الغربيون الذين اعتنقوا الإسلام 2-2
كامل النجار
في النصف الثاني من القرن العشرين، وبالتحديد في الستينات من ذلك القرن، بدأت مملكة آل سعود برامجاً متعدد المسالك للقضاء على تأثير القومية العربية تحت زعامة جمال عبد الناصر الذي كان ينادي بالقضاء على الملكيات في الدول العربية، ولنشر المذهب الوهابي في جميع الدول العربية وفيما بعد الغربية حتى تتمكن العائلة المالكة من فرض هيمنتها على المنطقة. بدأ ولي العهد وقتئذ، الأمير فيصل بن سعود بإنشاء رابطة العالم الإسلامي في مكة عام 1962، وأغدق عليها الكثير من بترودولارات المملكة. بدأت رابطة العالم الإسلامي، بتشجيع من الإدارة الأمريكية، بإقامة اتحادات ومجالس إسلامية وبناء المساجد والمدارس الإسلامية في جميع الدول العربية وفي شرق آسيا، لتكون المنطقة برمتها حزاماً عازلاً يمنع انتشار الشيوعية في تلك المنطقة الاستراتيجية المهمة. لم تجد رابطة العالم الإسلامي أفضل من الإخوان المسلمين لإنجاز تلك المهمة إذ كان أغلب الذين هربوا من مصر في ذلك الوقت من المتعلمين الذين عملوا بالجامعات المصرية وبالأزهر وبالبنوك المصرية. احتضنت السعودية ورابطتها الإسلامية جماعة الإخوان وفتحت لهم خزائنها، ومن ثم أرسلت بهم إلى أوربا لإنشاء مراكز إسلامية وهابية، صرفت عليها المملكة عشرا ت المليارات من البترودولارات. وسطع نجم الإخوان من أمثال المصري سعيد رمضان والفلسطيني عبد الله عزام في إلمانيا وسويسرا ولندن وأمريكا. وأنشأت الجماعة البنوك الإسلامية والجمعيات الخيرية لتمويه نشاطاتها السرية التي كانت تتلخص في دعم الجماعات الإسلامية الإرهابية ونشر الوهابية.
قامت السعودية مع دول الخليج بضخ ملايين الدولارات للجامعات الغربية في شكل منح لإنشاء كراسي تعني بتدريس الإسلام، فرضخت أعرق وأقدم جامعات الغرب للتأثير الإسلامي الإخواني الوهابي وتركت اتحادات الطلبة الإسلاميين تسرح وتمرح في الجامعات وتصرف البترودولارات لاجتذاب الطلبة الغربيين إلى الإسلام بالمساعدات المالية وبالخداع. وأصبح نقد الإسلام في تلك الجامعات يؤدي إلى فقدان الوظيفة. ولم تسلم حتى المدارس الإبتدائية في أوربا وأمريكا من تأثير البترودولارات، فأصبحت المدارس في أمريكا تطلب من تلاميذها أن يعيش التلميذ ثلاثة أسابيع بعقلية إسلامية واسم مسلم، ثم يقص على الفصل بعد نهاية الأسابيع الثلاثة قصته كمسلم وماذا تعلم منها.
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=wEsuTea_OYA#!
ثم طبعت مصلحة الشؤون الدينية بمكة ملايين النسخ من القرآن بالعربية والإنكليزية ووزعتها مجاناً على السجون والمساجد في أوربا وأمريكا وشرق آسيا (Secret Affairs, Mark Curtis ص 115). وجندت المئات من إئمة المساجد لينشروا الوهابية في مساجدهم في أوربا وأمريكا، وفي سجون تلك البلاد. وكما يقول المثل الإنكليزي money talks فقد بدأت البترودولارات تصدر أصواتاً نشازاً في أوربا وأمريكا تمثلث في رفع الأذان باللغة العربية في عواصم ومدن تلك البلاد، وحتى في سجونها، وأقيمت غرف للصلاة في مدارس ومستشفيات أوربا. وكنتيجة حتمية لهذه الأموال الطائلة دخل أشخاص عديدون المساجد الإسلامية ليعلنوا إسلامهم لاقتناء بعض المال أو استجابة للغش والخداع الذي مارسه وما زال يمارسه القائمون على نشر الإسلام في أوربا وأمريكا.
يقول فياز مغال Fiyaz Mughal، المسؤول الأول في منظمة Faith Matters الإسلامية: (قد تحول 5200 شخص إلى الإسلام في إنكلترا في عام 2010. أغلب هؤلاء المتحولين إلى الإسلام هم فتيات متوسط أعمارهن 27 سنة.)
