Assil Zaben
عندما كتبتُ منشوراً صغيراً أطالبُ فيه باحترام المواطن وشعائره كمواطن بغضّ النّظر عن دينه وخصّصته للمسيحيين لأنني كتبته في بداية صومهم (اقرأه على هذا الرابط يمضي صيامهم من دون أن نشعر )..أصبحتُ أنا أسيل “الكاتبة الكبيرة” (وكم استسخفتُ من نعتني بذلك)..وأصبحتُ أيقونةَ العلمانية والإنسانية..وتفاجأتُ بصفحاتٍ مصرية ولبنانية تنشر المقال (رغم أنه لا يرقى لفئة المقالات) وتلقّيتُ من الثناء والمديح ما كانَ سيُثقلُ رأسَ غيري إن تلقّاه..منذ سنة ونصف تقريباً وأنا أكتب ولم تصل قائمة أصدقائي إلى ال 500 صديق لأنني انتقائية حتى في اختيار الصداقات الافتراضية..لكنّ العدد انطلق كالصاروخ ليتجاوز ال 1200 صديق بعد انتشار هذا البوست (عدا عن الطلبات التي لم أقبلها)..هؤلاء الذين طلبوا صداقتي بعد أن قرأوا هذا البوست كثيراً ما ضحكوا مع الضاحكين وعلّقوا مع المعلقين على انتقاداتي لرجال الدين الإسلامي كقورشة والعريفي “على اعتبار أنهم علمانيين”!! اليوم..هؤلاء بعينهم قالوا لي بعد أن نشرتُ صورة البابا لأوضح كيف أن الدين- أي دين- يُستَغلّ من قبل رجال الدين لمصالحهم الشخصية وترفهم..واكتشفتُ بأنني ارتكبتُ الخطيئةَ العظمى لأنني استخدمتُ لإيصال الفكرة صورة رجل دين مسيحي وليس إسلامي!! فقيل لي من ضمن ما قيل “خليكي بالسياسة والإمبريالية”…”كنت معجبةً بثقافتك وانفتاحك لكن للأسف تبين أنك عنصرية متعصبة”.. في البوست الأول كنتُ “إنسانة مثقفة”..وفي بوست اليوم خيّبتُ أمل الكثيرين الذين لم يعترض منهم أي أحد على انتقاد العريفي وقورشة…
لكل من يحلم بالعلمانية أقول : ما هي إلا أضغاثُ أحلام. فمن يطالب بالعلمانية وينتفض لنقد رجل دين لا يعلم بأن العلمانية ترفع جميع الخطوط الحمراء وتجعل من رجل الدين إنساناً مجرّداً من هالته المقدّسة.
أنتم كاذبون منافقون..دواعشُ الفكر يختبئون تحت ستار العلمانية. تجدهم أرقّ من النسيم طالما أن النقدَ لا يطالُ رموزهم..ويكشّرون عن أنيابهم إذا فكّرتَ أن تقترب في بوستٍ واحد..واحد فقط من رمزٍ يمثلهم.
أما أنت أيها العلماني الحقيقي..أيها الإنسان: ابحث لكَ وأنا أبحثُ معك عن مكانٍ يقدّرُ فيه الإنسان ولا خطوط حمراء فيه سوى الإنسان وكرامته
