“العيد المجنون”: كل ما تريدون معرفته حول عيد المساخر

israelmasakherdayالأزياء، المسيرات، الطرود الغذائية، الخشاخيش، الكعك المليء على شكل مثلث وأيضًا: الوصية، السكر حتى لا تكاد تميّز بين اليمين واليسار. إسرائيل تحتفل بعيد المساخر، وليس الأطفال فقط سعداء

هداس هروش : موقع المصدر

كل من يتجوّل في شوارع إسرائيل في الأيام الأخيرة سيصادف مظاهر غريبة: أشخاص مع شعر أزرق، أطفال يرتدون الزيّ الرسمي، بنات بماكياج مفرط، أقنعة، أجنحة، ومجموعة متنوعة من الأزياء الملوّنة. لا، لم يُجنّوا، ويجري الحديث عن عيد المساخر؛ وهو عيد يهودي كلّه فرحة واحدة كبيرة.

وأصل العيد كما في سفر إستير، وهو سفر من الكتاب المقدّس يحكي عن إعفاء اليهود من الخطّة التي أعدّت في ساحة الملك أحشويروش الخاصّة. كلّ عام في عيد المساخر تتم قراءة هذا السفر، وفي كلّ مرّة يذكر فيها اسم هامان، الذي خطّط لقتل اليهود، وكانت نهايته إعدامه شنقًا لمحاولته خيانة الملك، ومن المعتاد أن يتم إصدار الضجة من خلال خشخيشة (لعبة للأطفال تدور وتصدر صوتًا حادًا)، من أجل عدم سماع اسمه.

وقد سمّيت على اسم هامان، بالمناسبة، الأكلة الشعبية للعيد “أذني هامان”. وهي كعك مثلث من عجين هشّ، ومملوء بالخشخاش، الشوكولا أو التمر. ولا يأكلون الكعك فقط في هذا العيد. إحدى عادات العيد الجميلة هي “الطرود الغذائية”، والتي كانت في أصلها طرودًا من الطعام تقدّم للفقراء والمحتاجين، واليوم يتم الاحتفال بواسطة تبديل الطرود المحمّلة بالحلوى، الوجبات الخفيفة والكعك مع الأصدقاء والأطفال.

عيد المساخر هو أحد أكثر الأعياد التي يحبّها أطفال إسرائيل. ليس فقط لأنّهم يأخذون طرودًا مليئة بالحلويات، وإنما لأنّه ولعدة أيام، يمكن للطفل أن يختار لنفسه زيًّا تنكّريًا ملوّنًا، وأن يصبح شخصًا آخر، وفقًا لاختياره فحسب.

بالنسبة للأطفال الصغار جدًّا، فتنتشر بشكل خاصّ أزياء تنكرية على شكل حيوانات؛ مثل القطط، الكتاكيت، الجراء، الخنافس، الأسود والنمور الصغيرة واللطيفة. بالنسبة للفتيات تنتشر بشكل خاصّ أزياء الملكات والأميرات بأنواعها، فمن تلك التي لا تريد أن ترتدي ثوبًا ورديّا ومنتفخًا، وأن تضع تاجًا على رأسها وماكياج “الكبار”. بالنسبة للأولاد فالأكثر شيوعًا هو أزياء رجال الشرطة، الجنود والنينجا على أنواعها.

وتنتشر بشكل خاصّ أيضًا أزياء “الشعوب”: الهنود الحمر، الهنديّات، الأفارقة، المغاربة، المكسيكيّون، وغيرهم. يتنكّر العلمانيّون بأزياء المتديّنين، الأولاد بأزياء البنات، الكبار بأزياء الأطفال، والكثير من المهرّجين. “والعكس صحيح”، تلك هي كلمة السرّ.

وليس الأطفال فقط هم من يسعد في العيد. مَن منّا لم يكن يريد أن يكون شخصًا آخر ليوم واحد؟ إنها فرصة رائعة لارتداء الملابس الملوّنة، الغريبة والمضحكة، والتي لم نكن نجرؤ على الخروج فيها من المنزل في أيّ يوم آخر.

هناك عدد لا يحصى من الحفلات والنوادي التي تفتح أبواها في العيد، وتتضاعف الفرحة حيث إنّ إحدى وصايا العيد هي السكر، الشرب “حتى الثمالة”، أي: حتى لا نميّز بين اليمين واليسار، حتى نفقد الحواسّ. تمتلئ الشوارع بالمسيرات الضخمة؛ الشاحنات والعربات المزيّنة التي يوضع عليها الأطفال والكبار المتنكّرين، يرقصون ويغنّون، والعشرات من الناس المتنكّرين والذين يرافقون المسيرة سيرًا على الأقدام، ينشئون جوّا من الفرح والخفّة في جميع أنحاء البلاد.

لا عجب أنّه عيد محبّب. كلّ شيء ملوّن ومزيّن، الجميع لطفاء مع الجميع، الناس يوزّعون الحلوى، يرقصون ويغنّون في الشوارع. كيف يمكن ألا يفرحوا؟ نتمنى عيدًا سعيدًا، لمن يحتفل، وأيضًا لمن لا يحتفل.

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.