من اخطر الصفعات وانجحها تلك التي وجهتها المؤسسة الدينية الى شكل وبنية التعليم وغايته في بلادنا الموبوءة فاستدارت عليها ووضعت المتعلمين الجامعيين في جيب سروالها الخلفي — جانب فتحة طلق الريح – . لقد ادرك المتدنيون الشيوخ من اصحاب المدارس الشرعية و الدرجات الثانوية المتدنية وخريجي كلية المعرفة الالهية ان التعارض حاصل لا محالة بين العلم والدين , بين الاسطورة والتجربة والواقع. فالتقديس لا ينفي التساؤل والتشكك احيانا وصحة الاحاديث قد تتطلب الاثبات والدليل من الواقع والحياة ’ والصناعة تتطلب المعدن والعقل والمعادلات والحساب وليست على طريقة كن فيكون فالتفوا على العلم والتعليم ووظفوا العديد من حملة الشهادات العلمية المعتبرة وجلهم من بتوع ربنا من المصريين ملأوا جيوبهم بالمال واطلقوهم للحديث عن خبايا العلم الحديث في الكتاب المكنون بمحاولة ليست بريئة لخلق نوع من التآخي والتوائم بين العلم والدين . وتخرجت من (الجامعات ) أجيال من الشيوخ المدرسين والاطباء والمهندسين من حفظة الأمليات السريعة والكتب المترجمة وامتحانات الغش والمدرجات والأسئلة المتكررة وشهادات الدكتوراه من جامعات استونيا وأبخازيا وكرواتيا امتهنوا العلم كمهنة النجارة أو الحدادة وكوظيفة مستديمة معظمهم لا يجيد اصلاح محرك كهربائي صغير او ابتكار لعبة للأطفال ثم أنتأوا عن البحث والعلم واستسهلوا التفكير وتفرغوا بالنهاية للعبادة والذكر ولعلوم القران فظهرت لنا كيمياء وعلم دواء جناح الذبابة والعسل وجيولوجيا الجبال ذات الرواسي والبحرين اللذين لا يبغيان وفيزياء الفعل وردة الفعل في طيران الجن ورياضيات السر العددي الالهي في الآيات والسور- ومنهم من ترقئ في مجال علوم الدين والعلم ووصل لرئاسة منظمات -علمية – عالمية شهيرة كداعش والقاعدة . في اواخر الدراسة بكلية الطب البشري تجرأ البوطي وفي عقر دار كلية الطب ان يعمل محاضرة على مدرجها عن فوائد حبة البركة والحجامة وكنت انا من الحاضرين استمع والغريب ان المدرج كان ممتلئا بالشخصيات التي تلبس البدلة الاوربية والكرافة و العديد من الطلاب الفرحين بلحى خفيفة واكد العالم ان لحبة البركة فوائد لا يحصى عددها ودليله الحديث المذكور في كتاب البخاري – رجعنا للاحاديث – (( عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ )) . لم يقدم المذكور دليلا علميا واحدا ولم ينشر إحصاءات لعدد من المرضى جرى علاجهم بالحبة او بالحجامة ولم يقل لنا ماهي المادة الدوائية الفعالة فبها . لم يقتنع احد علميا بهذه المحاضرة ولم يعلق منها شيء بالذهن فالواقع كان يكذبها والأدوية الالمانية الفعالة والامبيكلوكس كانت تسد السوق, ولكنها كانت إعلان حضور واستعراض قوة و فرصة صغيرة استفاد منها من استفاد من اطباء روجوا للحجامة وامتهنوها وكسبوا منها .
