العميد الركن مصطفى الشيخ : المشروع النووي بين نظام الأسد وايران يكشف الآن؟

mostafa_sheikhالعميد الركن مصطفى الشيخ : جميعنا يذكر قصة اغتيال العميد محمد سليمان على شاطىء طرطوس ، هذا الرجل الذي كاد او يكون بالصلاحيات التي اعطيت له بصلاحيات بشار الاسد من حيث الدور السري الذي كان يمارسه في عدة اتجاهات منها اشرافه توريد الاسلحة لحزب الله وتطوير بعد انظمته الصاروخية في مركز الدراسات والبحوث العلمية حيث لتأمين هذا الهدف واهداف اخرى كالاشراف على التصنيع الكيمائي حيث تم تقليص دور اللواء علي مملوك المسؤول الاول عن التصنيع الكيميائي ، بالاضافة لاشرافه على المشروع النووي والذي يعتقد انه جزء اساسي من المشروع النووي الايراني حيث تم انشائه بالتعاون مع كوريا الشمالية وطهران واقيم جزء منه في منطقة الكبر والذي تعرض لقصف الطيران الاسرائيلي في عام 2007 ، حتى ان العميد محمد سليمان هو من اشرف على تنظيف الموقع بعد قصفه من التلوث الاشعاعي قبيل دخول بعثة الامم المتحدة للكشف عن الموقع والتلوث فيه وهذه المهمة تم التغاضي عنها باعتبار ان المفاعل قد تم تدميره ، ناهيك ان محمد سليمان هو من قام بتصفية عماد مغنية بناءً على صفقة بين النظام واسرائيل يتم من خلالها افشال المحكمة الدولية لقتل الحريري وكان الوسيط وقتئذٍ العميد محمد سليمان من خلال اخ له وحيد كان تربطه باسرائيل علاقة وطيدة جداً ، وقد تم تصفية محمد سليمان بأمر من بشار الاسد لبقاء هذه الملفات سرية وبدون اي شاهد ، وهذا على كل حال ديدن المخابرات في هكذا قضايا من هذا النوع ، وعندما اعلنت امريكا عن نيتها ضرب النظام لاستخدامه الكيمائي تم تسليم المخزون الكيميائي لامريكا كما هو معروف الا ان الحقيقة ان المخزون الذي سلم يقتصر على غاز الزارين فقط وحتى على المادة ما قبل النهائية والتي يضاف اليها الكحول الايتيلي عند الاستخدام ، واغفل الامريكيون المادة السامة الاخطر وهي غازات FX وكذلك السلاح البيولوجي ( الجمرة الخبيثة ) وباعتقادي تم غض الطرف عن تلك المادتين كنوع من الطعم لاستدراج النظام وايهامه بأن امريكا تدعمه ولا تود اسقاطه وهذا باعتقادي ما جرى ، لنفاجىء اليوم ان النظام وايران لديهم مفاعل نووي غرب دمشق بالقرب من جمرايا في موقع يصعب رصده من قبل طائرات الاستطلاع ، كما تبدو المعلومات المسربة حتى الان ان المفاعل الان يتواجد فيه طاقم ايراني صرف ، وهذا المشروع تحت اشراف ماهر الاسد شخصياً ، حيث حفرت انفاق للوصول اليه تحت الارض ، والمفاعل يعمل بنشاط الى الان وان دورة التبريد التي تبرد المفاعلات النووية تتم من خلال المياه التي تغذي اطراف مدينة دمشق كمخيم اليرموك والحجر الاسود والقابون وحرستا ، حيث ظهرت امراض في الفترة الاخيرة تؤكد ان المياه ملوثة بشاطات نووية ، حيث قامت اسرائيل بالسنة الماضية بقصف جمرايا بناءً على معلومات غير واضحة عن ذلك المشروع وقد تم تسريب معلومات خاطئة عن المشروع بهدف تضليل المخابرات العالمية واجهزة الاستطلاع ، وباعتقادي ما تم اكتشافه الان يؤكد ان امريكا واسرائيل بدأت في المرحلة الجدية بمعالجة القضية السورية بعد ان اكتملت المعلومات بهذا الخصوص ، فمواقف تركيا المفاجئة اتجاه اسرائيل وروسيا تحمل في باطنها الكثير الكثير وهي اهم حدث منذ اندلاع الثورة السورية ، ناهيك ان هناك قضيتين مهمتين جداً : الاولى ان ما تشهده اصفهان من مسيرات احتجاج ضد التدخل بسوريا وكذلك بعض المدن الاخرى وامتعاض ايران من مسعود البرزاني مههددة باجتياح كردستان ، والثاني هو تهاوي الاقتصاد الايراني وقيمة العملة بشكل متسارع في ايران ، هذين العاملين مع ما يجري من احداث عسكرية على الساحة السورية وامتعاض حزب الله من النظام الذي لم يعد لديه القدرة البشرية على القتال على الاطلاق ، فحاضنته في اسوأ حال وهذا ما انعكس على انسحابات لحزب الله في جنوب حلب مفاجئة في اليومين السابقين وما يجري من مناكفات بالسلاح بين الدفاع الوطني وبعض المليشيات وبقايا الجيش السوري في الساحل الذي يتقهقهر بسرعة تنبىء فيما لو استمر الثوار بهذه الوتيرة بأن الساحل مهدد بشكل جدي ولاول مرة منذ اندلاع الثورة ، الامر الذي يبدو فيه ان روسيا استدعت حاملة طائرات لتدارك الموقف والانهيارات في صفوف النظام والحالة المعنوية المتردية التي وصلت اليها ، جميع هذه المعلومات تؤكد باعتقادي القديم الجديد بأن ايران تم توريطها وغاصت في وحول سوريا واصبح الوضع بالنسبة لايران امران احلاهما مر ، ان انسحبت فستكون كارثة وينفجر الداخل وان بقيت بسوريا فالنتيجة باتت معروفة هي الفشل ولا سواه ، ضمن هذه الضبابية في المواقف الدولية والمطمطة بالزمن منذ اول الاحداث لخير دليل على ان الامور في مجملها تسير لصالح الشعب السوري وضد ايران التي لا يمكن بأي حال ان تكون او تبقى قوة منافسة لاسرائيل بالشرق الاوسط …

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.