعيا، وبذلك تبدو قطر وكأنها شبيهة ديماغوجيا وشعاريا شعبويا ولفظيا هلاميا بالنظام الطائفي الأسدي الذي يدعي الممانعة والمقاومة مع إيران وحزب اللات ..
.فإذاكانت قطر لا تختلف بنيويا سياسيا و تكوينيا حضاريا عن شقيقاتها دول الخليج، فلا نستطيع أن نفهم معنى أ ن نكون منحازين لتمرد أناني صغير محكوم بعقدة قتل الأب داخليا (قتل الأب والجد )، وخارجيا عقدة قتل الأب تجاه ( الأ بوة الخليجية للسعودية) التي تبدو قيادتها للمنظومة الخليجية قيادة طبيعية وضوعية لعوامل تاريخية وجغرافية وسكانية ثابتة وقارة تاريخيا ( كرمز حضاري وديني للمقدسات والشعائر الاسلامية )، ما دامت قطر الصغيرة لا تقدم للمواطن العربي أي أفق ( نوعي تنويري ثقافي وحضاري متقدم على الخليج أو مختلف عنه حداثيا وعصريا)، فما هو المنطق الذي سيستند عليه المواطن العربي ( الخليجي وغير الخليجي) ليقف ضد كلية الكيان التاريخي للخليج فيماهو عليه، لصالح دويلة طامحة أسريا أن تكون السيدة لهذا الكيان دون أية مبررات للشرعية والمشروعية سوى خيار ومعنى أن يعرض المرء (العربي أو المسلم) نفسه في سوق النخاسة للبيع والشراء قطريا ….