وأظن أنه من الواضح أن معظم هؤلاء الفتيات تحولن إلى الإسلام تحت تأثير صداقتهن مع شبان مسلمين من الهند وباكستان (أكبر الجايات المسلمة في إنكلترا). من هؤلاء النساء مثلاً، مذيعة التلفزيون المشهورة كرستيان باكر Kristiane Backer التي تحولت إلى الإسلام بعد صداقتها مع لاعب الكريكت الباكستاني إمران خان Imran Khan. وكذلك السيدة جيمايمة جولدسميث اليهودية التي تزوجها إمران خان وأعلنت إسلامها وعاشت في باكستان عدة سنوات ثم انفصلت عن زوجها، وهي تعيش الآن الأجواء الصاخبة والحفلات على بلاجات مونتي كارلو والرفييرا وأصبح لها عدة بوي فرندز. ولا ننسى السيدة لورين بووث، شقيقة زوجة توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، والتي كانت تعمل صحافية في محطة تلفزيون إيرانية تذيع من لندن. هذه السيدة أعلنت إسلامها ولبست الحجاب بعد أن قرأت 16 صفحة من المصحف المترجم إلى الإنكليزية. وربما يكون سبب إسلامها تأثرها الفائق بالقضية الفلسطينية إذ أنها تعمل في مجال حقوق الإنسان، أو ربما يكون للمال الإيراني دخلٌ في ذلك.
يقول الأستاذ كيفن برايس Kevin Brice من جامعة اسوانسي في مقاطعة ويلز البريطانية، والذي أجرى دراسة مستفيضة عن الغربيين الذين تحولوا إلى الإسلام، يقول ( Some are converts of convenience, who adopt the religion because of a life situation such as meeting a Muslim man, although the religion has little discernible impact on their day-to-day lives. For others it is a conversion of conviction where they feel a calling and embrace the religion robustly.”
وترجمتها كالآتي: بعض المتحولين إلى الإسلام تحولوا لأسباب تخص راحتهم الشخصية، كصداقة رجل مسلم، دون أن يكون للإسلام أي أثر على حياتهم اليومية. وهناك من اسلم لشعورهم بالحاجة إلى معتقد يجلب لهم الراحة النفسية
بعض المشاهير أسلم لأسباب تافهة جداً، فمثلاً الممثل الأيرلندي ليام نيسون Liam Neeson، قال لصحيفة “الصن” البريطانية إنه كان في رحلة إلى استانبول التي بها 4000 مسجد، وإن صوت الأذان خمس مرات باليوم كاد أن يدفعه إلى الجنون في الأسبوع الأول، ثم تدريجياً تعود عليه ووجده شيئاً جميلاً جداً، ولذا فكر في اعتناق الإسلام. وهو كغيره من الغربيين الذين تأثروا بترتيل القرآن وجمال صوت المقريء دون أن يفهموا شيئاً عن المحتوى (الرجاء مشاهدة هذا المقطع لترى تأثير تلحين القرآن على المستمع)
http://www.youtube.com/watch?v=kH4V63TJqp8&feature=related
رغم مليارات الدولارات التي صرفتها مملكة الشر لأسلمة الغرب، نجد أن الذين اعتنقوا الإسلام في بريطانيا في عام 2010 لا يتعدى 5200 إمرأة ورجل، أغلبهم نساء وجدن أن اعتناق الإسلام هو أقصر الطرق للفوز بعريس. ويمكن أن نقسّم البريطانيين الذين أسلموا إلى عدة فُرق:
الفريق الأول: نساء دخلن الإسلام بسبب صداقتهن لرجل مسلم يرجون الزواج به، وهؤلاء النساء لا يعرفن عن الإسلام أي شيء غير الحجاب
الفريق الثاني: المساجين الذين توزع لهم المنظمات الإسلامية المصاحف المطبوعة في السعودية مجاناً ويزورهم إئمة المساجد في السجن لتدريسهم الإسلام. هؤلاء المساجين أغلبهم شباب متمرس في الجريمة ويهوى المغامرات، وهذا هو النوع الذي يتدرب على الإرهاب بعد الخروج من السجن ويفجر الطائرات والقطارات في العواصم الغربية
الفريق الثالث: الشباب الضائع والعاطل عن العمل والذين يفتقدون المسكن والقوت وينامون في الشوارع وأمام الكنائس والمساجد. هذا النوع من الشباب فريسة سهلة الاصطياد للمنظات الإسلامية التي تقدم لهم الطعام والمأوى وتجتذبهم إلى المساجد ليتعلموا الإسلام
الفريق الرابع: رجال ونساء متعلمون لكنهم غير راضين بالحياة التي يعيشونها. هذه الفئة من الناس يخدعهم الإسلاميون الذين يقدمون لهم الإسلام المكي وآيات التسامح التي تبهرهم، فيعتنقون الإسلام دون أن يعرفوا فقهه الذي يدعو إلى قتلهم إن لم يسلموا