منذ فترة أرسل لي احد الاطباء المصريين من خريجي جامعة الأزهر مجموعة صور عن الفيضانات التي صارت بعمان وعلق تحت الصور قائلا انظر غضب الله علينا لما نفعله بحياتنا مبتعدين عن سراطه ودليله السماوي , قلت له الطبيعة لا تحابي أحدا ولا تنظر او تسمع اقوالنا هي هكذا منذ بدء تفعيل العقل وضهور علوم التسجيل والملاحظة, قال هذا عقاب الله لنا , يشترك هذا الاخ الطبيب مع كل العامة والغير المتعلمين وفقراء الهند والبنغال بهذه الافكار وهو نفسه من انتقدني لا نني اخرج الزبالة معي في السيارة واضعها في الحاوية قال لي يا اخي والله انت شغلتك كيرة يا اخي ارميها باي زاوية مش شايف الشوارع ؟ وهو نفسة لا تميزه وهو يسير مع صحبة للصلاة بالجلابية والشبشب يركع مع الراكعين ويسمع خطبة الإمام وهو يتحدث عن خلق المرأة من ضلع ادم . وهو نفسه من قال لي انه يتمنى لو يفر من هذا القيد ويخرج الى حيث يرى حياة ويحادث بشرا لا يكذبون ؟
منذ فترة علق ا حد الاطباء السوريين على احد الفيديوهات التي نشرتها وانتقد ما جاء فيها وكانت حول ملاحظة أحد الشيوخ السعداء والذي تعلم الفصحى مؤخراً وصار يعلم أن الفاعل يرفع بالضمة والمفعول به ينصب بالفتحة : ان المياه الملوثة تصفو وتُعقم وتساغ للشرب اذا قرات عليها شيئا من القرآن وجزم انه فعلها مرات وفعلها غيره وفي كل مرة كانت المياه تهدا وترق و تخرج مصفاة صالحة للشرب قال الطبيب السوري المتخصص موجهاً كلامه الي : يا أخي ليست الحياة كلها مادة بمادة هناك روحانيات , الكثير من فوائد القرآن لم تكشف بعد ؟ كما ان الكثير من-خصائص المياه لا زلنا لا نعلم عنها شيئا!! هكذا ..
كانت المرة الاولى التي اسمع فيها كلمة ختان البنات وكنت قد تجاوزت الثلاثين واعمل في ليبيا سمعتها على لسان احدى الممرضات المصريات ما شاء الله لا تعرف الا – تدي حقن – قالت تحادث احد الاطباء الجراحين من خريجي الازهر ويسمى دلعاً وزهواً – أزهري – تخبره عن حفيدتها الصغيرة انهم – ختنوها كدة شوية – قال النطاسي مباركا واردف انها سنة لما روي عن اطهر البشر نبينا عليه السلام انه قال لأم عطية: «إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي فإنه أنضر للوجه وأحظى عند الزوج» ولا نعرف نحن من هي الست ام عطية وما هي درجتها العلمية المهم انها ام عطية شخصية دخلت التاريخ كمرجع جراحي في علم ختان الإناث , لم افهم بالبدء عن ماذا يتحادثان لكنني سمعت كلمة ختان , وانثى , فضحكت وقلت كيف تختن الانثى وماذا فيها من زيادة لتزال قال النطاسي الأزهري شوية من -عرف الديك- يخفف غلمتها ويعفها ويحصنها من ان تقع في الزلل؟؟ يبلغ عدد كليات الازهر (77) كلية منفصلة حسب الجنس كليات بنين وكليات بنات ولهم مظهر عام تقريبا من لحى وحجاب ونقاب ومناهج خاصة مزيج بين العلم والدين جرى انتقادها وعرضها على الملا أكثر من مرة وهو لا يبقي مجالاً للشك حول الاساس ا المشترك للفكر الديني العام . وفي احدث تقرير احصائي تصدرت جامعة الازهر الحكومية المركز ا لأول في عدد المتخرجين الجامعيين فمن إجمالي 324.4 الف خريج من الجامعات الحكومية وعددها 25 جامعة ، تخرج 39.4 ألف طالب من جامعة الأزهر الحكومية يتسابقون الى البطالة و الجوامع وفواح رائحة الفم في الشهر المبارك ؟
