العلمانية بأحد تعريفاتها هي قانون ودستور ومن بين سطورها انبثق الميثاق العالمي لحقوق الإنسان 10/ديسمبر/ كانون أول 1948، القائم على العدالة والمساواة وهي مبادئ ترفضها بشدة الأنظمة والدول الدينية التي تتعارض مع معتقداتها القائمة على العنصرية والفوقية والتميّز والفاشية، أي أنها-العلمانية- نظام حقوق مصانة للجميع، للأقليات قبل الأغلبيات التي تحاول التغول وابتلاع الأقليات بحجة امتلاك ناصية الحقيقة المطلقة وسندات التمليك سلفاً للجنة للحياة والموت ونصـّبت من نفسها وصية على البشرية مدى العمر، فالعلمانية هنا ليست رخصة “إباحية” مطلقة كما يفهمها البعض ويحاول من خلالها النيل منها وتشويهها وبالتالي رفضها، لممارسة كل أنواع الفجور والموبقات ونشر المعتقدات الشريرة والدعوة لحمايتها وشرعنتها والاعتراف بها، ونعني هنا أتباع الثقافة الوثنية لدواعش يثرب ومكة القرن السابع الميلادية، فالقانون أولاً وفوق الجميع، وطبعاً، العلمانية لن تعترف بتفوق قبيلة قريش وتمييزها وتفضيلها على البشر وسيادتها على العرق البشري أو إعفائها من المسؤولية القانونية.
والعلمانية ليست الصمت عن المجرمين والقتلة السباة العنصريين وتمرير ونسيان جرائمهم واعتبارها دينا وعقيدة وإلا لسادت الفوضى ولقام كل مجرم بالتلطي والاختباء وراء “عقيدته” الفظة البربرية وفكره العقيم العفن الدموي التعيس، وممارسة إجرامه وحقده كي يستطيع البقاء والاستمرار. ومن هنا فالعلمانية تشكل رادعا لكل هؤلاء وتقف في وجههم وتحمي المجتمع كل المجتمع وأطيافه منهم ولذا فـ”أصحاب العقائد” العنصرية يرفضونها ويحاربونها بشدة بحجة الإلحاد والإساءة لمعتقدهم وتهديده…..
كل ما يخالف الميثاق العالمي لحقوق الإنسان هو ضد قيم العصر التنويرية وبالتالي ضد القوانين العلمانية التي تحمي الجميع بما فيهم التكفيري العنصري الوثني الذي يعتقد أنه فوق الجميع وذلك بـ”ضبه” وردعه واحتوائه ووضعه على الطريق الصحيح ومنعه من التجاوزات والانتهاكات والاعتداء على أعراض وحقوق وكرامات البشر وانتهاك الحرمات وهتك الأعراض واستعباد البشر وإخضاعهم لسلطانه والفتك بهم لأنهم لا يشاركونه هذيانات وهلوسات جبريل وغار حراء والعقد الجنسية لهذا وذاك وكله باسم عقيدة ما وإفهامه الطبيعة الحقيقية للحياة التي هي حق مشترك للجميع وهبته لهم الطبيعة….
فالعلمانية بهذا المنظور ومن هذه الزاوية وبالنهاية هي قانون ودستور يجب أن يطبـّق على العنصريين والطائفيين والتكفيريين والقتلة والدواعش الوثنيين الزعران أعداء البشرية والحرية عبيد الحجارة والأصنام كما غيرهم وتحرير وتخليص المجتمعات من شرورهم وحقدهم وكراهيتهم ووضع من لا يمكن التحكم في سلوكه وتفكيره الشاذ وانحرافه الخلقي (تبرير معاشرة الأطفال ومعاشرة الصغيرات واغتصابهن البيدوفيل)، تحت مظلة القانون وإحالة الحالات الميؤوس منها إلى مصحات عقلية تصرف عليها الدولة العلمانية لإعادة تأهيل أصحاب المعتقدات الشاذة والأفكار العنصرية التكفيرية الخطيرة على الأمن والسلم الأهلي لحماية الجميع….
