مع تنفيذ أتباع الولي الإيراني الفقيه علي خامنئي لتهديداتهم الإرهابية وقيامهم بتفجير إرهابي بشع لمقر صحيفة ( الصباح الجديد ) و تهديد كادرها الصحفي ولربما إغتيال بعضهم لاحقا وقريبا إنتصارا و تأييدا ودعما لعلي خامنئي في وجه صورة بورتريه إعتبرها أولئك مسا بقدسية القائد الإيراني و الذي بات اليوم رمزا دينيا وطائفيا مقدسا في العراق ومع رفض الحكومة العراقية التي يهيمن على إدارتها الأمنية و الإستخبارية عملاء النظام الإيراني التاريخيين في العراق لتوفير الحماية الأمنية لكوادر الصحيفة، يكون العراق قد سقط أوتوماتيكيا بالكامل تحت النفوذ الإيراني، وتلاشت للأبد تلك الخديعة الليبرالية و الحرية الإعلامية المزيفة التي يتخفى تحتها رجال النظام الإيراني في العراق الذي نجح في صياغة و إستكمال مشروعه التبشيري و الآيديولوجي و الذي إنتهى بالهيمنة الإيرانية المباشرة على كل جوانب الحياة في العراق إلى الدرجة التي جعلت صورة لم تعجب أولئك مثارا لعمليات إرهابية و إستعراضا لنفوذ و بلطجة إيرانية باتت واضحة و ملموسة، لقد سقطت بغداد فعلا تحت سطوة رجال و قلاع النظام الإيراني، و تحول ( حجة الإسلام ) علي خامنئي ليكون رمزا مقدسا في عراق ضائع و تائه لا زال يبحث عن رموز يقدسها ويقيم ( تشابيه ) لشخصيات سياسية و دينية، العجيب في عدوان الهمج أتباع الخامنئي على صحيفة الصباح الجديد إنها لم تحرك ساكنا في نقابة الصحفيين العراقيين التي يتزعمها مؤيد اللامي؟ كما أن وكيل الداخلية الأقدم عدنان الأسدي لم يجرد جيوشه لحماية الإعلاميين العراقيين من غضبة أنصار النظام الإيراني الذين أكدوا على الطبيعة واقع السقوط السياسي العراقي الكبير.
علي خامنئي يا سادة ياكرام ليس مجرد رجل دين زاهد لاعلاقة له بمتاع الدنيا و يبحث و ينتظر ظهور القائم المنتظر ليقيم العدل و يحارب الجور؟ إنه سياسي من الطراز الأول، كما كان رئيسا لجمهورية إيران، و كان قبلها ممثلا للخميني في مجلس الدفاع الإيراني الأعلى الذي قاد صفحات الحرب العدوانية الطويلة ضد العراق و التي يسمونها هناك ( الدفاع المقدس )! رغم أن جيوش الجيش و الحرس الثوري الإيراني كانت تعلن بأن هدفها ( فتح كربلاء ) و إسقاط بغداد و تحويل العراق لجمهورية إسلامية طائفية تكون ملحقا لجمهورية الولي الفقيه منذ عام 1982 و بعد إنسحاب الجيش العراقي من العمق الإيراني في حزيران من ذلك العام و إصرار الخميني على إستكمال الشوط و محاولة إحتلال العراق بالكامل قبل أن يتجرع كأس السم و يوقف الحرب مضطرا و على مضض في شهر آب / أغسطس 1988 و لكن بعد خسائر مريعة و لا مبرر لها قدمها الشعبين العراقي و الإيراني! خامنئي هذا كان جزءا لا يتجزأ من الآلة العسكرية الإيرانية وهو يتحمل مسؤولية مئات الآلاف من دماء شباب البلدين، كما تتحدث الوقائع، و المفارقة المثيرة للسخرية هي أن النظام الإيراني قد حقق أهدافه السياسية كاملة ولكن بدماء الجنود الأمريكان الذين أسقطوا نظام صدام عام 2003.
وما رافقه من تطورات ميدانية أسفرت عن دخول أهل الأحزاب الطائفية الإيرانية و تغلغل الجماعات الإيرانية في تشكيلات و مفاصل الدولة الهزيلة التي ورثت دولة البعث البائدة و تحكمها في مسار العملية السياسية العجفاء العقيمة التي أنتجت عراقا تحاصصيا بائسا ينعق بوق التخلف في أرجائه و ينتعش أهل الإرهاب الإيراني في ربوعه.
وحيث يمارس القوم وعلى الملأ نفاقا واضحا فهم يدعون تقليدهم للسيد علي السيستاني الذي لايؤمن بولاية الفقيه! بينما تقليدهم الحقيقي لعلي خامنئي!! وهو نهج و ديدن الأحزاب الطائفية الإيرانية في العراق… لقد تهاوت مؤسسات الدولة العراقية الرثة أمام تهديدات عصابات الخامنئي و عرفت الحقيقة العارية و تمت إماطة اللثام بالكامل عن وجوه العصابات الإيرانية في العراق، في تفجير و تهديد صحيفة الصباح الجديد سقط القناع عن الوجوه المنافقة، و تبينت حقيقة السقوط السياسي المريع في العراق و الذي تحول اليوم ليكون خنجرا إيرانيا مسموما في الخاصرة الشرقية العربية يشبه تماما خنجر أبو لؤلؤة المجوسي المسموم الذي به طعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ( رض )… تلك هي الحقيقة العارية، فعراق الحلم الأمريكي قد تحول لعراق الخامنئي!!… إنها أبشع نهاية لأهل الشقاق و النفاق…
dawoodalbasri@hotmail.com
المصدر ايلاف