الفريق الخامس: فئة من المنتفعين والمتسلقين الذين يرون في الإسلام فرصة لاقتناء المال والصداقات التي تنفعهم في أمور كثيرة، مثل الدكتور موريس بوكاي الذي كتب الكثير عن الإسلام وتظاهر بأنه مسلم لكنه لم يسلم حسب شهادة زملائه وأصدقائه
الفريق السادس: فئة قليلة جداً من الرجال الذين درسوا الإسلام ووجدوه ملائماً لهم أكثر من المسيحية التي تربوا عليها، وربما لم يدرس هؤلاء الرجال المعتقدات الأخرى مثل البوذية التي تعلو على الإسلام في أغلب تعاليمها
هناك فريق من العلماء يخدعهم الداعية اليمني الزنداني، رئيس منظمة الإعجاز القرآني، ويقدم لهم تذاكر الطائرات ونفقات السكن والأكل في الرياض أو جدة ليتحدثوا عن آيات معينة في القرآن ليحلل الزنداني الأموال التي تتدفق عليه من مملكة الشر. وبعد المحاضرة مباشرة تبدأ الصحافة الإسلامية في التهليل والتكبير لأن هؤلاء العلماء قد أسلموا، وهم لم يسلموا إنما قدموا محاضرات مدفوعة الثمن وقالوا ما أراد لهم الزنداني أن يقولوه، أي بمعنى آخر باعوا ضمائرهم. وأنا شخصياً لم أعثر على اسم أي عالم غربي أسلم عن اقتناع بالإسلام غير أن العَالم الإسلامي ما زال يهلل للفرنسي رجاء جارودي Roger Garaudy الذي وُلد كاثوليكياً وتحول إلى البروتستانتية عندما بلغ سن الرابع عشرة، ثم أصبح شيوعياً وانضم إلى الحزب الشيوعي الفرنسي وسُجن في الجزائر أيام الحرب العالمية الثانية. ثم رجع إلى الكاثوليكية وأخيراً أسلم عام 1982. ولأنه أنكر المحرقة اليهودية، وصفه عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري، بأنه أعظم فيلسوف غربي، وقال عنه القذافي إنه أعظم فيلسوف بعد أرسطو وإفلاطون، وحتى حسن نصر وصفه بأنه أعظم فيلسوف في القرن العشرين، كأنما حسن نصر يعرف شيئاً عن الفلسفة، ومنحته السعودية جائزة فيصل العالمية لخدمة الإسلام. كل ذلك يقال عن رجل متذبذب في مبادئه وفي معتقداته واعتنق الإسلام ربما لأسباب شخصية.
في اعتقادي أن الإسلاميين يعتمدون على المبالغة في الدعاية عن أعداد الغربيين الذين أسلموا لأنهم يعرفون ضعف معتقدهم ويخافون له نفس المصير الذي حاق بغيره من المعتقدات. وكلما كان المعتقد أكثر هشاشة كلما كبرت ماكينة الدعاية لذلك المعتقد، كما أثبت جوبلز في ألمانيا الهتلرية.
وفي النهاية فإن أغلب الغربيين الذين اعتنقوا الإسلام هم من السود المحرومين في أمريكا، ومن محترفي الإجرام في السجون الغربية، أو من لاعبي الكرة الجهلاء أو الملاكمين مثل مايك تايسون أو المغني مايكل جاكسون. ولا أعتقد أن أي دين يمكن أن يفختر بمثل هؤلاء الأتباع، ولكن أمة محمد تعمل بالحديث الذي يقول “تناكحوا، تناسلوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة”. المهم هنا الكم وليس النوعية. وإليكم هذا المقطع لتروا نوعية الغربيين الذين يدخلون الإسلام
http://www.youtube.com/watch?NR=1&feature=fvwp&v=_TSiSzDIq-8
أخر الكلام بعد التحية والسلام .. ؟
١ : أولا لقد سعدت جدا أن ألقاك على موقع مفكر حر ؟
٢ : ياعزيزي د. كامل النجار إن قومية ألأعراب وليس العرب لأن العرب الحقيقين كانو مسيحيين وذو حضارة ومدن لابأس بها ، فالأعراب هم والإسلام وجهان لعملة واحدة ، ولهذا تجد تداخل الدين والقومية عندهم مصيري ، لأنه إن سقط ألإسلام سقطت القومية معه ، وإن سقطت القومية سقط ألإسلام معها ؟
٣ : الحقيقة المرة تقول إن أسلمو أو م يسلمو ، فإن ذالك لن يجمل من وجه الإسلام القبيح بشهادة من يتركه قبل شهادة أعدائه ؟
٤ : وبفضل العم كوكل والعمة تويتر والخال فسيبوك أصبح كل شئ في ألإسلام والسيرة والحديث عاريا أمام الساعين للحق والحقيقة ، لأن زمن الضحك على الصغار والعقول والذقون قد ولى ؟