والعلمانية لا تعني الصفح عن أي مجرم والتسامح مع الجرائم واللصوص والسباة والبورنو المقدس على الإطلاق ولا أن يحتمي بها الجلادون والمجرمون السباة الغزاة ناكحو الصغيرات لصوص الحضارات العنصريون الفاشيست الوثنيون عبدة الحجارة والأصنام وكلنا نعلم ونتابع يواجهه السعوديون –بسبب عقيدتهم وتربيتهم وتثقيفهم الوثني العنصري الخاطئ والمنحرف- من مساءلات قانونية وسجن ومحاكمات بسبب معاملتهن للخادمات واغتصابهن والتحرش بهن والتعرض لهن في الولايات المتحدة واعتقادهم أنهم محميون ومستثنون من القوانين الفيدرالية فقط لأنهم مسلمون يسجدون لوثن في الصحراء ولديهم عقيدتهم الوثنية وعبادة البشر عندهم والتشبه بالدواعش –دواعش يثرب ومكة القرن السابع الميلادي- تبيح لهم السبي وتحليل الدماء واغتصاب النساء وممارسة الدعارة الشرعية وملك الأيمان مع أي كان ….
السجود لوثن بالصحراء وترديد بعض الهلوسات والاعتقاد ببعض الأوهام لا يعطي أحداً حق قيادة البشر والتسيد عليهم والتسلط على رقاب البشر والتميز وان يصبح مواطناً من الدرجة الأولى لكونه “الأشراف الهاشميين”، أو من نسل آل البيت (على فكر آل البيت مجرد خرافة كبرى إذ لا يوجد أولاد ذكور من نسل محمد مؤسس الإسلام، وثانياً هناك حقائق أخرى مرعبة تتعلق بولادة نبي الإسلام لا داعي لذكرها حالياً وليست موضوع بحثنا)، والعلمانية لا تعترف بسيادة بني هاشم وقبيلة قريش وكل البشر متساوون بالحقوق والواجبات عندها، ومن هنا ففي الدولة العلمانية لا يمكنك ان تكون مسلما حقيقياً تؤمن بالقتل والسبي والسطو وتحلل الدماء وتقطع الرؤوس وتطبق الحدود وتمارس الشذوذ الجنسي مع الصغيرات وتبيع النساء بالأسواق وتغزو وتسطو ثم تقول هذه عقيدتي ويجب أن تحترموا عقيدتي لكن هذا شذوذاً وجرائم عندها ستذهب للسجن – يا روح أمك- بسبب معتقدك التكفيري الوثني الإجرامي وكتابك وفقهك الذي حلل الدماء وقطع الرقاب وباع الرقيق والنساء وسبى الحرائر واغتصبهن وسمح بالزواج من نساء محصنات بعد خلعهن قتلاً أو عنوة من تحت أزواجهن كزينب بنت جحش –وطبعاً بعدما قضى زيد منها وطراً- وصَفِيَّة وَجُوَيْرِيَة ورَيْحَانَة بِنْت شَمْعُون النَّضْرِيَّة وماريا التي رفضت أن تتأسلم وظل لقبها ماريا القبطية؟ فهل هذا معتقد وسلوك تجيزه أية دولة وقانون وضعي إنساني؟ هل تستطيع فعل هذا في الغرب أم فقط في السعودية والدول الوثنية؟
تشكل العلمانية ودول القانون والدستور العلماني اليوم سيفاً مسلطاً فوق رقاب جميع أصحاب العقائد الفاشية التوتاليتارية والعنصرية ولذا يحاربونها ويرفضونها لأنها تسلبهم شرعيتهم ومبرر حياتهم وتكبلهم وتشلّ حركتهم.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلامية
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
١: كان من يرسب في مادتين يطّلع إكمال ويحق له الامتحان بهما في الدورة الثانية ، طيب كيف يعقل نجاح من رسب حتى في الرياضة والنشيد والدين ؟
٢: وعلى ضوء ما ذكر كيف يستقيم دين وربه سفاح وديوس لغزاة ومجرمين ، والمصيبة المسلم المتدين نفسه لا يقبل هذا الفسق والمجنون على نفسه وعرضه ،والمصيبة الاكبر يدعون أن هذا الدين صالح لكل زمان ومكان وهو بالحقيقة لم يكن صالحاً حتى لزمانه ؟
٣: وأخيراً …؟
حقيقة من يعادون العلمانية ماهم ألا منافقين يثيرون الشفقة قبل الاشمئزاز والسخرية ، والزمان والوعي كفيلان بقبورهم في مزبلة التاريخ ، عشت وعاش قلمك ، سلام