بعد فوز أردوغان في الانتخابات وإعلانه بكل تجلّي أمام شعبه أنه لن يتخلى عن العلمانية نشأ مصطلح (أخواني )يحاول أن يشرعن لاردوغان علمانيته التي كانوا يرونها بالأمس من المنكرات فأصبحت هي الحل وهذا ماكان يقوله بالأمس كل المفكرين الذين أدركوا خطورة التأزيم التي يخلقها أتباع مايعرف بمصطلح الإسلام السياسي .
كنت على تواضع معارفي ورؤيتي المحدودة للأمور أرى ذلك الجمر الكامن خللل الرماد .
وكانت العلمانية هي بمثابة تهمة تخرج المرء من الملة عند بعض المأزومين ،رغم أني كنت أراها لاتتعارص مع كونك مؤمن ولاأراها سوى نوع من إدارة شؤون الحياة ،إلى أن اهدانا (شيوخ الاخوان) -خصوصا المحليين منهم – في رحلة التقاطع المعرفي مصطلحهم الجديد (العلمانية المسالمة) تقاطعا مع إعلان الجمهوية الثانية بثوبها (العلماني) المسالم ،وذلك ماكنا نبغي ، بحيث لم تعد العلمانية سبة لكل علماني مسالم على النهج الاردوغاني وليس الأتاتوركي المفرط ، ولم تعد لائحة إتهام يلوح بها الآخرون كلما نبشوا أوراق الإستعداء ودفاتر التكفير ،فشكرا أردوغان لأنك ناضلت كثيرا لتثبت أن ٩٩٪من الشعب التركي مسلم وإسلامه لايتعارض مع كونه متمسك بعلمانيته المسالمة التي أتاحت له أن يكون عضوا فاعلا في النيتو ليحمي الغرب العلماني مانسبته ٩٩٪من الشعب التركي المسلم أمام تهديدات الدببة ،التي تكالبت على جمهوية تكافح من أجل الخروج من علمانية أتاتورك الأصلية إلى فضاء أكثر رحابة متمثلة بعلمانية أردوغان المسالمة ،شكرا لأخوان (الداخل ) الذين منحونا فضاء آخر في تعريف العلمانية التي أصبحت نقطة الإتفاق على أن السلم والسلام هو فن إدارة الشعوب ،وأن التطرف والفوضى وحروب المجتمع الطاحنة بينه وبين نفسه هي محور التفكك في بناءات الدول وسبب إنقراضها .
عمري الرحيل