في ليبيا كذلك كان لي جار طبيب ليبي متخصصاً بالأطفال درس سنه في بريطانيا وتسلم رئاسة القسم وصار له جولات وصولات واحترام كونه علم شيئا من الانكليزية – لاحظ الشيزوفرينيا – تزوج من امرأة من الشرق الليبي وكان اصطلاح الشرق والغرب متجذرا منذ زمن بعيد ويختلف سكان الشرق عن الغرب باللهجة ويعتبرون انفسهم اكثر حضارة علما أن الاثنين نتاج مجتمعي متخلف قبائلي يستهلكان الكسكسي والارز وحليب الزهرات الهولندي المستورد – وللحق كانت امراة متوسطة الجمال انما كان لها طريقة طبخ ورائحة تفتح نوافذ كل بيت حتى اصيبت الزوجات منها باختلاط الغيرة بالحسد . لكن زوجها – الغربي- (سبحان الله ) مهما امتد وتطاول حبله فهو لا يدور الا حول نفسة وكان به نقصا يراه هو واضحاً ويحاول اخفاؤه بالمبالغة والتهويل كالأطفال لا حديث له الا عن الدين وكانه سفير الاسلام وعلية واجب التبشير . قال لي مرة هل تدري ان اعمدة الكهرباء في الشوارع هي اختراع اسلامي قلت كيف قال لقد دلت عليها احدى الآيات ( انها عليهم موصدة في عمد ممددة ) والعمد هي جمع عامود ؟؟ وقال ايضاً ان الليزر هو اختراع اسلامي وذكر شيئا لم اعد اذكره عن الزيتون والزيت واللون الاخضر والتشابه بينه وبين اشعة الليزر ؟ وفي وقت معلوم وقدر محتوم سحبته زوجته من يده وعادت به الى بنغازي قريبة من اهلها ومرت الايام وانتقلت انا للعمل بالمنطقة الشرقية وتذكرته انا وزوجتي وذهبنا لزيارته في احد احياء بنغازي الشعبية المتطرفة . لم يكن الحي مخدماً من ناحية الصرف والمياه تنبعث من زواياه روائح لفضلات المعدة والزبالة وتدبرت الناس امورها بشراء المياه وحفر ابار الصرف الخاصة , الحي متشعب متعدد النواحي تنتصب في ساحة واسعة منه مأذنة عالية لمسجد حديث مزخرف مكلف والكثير من المسجد المتباعدة بمآذن قصيرة وابنية متواضعة , سألنا عنه قليلا ووصلنا بيته بسهولة فالكل يعرفه انه مؤذن الجامع الكبير أو كما قالوا الطبيب الذي يؤذن في الجامع الكبير . بعد فترة سمعنا انه تعرض للتوقيف والسجن ولولا اخوة المتنفذ من اتباع القذافي لحكم فترة طويلة كانت التهمة تجارته غير المشروعة بالذهب والدولارات بالتعاون مع مجموعة من اصحابه يعمل احدها في احد البنوك .
حسرتي على جامعة (البعث ) والتي في الاساس لا اسم لها بين جامعات العالم ان توقع اتفاقا بينها وبين مديرية الاوقاف بحمص معروفة نتائجه سلفاً . حسرتي على هذه الشعوب التي يستطيع رجل دين أمهق ان يجند الالاف بكلمة عابرة ولا يستطيع متعلم علماني ان يرفع راسه دون ان يخاف ’ حسرتي على هذه الشعوب التي ابتليت بداء الولادة والاستهلاك ’ حسرتي على هذه الشعوب التي لا زالت ترفع المصاحف للتحكيم ’ يا حسرتي على هذه الشعوب التي تسأل الاجداث والشيوخ عن جواز نقل الكلية او الدم او تناول دواء للحمل , مؤخرا سمعنا عن نجاح عملية نقل ….. ذكري لكن للان ننتظر الفتوى فهل الولد الناتج يتبع صاحب العضو الاصلي ام صاحب السائل ننتظر .. جزاكم الله خيرا