ولان المتدين الاصولي في صراع دائم بين رغباته وتعاليمه فلن تجد فكره تسيطر على عقله ومخيلته وتستحوذ على كامل تفكيره وتشكل له هاجس يقلق منامه ويقض مضجعه مثلما هو ) الجنس (… فتجد حياته كلها تتمحور حول شيئين لا ثالث لهما المرأة والجنس!
لا شغل لهم ولا شاغل سوى مراقبة النساء ومحاولة السيطرة عليهن خشية وقوعهن في براثن الرغبة الجنسية ! اغلب فتاواهم ومؤلفاتهم وكتبهم وبرامجهم وصفحاتهم تدور في فلك المرأة !! كل همهم هو كيفية السيطرة عليها وتحجيمها وتقطيع جسدها لإطفاء رغبتها والتدخل في ادق تفاصيل حياتها بداية من الملبس مرورا بالعادة الشهرية وصولا لنتف شعر الحواجب!
يمارسون سيطرتهم ووصايتهم بالترغيب حيناََ وبالترهيب أحياناً, لان عقولهم المسيطر عليها الكبت الجنسي تتصور بأنه في حال معاملة المرأة كإنسان كامل حر الإرادة بدون سيطرة الاب والاخ والزوج وشيخ الجامع والفقيه والمفتي، فانها سوف تنحرف وتتحول كافة النساء لبائعات هوى!!
لهذا تجدهم يرتعدون وترتجف مفاصلهم خوفاً من مجرد ذكر مصطلحات مثل الليبرالية والعلمانية، لأنها مرتبطة في اذهانهم بالحرية, والحرية تلك القيمة العليا التي تناضل من اجلها الشعوب والافراد لا تعنى لهم سوى الجنس و فقد السيطرة على المرأة!!
فتجد الشيخ شومان يفسر لك الليبرالية بأن أمك تقلع الحجاب!
وتجد اخرون يفسرون لك العلمانية بانك تفتح الباب لعشيق أمك واختك!
اما الالحاد عندهم فهو أنك تنام مع أمك واختك!
تفسيرات مضحكه لن تجدها في أي كتاب في العالم او لدى أي شعب اخر من شعوب الكره الأرضية بل والمجرة بأكملها سوى عند الأصوليين لأنها تعكس بوضوح ازمة عقولهم !
فإن جل ما يخشونه إذا ما استردوا حرياتهم هو فقد سيطرتهم على نساءهم وان ما يمنعهم شخصياًً من ممارسة الجنس مع امهاتهم وبناتهم واخواتهم هو الفتاوى الدينية فقط!!!!!
ولكنهم لم ينتبهوا لكون المرأة عندما تريد او ترغب في ممارسة الجنس مع عشيقها لن يمنعها لا دين ولا اخ ولا اب ولا زوج , لم يدركوا بأن الحرية تعني الاتزان و المسؤولية وبأن الكبت يولد الانحراف والانفجار, لم يفهموا ان الممنوع مرغوب وان ما لا يحدث في العلن يحدث خلف الأبواب المغلقة, وان الدول العربية الإسلامية هي الأعلى معدلاَ في ظاهرة أطفال الشوارع وممارسة ما يسمى بزنا المحارم وكلما تشدد المجتمع دينياََ كلما زاد الكبت وزادت الانحرافات الجنسية حيث تقدر الاحصائيات بأن اكثر من ربع الأطفال في السعودية تعرضوا للتحرش الجنسي!!
فما هي علاقة العلمانية بالجنس؟؟
علاقة العلمانية بالجنس هي نفس علاقة الروبوت صوفيا بفتاوى النكاح!
فبينما تنشغل الدول العلمانية بتطوير الذكاء الاصطناعي متمثلاًَ في الروبوت صوفيا , ينشغل شيوخ الإسلام بفتاوى نكاحها!!
وبينما ينشغل الغرب بتطوير الية إدارة المجتمعات بما يضمن المساواة والعدل والحرية للجميع عن طريق العلمانية , ينشغل الشرق بتكفيرها وربطها بالجنس!
فكما ذكرنا في مقالنا السابق
ان العلمانية مفهوم وأسلوب إدارة الدول المتحضره للمجتمع يستند على ثلاث مبادئ اساسيه هي :
فصل المؤسسة الدينية عن مؤسسات الدولة، حرية الاعتقاد والرأي والتفكير، المساواة التامة امام القانون وتكافؤ الفرص.
فالعلمانية هي الضمان الوحيد للتعددية والحرية والمساواة والعيش المشترك.
ولان العلمانية تحترم الحريات والقناعات فإن المرأة كما الرجل في ظل المجتمعات العلمانية، مواطنة تنعم بالمساواة والحرية وتكافؤ الفرص وانسان كامل الأهلية حر الإرادة لا يخضع لوصاية أحد ولكونهم غير واثقين في قناعات امهاتهم وزوجاتهم وبناتهم فانهم يخشون الحرية لتصورهم بان نساءهم بمجرد ان يكسرن القيود ويتخلصن من الوصاية والسيطرة فأول ما سوف يفعلونه هو خلع الحجاب وممارسة الجنس! وهذا يعني انهم يعترفون بشكل ضمني بان العفة والحجاب ليسوا من اختيار نساءهم الحر ولكنهن خاضعات مستسلمات ومجبرات على ذلك!!
فالعلمانية تضمن للإنسان حرية اختياره واحترام عقيدته وقناعاته، فلا اجبار ولا اكراه في ظل العلمانية..
فإن اختارت أمك ان تلبس الحجاب فهي حره تماماًَ في اختيارها وان اختارت ان تخلعه فهي ايضاً حره ولا يجوز التدخل في ارادتها .. فأمك واختك في ظل المجتمع العلماني احرار ليس لك عليهم وصاية او سلطان!
فموضوع تلبس امك أو تقلعها ليس مطروح من أساسه !!
وهذا ما ترتعبون منه أيها الاصوليون ان نكون احراراً ونكسر قيود بلطجتكم ووصايتكم علينا…
فالمرأة والانسان بشكل عام في ظل المجتمعات العلمانية هي كيان عاقل حر مسؤول عن افعاله واختياراته لا يخضع لوصاية أحد قادر على رسم حياته وتحديد مصيره بنفسه وان كنتم غير واثقين في قناعات نساءكم فتأكدوا بأنه لا يستطيع انسان أياَ كان بل لن يستطيع جيش بأكمله ان يمنع انسان اخر من شيء يريده!
الفرق الوحيد انه في ظل العلمانية التي تحمي الحرية كل شيء يكون في العلن وفي ظل القمع والكبت كل شيء يتم في السر.
فان كنت تخشى عزيزي الاصولي من الحرية خشيتك من سلوكيات أمك واختك فتأكد تماما بأن ما تخشاه في العلن يحدث في الخفاء!